توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكبر خسائر إسرائيل

  مصر اليوم -

أكبر خسائر إسرائيل

بقلم - عماد الدين حسين

ما هي أكبر خسائر إسرائيل بعد ستة شهور كاملة من حربها على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي؟

 

يعتقد البعض أن الخسارة الأكبر هي الـ1200 شخص سواء كانوا مدنيين أو عسكريين الذين قتلتهم حركة «حماس» في عملية «طوفان الأقصى» فجر السابع من أكتوبر الماضي.

ويعتقد البعض أن الخسارة الأكبر هي المحتجزين الذين زادوا على 253 إسرائيلياً وأجنبياً الذين تم أسرهم خلال «طوفان الأقصى»، ولم تستطع إسرائيل أن تحرر إلا 80 محتجزاً عبر الهدنة التي تمت في نوفمبر الماضي، ولا يزال البقية موجودين في يد الفصائل الفلسطينية سواء كانوا جنوداً أو مدنيين أحياء أو أمواتاً.

ويعتقد البعض أن الخسارة الأكبر هي عدد القتلى من الجنود والضباط الذين سقطوا في العمليات البرية داخل قطاع غزة ووصل عددهم حتى يوم الثامن من أبريل الجاري إلى حوالي 600 جندي وضابط ومئات المصابين.

ويعتقد البعض أن الخسارة الإسرائيلية الأكبر هي في الجانب الاقتصادي، حيث إن عملية تعبئة الاحتياط المستمرة قد وجهت ضربة كبيرة للاقتصاد، وتم تخفيض العديد من المؤشرات الاقتصادية الإسرائيلية من مؤسسات التصنيف الدولية مثل موديز. والمتوقع تراجع نسب النمو وزيادة العجز في الموازنة، وزيادة معدلات التضخم مما ينعكس سلباً على مستويات المعيشة.

ويعتقد البعض أن الخسارة الكبرى هي أن غالبية سكان مستوطنات غلاف غزة، وسكان غالبية القرى والمدن أقصى الشمال على الحدود مع لبنان وهم حوالي 200 ألف شخص قد تم تهجيرهم خوفاً من عمليات وصواريخ الفصائل الفلسطينية المسلحة أو «حزب الله» اللبناني.

مما دفع عدداً منهم في التفكير للهجرة خارج إسرائيل، أو تكبيد الاقتصاد الإسرائيلي المزيد من الخسائر بسبب التعويضات التي يقدمها لهؤلاء السكان الذين تركوا بيوتهم. كل ما سبق خسائر مؤكدة وكبيرة وحقيقية، لكنها من وجهة نظري ووجهة نظر العديد من المراقبين ليست هي الأكبر أو الأضخم أو الأكثر تأثيراً، لأن معظمها ببساطة يمكن تعويضه بالموارد المالية أو القوة العسكرية الباطشة، لكن هناك خسائر لا تعوض وهي التي تبقى في ذاكرة الأجيال لسنوات طويلة.

في هذا السياق فإن إسرائيل خسرت سمعتها لوقت طويل في المستقبل وربما للأبد. عدد كبير من بلدان وسكان العالم كان يتعامل معها باعتبارها «واحة الديمقراطية المزدهرة وسط صحراء الاستبداد العربي»، كما كانت تزعم دائماً وأنها الدولة المدنية التي لا تفرق بين عربي ويهودي أو درزي أو من الفلاشا.

الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل مع الفلسطينيين خلال العدوان على غزة كشفت بوضوح أنها تنظر للفلسطينيين باعتبارهم كائنات أقل قدراً، بل هم «حيوانات بشرية» كما قال يوآف غالانت وزير الدفاع، وهم لا يستحقون الحياة وينبغي قتلهم جميعاً، حسب العديد من قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف.

ظهرت إسرائيل أمام العالم كله على حقيقتها ويصعب أن تستعيد الصورة السابقة مرة أخرى إلا إذا أعادت الحقوق لأصحابها الأصليين وهو أمر يصعب تصور تحقيقه.

الخسارة الأكبر الأخرى هي أن الأجيال الجديدة ليس فقط في المنطقة العربية، ولكن في العديد من الدول الغربية وبالأخص الولايات المتحدة وبريطانيا قد اكتشفت الحقيقة نفسها، ولم تعد تنظر إلى إسرائيل بنظرة الأجيال الأوروبية القديمة نفسها.

ما يقلق إسرائيل أكثر أن عدداً كبيراً من الشباب الأمريكيين خصوصاً في الحزب الديمقراطي، صاروا ينتقدون إسرائيل علناً ويطالبون بضرورة إقامة دولة فلسطينية، وهو الأمر الذي انتقل إلى العديد من البلدان الأوروبية، خصوصاً بعد قرارات محكمة العدل الدولية في لاهاي قبل أسابيع التي وجهت انتقادات غير مسبوقة لإسرائيل وعدوانها.

الخسارة الأخرى الأكبر هي أن إسرائيل ليست تلك القوة التي لا تقهر، فقد تبين مثلاً أنه إذا قررت الولايات المتحدة وقف الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي لإسرائيل، فقد تواجه معضلات وجودية كبرى، وهذه المخاوف هي التي تفسر لماذا أرسلت واشنطن حاملات الطائرات والسفن النووية للشواطئ الإسرائيلية في بداية الحرب، حينما شعرت أن هناك تهديداً وجودياً لإسرائيل.

التهديد الأمريكي ليس وارد الحديث اليوم أو غداً لكنه الورقة التي تلوح بها واشنطن لإرغام إسرائيل على فرملة عدوانها وليس وقفه، حتى لا يؤثر على المصالح الأمريكية العليا، خصوصاً بعد المواقف العربية الرسمية والشعبية الرافضة للحرب، إضافة إلى المخاوف داخل إدارة جو بايدن من تأثيرات العدوان الإسرائيلي على فرص إعادة انتخابه في نوفمبر المقبل.

في نظر مراقبين كثيرين فإن إسرائيل دمرت قطاع غزة تقريباً، وحولته إلى مكان غير صالح للحياة، لكنها خسرت قطاعات عالمية كبرى لوقت طويل. وأن القضية الفلسطينية يصعب تماماً أن يتم ركنها في زوايا النسيان مرة أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكبر خسائر إسرائيل أكبر خسائر إسرائيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon