توقيت القاهرة المحلي 21:44:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مغزى إفطار المطرية

  مصر اليوم -

مغزى إفطار المطرية

بقلم - عماد الدين حسين

إفطار المطرية الرمضانى، ليس «مائدة رحمن» للفقراء، ولكنها عزومة أهل المطرية بأنفسهم ولأحبائهم.

من الواضح أن «إفطار المطرية» الذى يقام فى عزبة حمادة صار طقسا سنويا يشبه الظاهرة للدرجة التى يتحدث عنه كثيرون من أول وسائل التواصل الاجتماعى والكُتاب والمحللين، نهاية بسفراء أجانب ووسائل إعلام عالمية.

ومن المهم أيضا الإشارة إلى أن هذا الإفطار تجاوز فكرة العزومة والكرم الشعبى إلى إعادة الاعتبار لفكرة المجتمع الأهلى والمدنى، التى تستطيع أن تقف بجوار الدولة وتسندها وتدعمها وتكملها فى العديد من المجالات.

وقبل أن نسترسل فى المعانى الجيدة لهذا الإفطار، فمن المهم الإشارة إلى أن هذه المائدة العامرة بدأت عام ٢٠١٣ بخمسة أشخاص فقط من الجيران كانوا يتبادلون الإفطار أمام منزل أحدهم، ثم بدأ الموضوع يتسع إلى أن وصل إلى أكثر من خمسة آلاف شخص، وفى بعض الروايات إلى ثمانية آلاف شخص. هونج جين ووك السفير الكورى الجنوبى فى تغريدة مهمة له قبل أيام على تويتر، قال نصا: «لقد كان إفطارا رائعا حقا ولا ينسى فى المطرية، لقد كانت طاولة طويلة بشكل لا يصدق، وطعاما مصريا لذيذا، وكان هناك ٨٠٠٠ آلاف شخص سعداء بالمشاركة فى الطعام والكلام بغض النظر عن جنسيتهم أو جنسهم أو مهنتهم أو أعمارهم، رمضان فى مصر مميز.. وأنا أسعد سفير كورى فى العالم».

وربما الطريقة التى يقوم فيها أهالى عزبة حمادة بالمطرية بالإعداد لهذا الإفطار الذى يتم تنظيمه يوم ١٥ رمضان من كل عام، تكون ملهمة لكثير منا كمصريين فى نمط الحياة، ليس فقط فى إفطار رمضان، ولكن فى العديد من مجالات الحياة. وهى تجسيد حى لفكرة التعاونيات والتشاركات والمودة والرحمة والتواصل التى أوصى بها الإسلام، وكذلك سائر الأديان السماوية، بل والعقائد والأفكار البشرية.

الخمسة الذين بدأوا هذه الفكرة الملهمة من أهالى عزبة حمادة هم: إيهاب الشحات ومصطفى عزت وعبدالفتاح حسن وإيهاب أنور وأولهم كان أحمد رضوان الشهير بـ«شيكا» وعمره أربعون عاما، وحصل على إجازة ثلاثة أيام من عمله للمساعدة فى عمليات تجهيز الإفطار.

المساعدة يقوم بها كل أهالى الشارع والمنطقة، وكل يساهم بالقدر الذى يستطيعه. وهناك من يتطوع خصوصا الأطفال لتنظيف الشارع، ومن يتطوع لطلاء الجدران أو تركيب الزينة الرمضانية الشهيرة، ومن يتطوع بالوقت أو المجهود، أو المال.

كل أسرة فى المنطقة طبقا لما يقوله أحمد رضوان لموقع «مصراوى» تجهز أكلة معينة حسبما يتم الاتفاق، وبعض الأسر تأتى بالمأكولات بصورة عشوائية والعديد من رجال المنطقة يحصلون على إجازات تتراوح بين يوم وأسبوع من أجل إخراج هذا اليوم فى أحسن صورة. المائدة التى كان عليها خمس أسر فقط أمام أحد منازل الشارع، تجاوزت هذا العام أربعة شوارع كاملة، ولم يعد قاصرا على أهالى عزبة حمادة، بل العديد من سكان المطرية وكل من يريد الحضور وصارت تجتذب العديد من نجوم المجتمع، وأصبح الموعد ثابتا عند ١٥ رمضان حتى يوفق الجميع أوضاعه على هذا اليوم.

مرة أخرى ما يحدث فى المطرية ليس مجرد مائدة إفطار يقدمها الأغنياء للفقراء. وليست هى الأطول أو الأضخم أو الأكبر كما يحلو للبعض أن يتحدث عن الأرقام القياسية، ولكنها أعمق من كل ذلك بكثير.

موائد الرحمن مهمة جدا وتكافلية خصوصا فى هذا الشهر الكريم، لكن ما يفعله أهالى المطرية يعيد التأكيد على أهمية دور المجتمع المدنى والأهلى فى تقديم العديد من الأفكار المختلفة، التى يمكن أن تساعد الدولة والمجتمع بأكمله فى التغلب على كثير من المشاكل والتحديات.

وحسب تعبير الزميل العزيز محمد أمين فى مقاله بـ«المصرى اليوم» يوم الإثنين الماضى فإن أهالى المطرية لم يكونوا يبحثون عن الأضواء، ولا يعرفون بعضهم البعض، ولكنهم يجلسون على مائدة واحدة، ويقدمون صورة لمصر لا يمكن أن تنسى بسهولة. المائدة أكبر دليل على الرغبة فى تقاسم اللقمة والتكافل والتراحم وتؤكد معدن المصريين فى الكرم والإيثار خصوصا فى فترات الأزمات الاقتصادية».

الشكر واجب لكل من ساهم فى مائدة المطرية أو أى مائدة مماثلة فى أى مكان بمصر، لأنه يؤكد أن هذا الشعب بخير وقادر على تقديم أفكار بناءة وعملية. المهم أن نحسن توظيفها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغزى إفطار المطرية مغزى إفطار المطرية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon