توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نتعامل مع بيان «الهلال» الخطير؟!

  مصر اليوم -

كيف نتعامل مع بيان «الهلال» الخطير

بقلم - عماد الدين حسين

من الواضح ــ للأسف الشديد ــ أن هناك قوى مختلفة داخل السودان الشقيق، وخارجه تسعى بدأب شديد لاختلاق أزمة مع مصر على خلفية مباراة فريقى الأهلى والهلال السودانى فى بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى، والتى انتهت مساء السبت الماضى فى ستاد القاهرة بفوز الأهلى بثلاثة أهداف نظيفة.
النقطة الجوهرية التى تستخدمها إدارة الهلال أن جماهير الأهلى هتفت هتافات عنصرية ضد الهلال، وضد السودان قائلين: «العبيد أهم».
وكتبت بالأمس أننى سألت العديد من الزملاء الذين حضروا المباراة سؤالا واضحا: «هل سمعتم هذا الهتاف البغيض بالفعل؟» وجميعهم، ومنهم زملكاوية أقسموا بالله أنهم لم يسمعوا ذلك بالمرة، وأن الذى حدث أن إداريا بفريق الهلال استفز الجمهور فهتفوا ضده «العبيط أهه»، ولم يتلفظوا أبدا بلفظ العبيد. وبالطبع هناك فارق ضخم بين العبيط والعبيد.
قبل مباراة السبت كتبت على صفحتى بالفيسبوك أحذر من محاولات قلة فى مصر والسودان تحاول إشعال أزمة، على غرار ما حدث بعد مباراة مصر والجزائر فى أم درمان فى نوفمبر 2009، ودفعنا جميعا كعرب ثمنا فادحا لها. وكنت أظن أن مباراة السبت مرت بسلام باستثناء بعض المناوشات والمناكفات الطبيعية بين جمهور الكرة، لكن لم أتصور أن إدارة الهلال ستحول الأمر إلى أزمة بين بلدين عنوانها «هتافات المصريين العنصرية ضدنا» مستدعية ظنونًا وشكوكًا وإحنًا وأرباع حقائق لها سياقها التاريخى، وكنا نظن أنها انتهت.
بيان الهلال يقول إن جمهور الأهلى هو الذى غذى هذه الأحداث بالانحدار إلى الإسفاف وإعلاء الخطاب العنصرى البغيض وممارسة خطاب الكراهية والاستعلاء الوهمى بغية تحويل الملعب إلى ساحة حرب، وأن الجمهور انحدر إلى الدرك الأسفل من العنصرية ليصف لاعبى الهلال وإدارتهم وجماهير الشعب السودانى صناع الحضارات بالعبيد.
أخطر ما فى البيان أنه يقول إن ما حدث يتجاوز الهلال إلى الشعب السودانى، ويناشد البيان الدولة السودانية ومنظمات المجتمع المدنى أن تحذو حذوه لرد الاعتبار للشعب السودانى. وأننا فتحنا قنوات الاتصال مع الاتحاد الإفريقى لتقديم شكوى يعكف على صياغتها خبير قانونى ضليع ومن فطاحل خبراء القوانين الرياضية.
ويبلغ البيان درجة خطيرة من التصعيد حينما يقول: «إن ما حدث لا يقف عند حد السودان، بل يشمل القارة الأفريقية بأكملها، وأن الهلال على تواصل مع الأندية الأفريقية المحترمة التى تشارك فى البطولات الأفريقية، وسيفيدها كتابة وعبر زيارات مكوكية وبلغاتها المختلفة برأى جمهور الأهلى العنصرى فى أفريقيا وأهلها وأنديتها»!
ويختم البيان بالقول: «نطمئن جمهور الهلال وجماهير السودان بأن علاقتنا الودية مع الأهلى لم تعد كما كانت، ولن يغمض لنا جفن حتى نسترد حق الهلال والشعب السودانى كاملا غير منقوص».
هذا هو ملخص لبيان الهلال الذى أراه فى منتهى الخطورة لأنه يحاول إشعال فتنة بحسن أو سوء نية مع مصر والمصريين، وليس فقط مع جمهور النادى الأهلى بل ويوسع الأمر.
هذا البيان خرج من نطاق المشاحنات والمكايدات الرياضية العادية إلى إشاعة روح الكراهية بين الشعبيين، بل واستعداء كل الأفارقة ضدنا، وذهبت إحدى السيدات السودانيات إلى مطالبة حكومتها بقطع العلاقات نهائيا مع مصر وتقويتها مع إثيوبيا!!
نتذكر أن النادى الأهلى لعب قبل ثلاثة أسابيع مباراة الذهاب مع الهلال فى أم درمان وانهزم بهدف، وقال إن لاعبيه تعرضوا لمضايقات واعتداءات كثيرة خصوصا ياسر إبراهيم، وقدم شكوى بالفعل للاتحاد الإفريقى. كنا نتمنى أن يرد الهلال بالمثل بدلا من ضرب صميم علاقات البلدين.
كنت أتصور أن التهييج مقصور فقط على قلة فى وسائل التواصل الاجتماعى السودانية، لكن بيان الهلال يؤكد أن الأمر أخطر كثيرا مما نظن واعتقد أننا نحتاج إلى تحركات عاجلة على أكثر من صعيد لاحتواء هذه الفتنة.
أعتقد أن النادى الأهلى مطالب بإصدار بيان يوضح حقيقة ما حدث، وكذلك كل المؤسسات والجهات المصرية ذات الصلة، وأن يتحرك المجتمع المدنى المصرى ويبعث برسالة إلى كل الأشقاء فى السودان خلاصتها: «نحن إخوة وأشقاء ويربطنا نيل واحد ومصير واحد، وعلينا ألا نسمح للغوغاء والجهلاء والمتربصين بإفساد علاقتنا».
واذا كانت الأندية الأفريقية التى واجهت الأندية المصرية خصوصا الأهلى والزمالك آلاف المباريات ولم تشكُ من هتافات عنصرية مصرية فهل من المنطقى أن تهتف جماهيرنا بعنصرية ضد الأشقاء فى السودان؟!! ثم أننا جميعا أفارقة، ومعظمنا من ذوى البشرة السمراء وعيوننا ليست زرقاء ولسنا من أصول تركية أو أوروبية!
كل التقدير والاحترام والمحبة والمودة للشعب السودانى الشقيق والعظيم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نتعامل مع بيان «الهلال» الخطير كيف نتعامل مع بيان «الهلال» الخطير



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon