توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة الروح للحوار الوطني

  مصر اليوم -

عودة الروح للحوار الوطني

بقلم - عماد الدين حسين

أظن أن جلسة مجلس أمناء الحوار الوطنى ليلة الأحد الماضى، أعادت الحيوية لهذا المجلس، بعد أن ظن البعض أن الحوار قد انتهى أو فى أفضل الأحوال دخل ثلاجة شديدة البرودة قد لا يخرج منها حيا أبدا.
كنت حاضرا لهذه الجلسة المهمة التى بدأت فى نحو السابعة مساء، بحضور غالبية أعضاء مجلس الأمناء، باستثناء عدد قليل لم تمكنه الظروف من الحضور.
الجلسة انتهت بتحديد موعد انطلاق الحوار الفعلى فى ٣ مايو المقبل وهو الموعد الذى كان ينتظره كثيرون، والمفاجأة أن مجلس الأمناء تقدم بأول اقتراح لرئيس الجمهورية بإجراء تعديل تشريعى يسمح باستمرار الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات العامة فى البلاد والتطور الأهم أن الرئيس السيسى رحب بالأمر ووجه الحكومة والجهات المعنية فى الدولة بدراسة المقترح وآلياته التنفيذية. نعود إلى ما بدأنا به وهو أن العلاقة بين أعضاء مجلس الأمناء بعد كل هذا الوقت صارت طيبة للغاية، وتتميز بجانب إنسانى مهم خلافا للبدايات.
خلال الجلسات الأولى للحوار الوطنى فى الأسبوع الأول من يوليو الماضى، كان هناك بعض من التوجس والتربص والتشكيك والتصيد والخوف خصوصا أن أعضاء المجلس جاءوا من تيارات سياسية وفكرية واجتماعية متباينة.
وكاد الحوار يتعطل ويتوقف أكثر من مرة فى جلسات البدايات لولا حكمة ومهارة وحنكة وصبر ضياء رشوان المنسق العام للحوار، وبجواره الثقافة القانونية رفيعة المستوى للمستشار محمود فوزى رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطنى.
لكن الآن وبعد كل هذه المدة، التى تقارب الشهور العشرة فقد صارت هناك علاقة إنسانية وثيقة بين الغالبية العظمى من الأعضاء، وقد يقول قائل، وما هى أهمية هذه العلاقة، وما شأن المصريين بها، وأين ما تحقق للبلد من وراء هذا الحوار حتى الآن؟!
أعذر تماما كل من يطرح هذه الأسئلة، وأعذر أيضا كل من تشكك بل وأصيب باليأس فى ظل أننا نقترب من عام تقريبا على انطلاق فكرة الحوار من الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إفطار الأسرة المصرية فى ٢٦ أبريل الماضى.
الآمال كانت عظيمة وكبيرة، خصوصا أن الحوار لم يستثنِ أحدا من المشاركة إلا المصنفيين إرهابيين أو المحرضين على العنف والإرهاب وغير المؤمنين بالقانون والدستور.
أظن أن الحوار الوطنى ورغم أنه لم ينطلق رسميا حتى الآن، ورغم كل الملاحظات والانتقادات، فقد حقق أهدافا كثيرة لا يراها كثيرون رغم أهميتها فى انتظار الانعقاد الفعلى الأول فى ٣ مايو المقبل.
الهدف الأول الذى تحقق أننا لم يكن لدينا حوار سياسى بالمرة أو حتى كلمة سياسة بالمعنى الدارج قبل ٢٦ أبريل الماضى، وبعدها صار لدينا هذا الحوار والنقاش والجدل، حتى لو كان بطيئا ومتأخرا ولا يرضى الجميع.
ثانيا: فإن حجم الاختلاف بين القوى السياسية قبل الحوار تراجع كثيرا مقارنة بما بعده، وقد زادت مساحة الثقة والصراحة والتفاعلات بين القوى السياسية. وصار بالإمكان فتح قنوات اتصال عليا لمناقشة القضايا المختلفة على حد تعبير المنسق العام ضياء رشوان.
ثالثا: فى كل جلسة لمجلس الأمناء، كانت هناك مناشدة رسمية لرئيس الجمهورية للإفراج عن السجناء المصنفين «محبوسين رأى»، وقد استجاب السيد الرئيس مشكورا لغالبية هذه المناشدات، وتم الإفراج بالفعل عن أكثر من ١٣٠٠ محبوس خلال الشهور العشرة الأخيرة، ولا ننسى أنه فى اليوم الذى تم فيه الإعلان عن إطلاق الحوار، جرى إعادة تشكيل وتفعيل لجنة العفو الرئاسى.
العلاقة الطيبة بين أعضاء مجلس الأمناء رغم كل النقاشات والجدالات والخلافات التى يكون بعضها حادا، أثمرت عن مناخ مختلف أظن أنه قاد إلى إيجاد علاقة جديدة بين الدولة وغالبية القوى السياسية الممثلة فى الحركة المدنية الديمقراطية. وبعد أن كانت الدولة لا تعترف عمليا بأى من المعارضة السياسية، صرنا نسمع عن لقاءات ونقاشات وتفاهمات وتفاعلات، وكلها تصب فى صالح العمل السياسى الرسمى والشرعى وتقطع الطريق على دعاة العنف والإرهاب الذين يتضررون كثيرا من استمرار هذا الحوار ناهيك عن نجاحه.
لكن هل كان الحوار الوطنى ملائكيا لهذه الدرجة؟! الإجابة بالطبع هى لا وهناك تحديات كثيرة. سأحاول أن أعرضها بإيجاز لاحقا قبل أن نناقش الاختراق المهم باستجابة الرئيس السيسى لما جاء فى الاقتراح العملى الاول والمهم لمجلس أمناء الحوار الوطنى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة الروح للحوار الوطني عودة الروح للحوار الوطني



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon