توقيت القاهرة المحلي 19:57:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الذكاء الاصطناعي والجانب القاتم

  مصر اليوم -

الذكاء الاصطناعي والجانب القاتم

بقلم - عماد الدين حسين

الوسائل والتطبيقات الإلكترونية يمكن أن تكون نعمة أو نقمة كبيرة، الأمر يتوقف على طريقة الاستخدام.

 

قبل أيام صادفت 3 قصص موحية يمكن أن تكشف لنا عن أحد الجوانب غير الإيجابية للذكاء الاصطناعي.

القصة الأولى فيديو قصير جداً لا يزيد عن الدقيقة لنجم ريال مدريد لكرة القدم الإنجليزي الشاب جود بيلنغهام، وفيه يتحدث عن فضل مصر عليه، وكيف أنه مدين لها حيث نشأ فيها وتعلم فنون الكرة في أحد أحيائها بشرق القاهرة وهو حي المطرية، أثناء عمل والده في مصر، وكيف أنه يشعر بامتنان كبير للمواطنين المصريين الطيبين الذين عايشهم في تلك الفترة.

للحظة وجهت اللوم لنفسي وقلت: كيف أكون صحافياً قديماً، ولا أعرف أن هذا النجم الصاعد بسرعة الصاروخ قد نشأ في مصر، بل في الحي الذي عشت فيه لفترة عقب تخرجي من جامعة القاهرة عام 1986؟!

اتصلت بصحافي رياضي كبير ملم بتفاصيل وقصص نجوم كرة القدم، وسألته عن حقيقة القصة، وهل هي صحيحة أم مزيفة. وجاء رد الزميل سريعاً وجازماً وضاحكاً بأن القصة مفبركة. وشرح لي بأن من فبركها استخدم تقنية الذكاء الاصطناعي وأخذ مقطعاً صوتياً صغيراً من الصوت الحقيقي للنجم الإنجليزي، ثم أضاف عليه من عنده ما شاء من كلمات وعبارات غير صحيحة.

قلت في نفسي إذا كنت وأعمل صحافياً منذ فترة طويلة قد انخدعت لوهلة في هذه القصة، فما هو حال الإنسان العادي الذي قد لا يكون متابعاً للشؤون الكروية بصورة جيدة؟!

القصة الثانية أكثر طرافة وبطلها أيضاً مدرب ريال مدريد الشهير الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وفيها يحكي بثقة كاملة عن أنه يعتمد في تدريبه بصورة كاملة على الآراء والتوقعات والتحليلات للكابتن المصري

رضا عبدالله.

لمن لا يعرف فإن رضا عبدالله لعب للأهلي والزمالك قبل أكثر من أربعين عاماً وصار الآن محللاً كروياً وهو معروف عنه آراؤه المتطرفة كروياً ومثير للجدل ويدخل في صراعات كروية كثيرة ويعتبر نفسه أحد المدربين الكبار رغم أنه لم يدرب إلا فريقاً في الدرجة الثانية.

وبالطبع لا يمكن لعاقل أن يتخيل أن أنشيلوتي سوف يعتمد على رضا عبدالله أو يتصل به دائماً طلباً للمشورة الفنية. لكن مرة أخرى فإن هناك بشراً كثيرين لا يعرفون آخر تقاليع وألاعيب الذكاء الاصطناعى ويصدقون فعلاً أن أنشيلوتي لا يخوض أي مباراة إلا بعد أن يتصل بالكابتن رضا عبدالله!

وأخيراً فإن المثال الثالث للمطربة والنجمة العالمية المعروفة شاكيرا في حوار تليفزيوني وهي تحكي عن آخر أخبارها، وأنها تريد أن تؤدي أغنية مصرية حتى تتواصل بصورة طيبة مع جمهورها المصري، بل إنها تتحدث ببعض الجمل باللغة العربية، لدرجة تجعل غير المتابع الجيد يلتبس عليه الأمر.

تلك هي النماذج الثلاثة التي صادفتها خلال أقل من شهر، والمؤكد أن لدى كل منا قصصاً متشابهة.

مرة أخرى الذكاء الاصطناعي ثورة تكنولوجية ممتازة وله فوائد عديدة في غالبية المجالات من أول الخدمة المنزلية إلى ريادة الفضاء، لكن نحن نتحدث اليوم عن جانب سلبي وإمكانية أن تقوم بعض الجهات والمؤسسات والدول بنشر أكبر قدر من الفيديوهات والقصص المفبركة بغرض إصابة مجتمع معين بالتشوه والإرباك والفوضى، وبالتالي يسهل اختراقه والتأثير فيه بطرق كثيرة.

والسؤال كيف يمكن أن نحصن أنفسنا عربياً أمام التدفق المستمر من الشائعات والأكاذيب والتشويه والتزوير المتخفي داخل الذكاء الاصطناعي وسائر التطبيقات الإلكترونية؟

نحتاج عربياً إلى وسائل وطرق وخطط تفصيلية لمواجهة الجانب السلبي في الذكاء الاصطناعي. وأظن أن هناك دولاً عربية وفي مقدمتها الإمارات قد استعدت لمعالجة هذا الجانب غير الإيجابي بإنشاء مؤسسات ولجان لمواجهة هذا الخطر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكاء الاصطناعي والجانب القاتم الذكاء الاصطناعي والجانب القاتم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon