توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قمة الناتو.. وعضوية أوكرانيا الصعبة

  مصر اليوم -

قمة الناتو وعضوية أوكرانيا الصعبة

بقلم - عماد الدين حسين

«أوكرانيا لن تدخل حلف الناتو الآن». عبارة صادمة سمعتها كييف سرا وعلانية فى الأيام الأخيرة من العديد من كبار المسئولين الغربيين خصوصا الرئيس الأمريكى جو بايدن.
والسبب فى ذلك بسيط وبديهى وهو أن قبول عضويتها الآن يعنى أن الناتو قرر أن يدخل فى مواجهة عسكرية مباشرة وحرب مع روسيا قد تنتهى بحرب نووية لا تبقى ولا تذر.
السؤال: هل معنى ذلك أن الحلف قد تخلى عن أوكرانيا؟
أكتب هذه السطور من العاصمة الليتوانية فيلنيوس حيث تعقد اليوم وغد القمة السنوية لحلف شمال الأطلنطى الناتو، ويحضرها كبار قادة الدول الأعضاء فى الحلف وعلى رأسهم الرئيس الأمريكى جو بايدن الذى بدأ جولة ببريطانيا تقوده إلى القمة، وبعدها سيزور فنلندا العضو الجديد فى الحلف وهى زيارة مهمة لدعم هذه الدولة التى دخلت حروبا كثيرة مع روسيا فى الماضى وتخشى على نفسها خصوصا بعد الغزو الروسى لأواكرانيا قبل حوالى ١٥ شهرا.
قمة الناتو الحالية سيكون عنوانها الرئيسى للمرة الثانية هو دعم أوكرانيا بعد القمة السابقة فى العاصمة الإسبانية مدريد، إضافة إلى موضوعات أخرى.
وكان لافتا للنظر أن بايدن وقبل وصوله للعاصمة الليتوانية قد حرص على إرسال رسالة واضحة لا لبس فيها لكل من يهمه الأمر وخصوصا روسيا، بأن عضوية أوكرانيا فى الحلف صعبة للغاية الآن، هو قال بوضوح فى حوار موسع أذيع بالكامل أمس الأول الأحد: يجب أن تنتهى الحرب أولا قبل أن يتم منح العضوية الكاملة لأوكرانيا فى الحلف لأن عضويتها الآن تعنى الدخول فى حرب مع روسيا.
كلمات بايدن جاءت فى حوار مع برنامج «جى بى إس» الذى يقدمه فريد زكريا على قناة سى إن إن.
بايدن قال فى الحوار إنه لا يرى إجماعا بين دول الحلف بشأن انضمام أوكرانيا للحلف وبالتالى فهو لا يرى داعيا للتصويت على الموضوع خلال قمة الناتو اليوم.
وبالطبع فإن بايدن يلمح إلى رغبة بعض دول الحلف فى ضم أوكرانيا فورا خصوصا بولندا. مرة أخرى موافقة الحلف على انضمام أوكرانيا يعنى أنها قررت الدخول فى مواجهة عسكرية واسعة النطاق ومدمرة مع روسيا التى غزت قواتها أوكرانيا فى ٢٤ فبراير ٢٠٢٢.
لكن هل معنى عدم قبول أوكرانيا أن الحلف قد تخلى عنها؟!
الإجابة هى لا. وقد سمعت نقاشات كثيرة هنا فى المركز الصحفى للقمة فى العاصمة فيلنيوس مضمونها أن الحلف يطور كل يوم من أسلحته التى يقدمها لأوكرانيا.
نتذكر جمعيا أنه مع بداية المعارك العسكرية كان موقف الناتو مترددا فى دعم أوكرانيا حتى لا يغضب موسكو، لكن الدعم تطور شيئا فشيئا وبدأ بما يسمى الأسلحة الدفاعية ليصل إلى معظم الأسلحة الهجومية تقريبا من أول الذخائر العادية وصولا إلى القنابل العنقودية التى وافقت واشنطن قبل أيامها على تزويد الجيش الأوكرانى بها، مرورا بالطائرات الإف ١٦ والدبابات الأوروبية الحديثة خصوصا ليوبارد الألمانية، والصواريخ المطورة، وأنظمة الدفاع الجوى الحديثة، ناهيك عن تدريب القوات الأوكرانية على أحدث الأسلحة والتكتيكات العسكرية، إضافة إلى دعم اقتصادى غير مسبوق لأى دولة فى حالة حرب وصراع ربما باستثناء إسرائيل.
إذن المعادلة التى يمكن فهمها الآن هى كالتالى: قمة حلف الناتو الحالية سترفض منح أوكرانيا العضوية الآن لكن الحلف لن يرفض ذلك بصورة مطلقة وقد يبقى الباب مفتوحا، لكنه وعلى أرض الواقع سوف يستمر فى تزويد أوكرانيا بكل الأسلحة المتطورة والهدف هو استمرار استنزاف روسيا وجعلها تنزف بشدة فى أوكرانيا، وضرب عدة عصافير بحجر واحد، من أول إجبار موسكو على التفاوض المرن نهاية بإضعافها الكامل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة الناتو وعضوية أوكرانيا الصعبة قمة الناتو وعضوية أوكرانيا الصعبة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon