توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضرورة ضرب المحتكرين

  مصر اليوم -

ضرورة ضرب المحتكرين

بقلم - عماد الدين حسين

المؤكد أن هناك أسبابا خارجية وأخرى داخلية للأزمة الاقتصادية الراهنة، وقد لا تكون الحكومة قادرة على توفير كل ما يحتاجه السوق من دولارات، لكن المؤكد أن هناك إمكانية لقيام الحكومة وأجهزتها المختلفة بالتخفيف من حدة الأزمة عبر إجراءات محددة.
سمعت زميلا صحفيا يقول إن أحد أصحاب الأبقار فى قريته يبيع كيلو اللبن للتاجر الأول بثمانية أوتسعة جنيهات فقط، فى حين أنه هو شخصيا يشترى هذا الكيلو من التاجر الأخير بأكثر من ٢٣ جنيها، وقد تبيعه بعض المراكز التجارية الكبرى بثلاثين جنيها.
وسمعت آخرين على مدى الفترة الأخيرة يتحدثون عن نفس الموضوع لكن عن سلع مختلفة ومتنوعة.
وبالتالى السؤال: هل هناك منطق اقتصادى أو اجتماعى أن يكون مكسب التاجر أو سلسلة الوسطاء خمسة أضعاف السعر الأساسى؟! وإذا كنا سنقدم الدعم أليس من المنطق أن يذهب أساسا للمنتج الحقيقى وهو المزارع أو الصانع؟!
مرة أخرى أنا اليوم لا أتحدث عن جوهر الأزمة الاقتصادية التى نعانى منها فى الفترة الأخيرة، وتعانى معنا العديد من دول العالم بدرجات مختلفة، وتقول الحكومة كثيرا إنها أزمة عالمية، وبالتالى لا يمكنها التدخل كثيرا.
نعم هى أزمة عالمية فى بعض جوانبها وتأثر بها كثيرون فى العالم وفى منطقتنا لكن هناك أسبابا داخلية أيضا، أحدها وليس كلها دور المحتكرين والوسطاء.
أدرك أن العرض والطلب هو القاعدة الأساسية التى تحكم نظام الأسواق فى كل بلدان العالم.
وأدرك أيضا أن تطبيق التسعيرة الجبرية لن يجدى نفعا إذا كان هناك خلل كبير فى ظل زيادة الطلب وقلة العرض.
أدرك كل ذلك، لكن من المؤكد أن هناك هامشا تستطيع أن تتحرك فى ظله الحكومة وأجهزتها المحلية والرقابية المختلفة لتطبيق مفهوم «الدور المنظم»، فى ظل أن الحكومة انسحبت من العديد من دور المنتج فى سلع وبضائع استهلاكية مختلفة.
الحكومة تحدثت أكثر من مرة فى الأسابيع الأخيرة عن أسعار استرشادية للسلع الأساسية، لكن كل ذلك لم يلمسه المواطن كثيرا وهو يشترى هذه السلع، وهذا يعنى أن هناك شبه غياب كامل عن السيطرة على سلسلة الوسطاء الكثيرين والمحتكرين خصوصا للسلع الأساسية.
صحيح أن ارتفاع أسعار الدولار هو عامل حاسم فى تسعير العديد من السلع التى يدخل فى إنتاجها عناصر ومكونات ومستلزمات مستوردة، لكن الأصح أيضا أن العديد من السلع الأساسية تراجعت أسعارها عالميا فى الفترة الأخيرة، بل وعاد بعضها إلى مستويات ما قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية قبل شهور. ومن هذه السلع القمح وغالبية الحبوب، خصوصا بعد استئناف صادرات الحبوب الأوكرانى.
هناك سلع مهمة جدا لكل الناس اسمها رغيف الخبز. الحكومة مشكورة ما تزال رغم كل الأزمات تبيع الرغيف المدعم لـ ٧٠٪ من المواطنين بخمسة قروش وهو أمر مهم جدا. لكن ما يحدث فى سوق الخبز الحرة أو السياحية لا يمكن فهمه تحت أى منطق.
كانت الحكومة قد حددت أسعارا للرغيف الحر بالاتفاق مع اتحاد الغرف التجارية طبقا لوزن الرغيف لكن أصحاب المخابز ضربوا بهذا الاتفاق عرض الحائط، وصار الرغيف الذى كان يباع بربع جنيه قبل فبراير الماضى، يباع بأكثر من جنيه الآن. وهناك أرغفة تباع بجنيهين.
وبالتالى فالمواطنون يسألون سؤالا بسيطا وهو: ألا يمكن أن يكون هناك مكسب عادل لصاحب المخبز بحيث لا يتجبر؟ وهل الأسعار الحالية منطقية أم لا؟!
نعود إلى سلسلة الوسطاء وللأمانة هى مشكلة مزمنة منذ سنوات، والضحية فيها المنتج الأصلى والمستهلك النهائى والكاسب الوحيد هم سلسلة الوسطاء والمحتكرين.
ظنى الشخصى أن هناك فرصة ذهبية للحكومة كى تبعث برسالة مهمة للمواطنين بأنها تشعر بمعاناتهم وتضحياتهم وهمومهم إذا وجهت ضربات قاضية للرءوس الكبيرة من المحتكرين.
وأظن أيضا أن معظم هؤلاء معرفون بالاسم لدى الحكومة وأجهزتها الرقابية، وبعضهم لا يمكن أن يمارس عمله إلا فى ظل تراجع دور المحليات ومفتشى التموين وسائر المنظومة الرقابية.
حينما حدثت مشاكل مشابهة فى الصين، قبل عقود ألفت السلطات القبض على التجار والمحتكرين الجشعين وحاكمتهم محاكمة سريعة وأعدمتهم وعلقت رءوسهم فى وسط الميادين العامة، فارتدع الجميع.
لا نريد من حكومتنا أن تفعل نفس الشىء حتى لا نتهم بأننا ضد حقوق الإنسان، بل أن تحاكم هؤلاء محاكمة عادلة وتطبق عليهم صحيح القانون، أو على الأقل تمنعهم من الأذى وسرقة قوت الشعب الغلبان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرورة ضرب المحتكرين ضرورة ضرب المحتكرين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon