توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة الروح للحوار الوطني

  مصر اليوم -

عودة الروح للحوار الوطني

بقلم - عماد الدين حسين

أظن أن جلسة مجلس أمناء الحوار الوطنى ليلة الأحد الماضى، أعادت الحيوية لهذا المجلس، بعد أن ظن البعض أن الحوار قد انتهى أو فى أفضل الأحوال دخل ثلاجة شديدة البرودة قد لا يخرج منها حيا أبدا.
كنت حاضرا لهذه الجلسة المهمة التى بدأت فى نحو السابعة مساء، بحضور غالبية أعضاء مجلس الأمناء، باستثناء عدد قليل لم تمكنه الظروف من الحضور.
الجلسة انتهت بتحديد موعد انطلاق الحوار الفعلى فى ٣ مايو المقبل وهو الموعد الذى كان ينتظره كثيرون، والمفاجأة أن مجلس الأمناء تقدم بأول اقتراح لرئيس الجمهورية بإجراء تعديل تشريعى يسمح باستمرار الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات العامة فى البلاد والتطور الأهم أن الرئيس السيسى رحب بالأمر ووجه الحكومة والجهات المعنية فى الدولة بدراسة المقترح وآلياته التنفيذية. نعود إلى ما بدأنا به وهو أن العلاقة بين أعضاء مجلس الأمناء بعد كل هذا الوقت صارت طيبة للغاية، وتتميز بجانب إنسانى مهم خلافا للبدايات.
خلال الجلسات الأولى للحوار الوطنى فى الأسبوع الأول من يوليو الماضى، كان هناك بعض من التوجس والتربص والتشكيك والتصيد والخوف خصوصا أن أعضاء المجلس جاءوا من تيارات سياسية وفكرية واجتماعية متباينة.
وكاد الحوار يتعطل ويتوقف أكثر من مرة فى جلسات البدايات لولا حكمة ومهارة وحنكة وصبر ضياء رشوان المنسق العام للحوار، وبجواره الثقافة القانونية رفيعة المستوى للمستشار محمود فوزى رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطنى.
لكن الآن وبعد كل هذه المدة، التى تقارب الشهور العشرة فقد صارت هناك علاقة إنسانية وثيقة بين الغالبية العظمى من الأعضاء، وقد يقول قائل، وما هى أهمية هذه العلاقة، وما شأن المصريين بها، وأين ما تحقق للبلد من وراء هذا الحوار حتى الآن؟!
أعذر تماما كل من يطرح هذه الأسئلة، وأعذر أيضا كل من تشكك بل وأصيب باليأس فى ظل أننا نقترب من عام تقريبا على انطلاق فكرة الحوار من الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إفطار الأسرة المصرية فى ٢٦ أبريل الماضى.
الآمال كانت عظيمة وكبيرة، خصوصا أن الحوار لم يستثنِ أحدا من المشاركة إلا المصنفيين إرهابيين أو المحرضين على العنف والإرهاب وغير المؤمنين بالقانون والدستور.
أظن أن الحوار الوطنى ورغم أنه لم ينطلق رسميا حتى الآن، ورغم كل الملاحظات والانتقادات، فقد حقق أهدافا كثيرة لا يراها كثيرون رغم أهميتها فى انتظار الانعقاد الفعلى الأول فى ٣ مايو المقبل.
الهدف الأول الذى تحقق أننا لم يكن لدينا حوار سياسى بالمرة أو حتى كلمة سياسة بالمعنى الدارج قبل ٢٦ أبريل الماضى، وبعدها صار لدينا هذا الحوار والنقاش والجدل، حتى لو كان بطيئا ومتأخرا ولا يرضى الجميع.
ثانيا: فإن حجم الاختلاف بين القوى السياسية قبل الحوار تراجع كثيرا مقارنة بما بعده، وقد زادت مساحة الثقة والصراحة والتفاعلات بين القوى السياسية. وصار بالإمكان فتح قنوات اتصال عليا لمناقشة القضايا المختلفة على حد تعبير المنسق العام ضياء رشوان.
ثالثا: فى كل جلسة لمجلس الأمناء، كانت هناك مناشدة رسمية لرئيس الجمهورية للإفراج عن السجناء المصنفين «محبوسين رأى»، وقد استجاب السيد الرئيس مشكورا لغالبية هذه المناشدات، وتم الإفراج بالفعل عن أكثر من ١٣٠٠ محبوس خلال الشهور العشرة الأخيرة، ولا ننسى أنه فى اليوم الذى تم فيه الإعلان عن إطلاق الحوار، جرى إعادة تشكيل وتفعيل لجنة العفو الرئاسى.
العلاقة الطيبة بين أعضاء مجلس الأمناء رغم كل النقاشات والجدالات والخلافات التى يكون بعضها حادا، أثمرت عن مناخ مختلف أظن أنه قاد إلى إيجاد علاقة جديدة بين الدولة وغالبية القوى السياسية الممثلة فى الحركة المدنية الديمقراطية. وبعد أن كانت الدولة لا تعترف عمليا بأى من المعارضة السياسية، صرنا نسمع عن لقاءات ونقاشات وتفاهمات وتفاعلات، وكلها تصب فى صالح العمل السياسى الرسمى والشرعى وتقطع الطريق على دعاة العنف والإرهاب الذين يتضررون كثيرا من استمرار هذا الحوار ناهيك عن نجاحه.
لكن هل كان الحوار الوطنى ملائكيا لهذه الدرجة؟! الإجابة بالطبع هى لا وهناك تحديات كثيرة. سأحاول أن أعرضها بإيجاز لاحقا قبل أن نناقش الاختراق المهم باستجابة الرئيس السيسى لما جاء فى الاقتراح العملى الاول والمهم لمجلس أمناء الحوار الوطنى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة الروح للحوار الوطني عودة الروح للحوار الوطني



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon