توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مغزى إفطار المطرية

  مصر اليوم -

مغزى إفطار المطرية

بقلم - عماد الدين حسين

إفطار المطرية الرمضانى، ليس «مائدة رحمن» للفقراء، ولكنها عزومة أهل المطرية بأنفسهم ولأحبائهم.

من الواضح أن «إفطار المطرية» الذى يقام فى عزبة حمادة صار طقسا سنويا يشبه الظاهرة للدرجة التى يتحدث عنه كثيرون من أول وسائل التواصل الاجتماعى والكُتاب والمحللين، نهاية بسفراء أجانب ووسائل إعلام عالمية.

ومن المهم أيضا الإشارة إلى أن هذا الإفطار تجاوز فكرة العزومة والكرم الشعبى إلى إعادة الاعتبار لفكرة المجتمع الأهلى والمدنى، التى تستطيع أن تقف بجوار الدولة وتسندها وتدعمها وتكملها فى العديد من المجالات.

وقبل أن نسترسل فى المعانى الجيدة لهذا الإفطار، فمن المهم الإشارة إلى أن هذه المائدة العامرة بدأت عام ٢٠١٣ بخمسة أشخاص فقط من الجيران كانوا يتبادلون الإفطار أمام منزل أحدهم، ثم بدأ الموضوع يتسع إلى أن وصل إلى أكثر من خمسة آلاف شخص، وفى بعض الروايات إلى ثمانية آلاف شخص. هونج جين ووك السفير الكورى الجنوبى فى تغريدة مهمة له قبل أيام على تويتر، قال نصا: «لقد كان إفطارا رائعا حقا ولا ينسى فى المطرية، لقد كانت طاولة طويلة بشكل لا يصدق، وطعاما مصريا لذيذا، وكان هناك ٨٠٠٠ آلاف شخص سعداء بالمشاركة فى الطعام والكلام بغض النظر عن جنسيتهم أو جنسهم أو مهنتهم أو أعمارهم، رمضان فى مصر مميز.. وأنا أسعد سفير كورى فى العالم».

وربما الطريقة التى يقوم فيها أهالى عزبة حمادة بالمطرية بالإعداد لهذا الإفطار الذى يتم تنظيمه يوم ١٥ رمضان من كل عام، تكون ملهمة لكثير منا كمصريين فى نمط الحياة، ليس فقط فى إفطار رمضان، ولكن فى العديد من مجالات الحياة. وهى تجسيد حى لفكرة التعاونيات والتشاركات والمودة والرحمة والتواصل التى أوصى بها الإسلام، وكذلك سائر الأديان السماوية، بل والعقائد والأفكار البشرية.

الخمسة الذين بدأوا هذه الفكرة الملهمة من أهالى عزبة حمادة هم: إيهاب الشحات ومصطفى عزت وعبدالفتاح حسن وإيهاب أنور وأولهم كان أحمد رضوان الشهير بـ«شيكا» وعمره أربعون عاما، وحصل على إجازة ثلاثة أيام من عمله للمساعدة فى عمليات تجهيز الإفطار.

المساعدة يقوم بها كل أهالى الشارع والمنطقة، وكل يساهم بالقدر الذى يستطيعه. وهناك من يتطوع خصوصا الأطفال لتنظيف الشارع، ومن يتطوع لطلاء الجدران أو تركيب الزينة الرمضانية الشهيرة، ومن يتطوع بالوقت أو المجهود، أو المال.

كل أسرة فى المنطقة طبقا لما يقوله أحمد رضوان لموقع «مصراوى» تجهز أكلة معينة حسبما يتم الاتفاق، وبعض الأسر تأتى بالمأكولات بصورة عشوائية والعديد من رجال المنطقة يحصلون على إجازات تتراوح بين يوم وأسبوع من أجل إخراج هذا اليوم فى أحسن صورة. المائدة التى كان عليها خمس أسر فقط أمام أحد منازل الشارع، تجاوزت هذا العام أربعة شوارع كاملة، ولم يعد قاصرا على أهالى عزبة حمادة، بل العديد من سكان المطرية وكل من يريد الحضور وصارت تجتذب العديد من نجوم المجتمع، وأصبح الموعد ثابتا عند ١٥ رمضان حتى يوفق الجميع أوضاعه على هذا اليوم.

مرة أخرى ما يحدث فى المطرية ليس مجرد مائدة إفطار يقدمها الأغنياء للفقراء. وليست هى الأطول أو الأضخم أو الأكبر كما يحلو للبعض أن يتحدث عن الأرقام القياسية، ولكنها أعمق من كل ذلك بكثير.

موائد الرحمن مهمة جدا وتكافلية خصوصا فى هذا الشهر الكريم، لكن ما يفعله أهالى المطرية يعيد التأكيد على أهمية دور المجتمع المدنى والأهلى فى تقديم العديد من الأفكار المختلفة، التى يمكن أن تساعد الدولة والمجتمع بأكمله فى التغلب على كثير من المشاكل والتحديات.

وحسب تعبير الزميل العزيز محمد أمين فى مقاله بـ«المصرى اليوم» يوم الإثنين الماضى فإن أهالى المطرية لم يكونوا يبحثون عن الأضواء، ولا يعرفون بعضهم البعض، ولكنهم يجلسون على مائدة واحدة، ويقدمون صورة لمصر لا يمكن أن تنسى بسهولة. المائدة أكبر دليل على الرغبة فى تقاسم اللقمة والتكافل والتراحم وتؤكد معدن المصريين فى الكرم والإيثار خصوصا فى فترات الأزمات الاقتصادية».

الشكر واجب لكل من ساهم فى مائدة المطرية أو أى مائدة مماثلة فى أى مكان بمصر، لأنه يؤكد أن هذا الشعب بخير وقادر على تقديم أفكار بناءة وعملية. المهم أن نحسن توظيفها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغزى إفطار المطرية مغزى إفطار المطرية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon