توقيت القاهرة المحلي 11:21:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بايدن فى فلسطين.. زيارة سياحية

  مصر اليوم -

بايدن فى فلسطين زيارة سياحية

بقلم - عماد الدين حسين

ما هذا العالم الظالم الذى نعيش فيه؟!
جو بايدن رئيس أقوى دولة فى العالم وهى الولايات المتحدة الأمريكية يزور إسرائيل لمدة يومين ويوقع معها «إعلان القدس أو أورشليم» ويتعهد بشراكة أعمق معها فى كل المجالات، ثم يزور الضفة الغربية المحتلة لمدة ٣٣ دقيقة دقيقة فقط وكأنها زيارة سياحية عابرة وسريعة، ويتحدث عن موضوعات غريبة، ليس من بينها إنهاء الاحتلال الصهيونى لفلسطين المستمر منذ يوم ٥ يونية ١٩٦٧.
كتبت بالأمس عن بايدن الصهيونى الذى تفاخر بأنه وعائلته أصحاب نظرية أن «الإنسان لا يحتاج أن يكون يهوديا ليصبح صهيونيا، فهو ليس يهوديا ولكنه صهيونى وتفاخر بأنه الأكثر خدمة وحبا وإخلاصا لإسرائيل والصهيونية.
كنت أتمنى ألا يزور بايدن الضفة الغربية، حتى لا ينخدع البعض ويعتبر ذلك نوعا من التغيير فى الموقف الأمريكى شديد الانحياز لإسرائيل.
صباح الجمعة الماضى زار بايدن مستشفى المطلع فى القدس المحتلة والتقى بالأطباء والممرضين، وتحدث عن معاناته بسبب حادث السير الذى تعرض له هو وأسرته عام ١٩٧٢ وأودى بحياة زوجته وابنته، وكيف أن هذا الحادث جعله ينظر بإجلال وتقدير لمهنة التمريض.
ولا نعرف ما هى العلاقة بين مهنة التمريض السامية ودولة محتلة من قوة غاشمة منذ عام ١٩٦٧؟!!
وحينما تذكر بايدن لاحقا أن الفلسطينيين شعب يقع تحت الاحتلال حكى لهم عن أن أصل عائلته من أيرلندا التى كانت واقعة تحت الاحتلال البريطانى، وبالتالى فهو عاش تاريخا مشابها لما يعيشه الفلسطينيون الآن.
حسنا: وما هى الحكمة التى أراد بايدن أن ينقلها للفلسطينيين من وراء هذه القصة الطريفة»؟
للاسف لا شىء.
الذين تابعوا الزيارة قالوا إنه أراد أن يقول للفلسطينيين: «ليس أمامكم إلا الصبر والتعايش مع واقع الاحتلال».
وباستثناء ١٠٠ مليون دولار أعلن عن تقديمها لمستشفيات الفلسطينيين، لم يقدم بايدن للفلسطينيين سوى الكلمات، وحتى الكلمات كان ضنينا بها فى أكثر من موضع.
نتذكر أن بايدن وعد فى حملته الانتخابية بإصلاح المسار الذى سلكه سلفه دونالد ترامب فيما يتعلق بالفلسطينيين، لكه لم يفعل إلا بعض الكلمات ولم يعيد حصة أمريكا الكاملة فى الأونروا التى ترعى اللاجئين الفلسطينيين أو المساعدات التى كان يقدمها للسلطة الفلسطينية، ولم يلتزم بافتتاح قنصلية لبلاده فى القدس الشرقية المحتلة خوفا من اللوبى الصهيونى ولم رفع منظمة التحرير من الكيانات الداعمة للإرهاب.
خلال مؤتمره الصحفى مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن فى بيت لحم ظهر يوم الجمعة الماضى قال بايدن «إنه من أبرز الداعمين لحل الدولتين، ولكن نعلم أن حل الدولتين قد يكون بعيد المنال، ونستشعر الحزن الذى يشعر به الشعب الفلسطينى».
من أفضل التعليقات على كلام بايدن سمعته من طاهر المصرى رئيس الوزراء الأردنى الأسبق الذى قال: «عن أى دولة فلسطينية يتحدث بايدن، وأين ستكون هذه الدولة».
من طرائف هذه الزيارة أيضا أن وكالات الأنباء قالت: «إن الرئيس الفلسطينى استقبل بايدن فى قصر الرئاسة الفلسطينى فى بيت لحم، وعزف السلامان الفلسطينى والأمريكى وأن حرس الشرف كان فى استقبال بايدن».
كان المرء يتمنى أن يكون لهذا الكلام معنى على أرض الواقع، وليس أن المكان الذى اجتمع فيه بايدن مع عباس خاضع للاحتلال الإسرائيلى، وأن أبومازن نفسه قال أكثر من مرة إنه لا يستطيع أن يذهب إلى أى مكان من دون إذن الموافقة الإسرائيلية.
من يتابع من العرب سلوك كل رئيس أمريكى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقد يكتشف أن ترامب كان أفضلهم لأنه الأكثر وضوحا وسفورا فى مساندة إسرائيل ومعاداة العرب والفلسطينيين، فى حين أن الآخرين وبينهم بايدن يدعمون إسرائيل ويقدمون لها كل شىء من أول الحماية فى مجلس الأمن نهاية بأحدث أنواع الأسلحة، لكن يتحدثون معنا نحن العرب بلغة حريرية ناعمة.
بايدن أرضى بزيارته للأراضى المحتلة جانبا من الجناح اليسارى فى حزبه الديمقراطى وبعض العرب، هو قضى هناك ٣٣ دقيقة فى حين تعهد بشراكة عميقة مع إسرائيل فى كل المجالات خصوصا فى مواجهة ما أسماه الخطر الإيرانى.
مرة أخرى: هل يفترض أن نلوم بايدن وإدارته، أم نلوم أنفسنا كعرب وفلسطين على ما وصلنا إليه؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بايدن فى فلسطين زيارة سياحية بايدن فى فلسطين زيارة سياحية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon