توقيت القاهرة المحلي 09:37:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتخابات الرئاسية المصرية .. اختلافات ملحوظة

  مصر اليوم -

الانتخابات الرئاسية المصرية  اختلافات ملحوظة

بقلم - عماد الدين حسين

 

 

هل هناك فارق واختلاف بين الانتخابات الرئاسية الراهنة في مصر، وبين الانتخابات التي جرت عامي 2014 و2018؟!

أظن أن الإجابة هي نعم، وهي نفس الإجابة التي سمعتها من كل أولئك المتابعين الذين سألتهم نفس السؤال فى الأيام الماضية.

والمعروف أن الهيئة الوطنية للانتخابات أعلنت قبل حوالي أسبوعين الجدول الزمني للانتخابات، التي ستجري خارج البلاد أيام 1 و2 و3 ديسمبر المقبل، وأيام 10 و11 و12 من الشهر نفسه في الداخل.

كما أن باب الترشح مفتوح من يوم 5 أكتوبر الجاري وحتى 14 منه، والحملات الانتخابية يفترض أن تبدأ في 9 نوفمبر المقبل، وانتهاء عملية الفرز في 13 ديسمبر، على أن تعلن نتيجة الجولة الأولى في 18 ديسمبر المقبل، وفي حالة وجود جولة إعادة فإن إعلان النتيجة النهائية سيكون في 16 يناير المقبل.

نعود لمحاولة الإجابة عن السؤال الذي بدأنا به وهو: لماذا هذه الانتخابات مختلفة، وهل هو اختلاف إيجابي أم سلبي؟

الإجابة هي أن هناك بالفعل اتفاقاً بين كثير من المراقبين على وجود اختلاف نسبي وملحوظ وإيجابي لهذه الانتخابات عن سابقاتها.

بالطبع لا نقارن بين هذه الانتخابات وتلك التي جرت في عهد حسني مبارك، أو الانتخابات التي جرت في يونيو 2012 عقب ثورة 25 يناير 2011، والسبب هو الاختلاف البين والكبير في الظروف والملابسات التي جرت في كل عهد، لكن اليوم نحن نقارن بين الدورتين التي أعقبتا ثورة 30 يونيو 2013 والتي أطاحت بحكم جماعة الإخوان، وبين هذه الدورة المتوقعة خلال 6 أسابيع.

نعلم أنه في الانتخابات الأولى التي جرت عام 2014 فاز الرئيس عبدالفتاح السيسي باكتساح ضد منافسه الرئيسي حمدين صباحي القيادي الناصري المعروف، والسبب الأساسي في هذا الاكتساح هو الدور الرئيسي والمحوري الذي لعبه السيسي في دعم وحماية ثورة 30 يونيو 2013، وتخليص مصر من حكم جماعة الإخوان.

وقتها في تلك الانتخابات، كان هاجس حماية مصر وهويتها هو المسيطر، خوفاً من الوقوع في فخ الدول الفاشلة أو الحروب والصراعات الأهلية التي ضربت ولا تزال بعض الدول العربية.

في حين أن الانتخابات التي جرت عام 2018 خاض المنافسة فيها ضد الرئيس السيسي رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، وكانت شديدة الفتور، ولم تشهد أي منافسة تذكر حتى مقارنة بانتخابات 2014، التي رفع فيها صباحي رؤى وسياسات مختلفة إلى حد ما.

أما الذي يميز هذه الانتخابات التي يفترض أن تجري أوائل ديسمبر المقبل فهي أنها تشهد منافسة معقولة ونسبية مقارنة بما جرى عامي 2014 و2018.

في هذه الانتخابات هناك أكثر من مرشح في مقدمتهم بطبيعة الحال الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يفترض أنه يخوض الانتخابات للمرة الأخيرة بعد تعديلات الدستور عام 2019 وهناك أيضاً فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وجميلة إسماعيل رئيس حزب الدستور، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري.

وأحمد طنطاوي الرئيس السابق لحزب الكرامة وعضو مجلس النواب السابق الذي يتبنى خطاباً معارضاً بصورة جذرية، وأوجد حالة مختلفة، خصوصاً في أوساط الشباب، إضافة إلى أن حملته ناشطة إلى حد كبير على وسائل التواصل الاجتماعي وتجد صدى مختلفاً في بعض الأوساط الأجنبية.

ومن المهم الإشارة إلى أن كل هؤلاء المرشحين، هم «محتملون» لأنهم يحتاجون إلى تصديق من الهيئة الوطنية واستيفاء الشروط الأساسية الواجبة للترشح، وفي مقدمتها تزكية 20 نائباً برلمانياً، أو الحصول على توكيلات من 25 ألف مواطن، بحد أدنى ألف مواطن في 15 محافظة.

وحتى صباح السبت الماضي فقد أعلن كل من عبد السند يمامة وحازم عمر وفريد زهران الحصول على تزكية العدد الكافي من النواب لخوض المعركة، وهو الأمر المحسوم أيضاً للرئيس السيسي، لكن لم يتقدم أحد رسميا للترشح حتى هذا التاريخ. وحينما يتم استيفاء الشروط وعدم وجود طعون يتحولون إلى مرشحين فعليين نهائيين يخوضون الانتخابات، وإلى أن يحدث ذلك فهم كما قلنا مرشحون محتملون.

وإضافة إلى التنوع النسبي في عدد وطبيعة المرشحين فإن ما يضفي الحيوية نسبيا على هذه الانتخابات هو الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها مصر، خصوصاً بعد تداعيات وباء كورونا ثم الأزمة الأوكرانية.

وقد انعكست هذه الأزمة في مجالات كثيرة، خصوصاً تراجع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية بنسبة أكثر من النصف، وبعد أن كان الدولار يساوي حوالي 15 جنيهاً قبل مارس 2022 فقد قفز ليصل إلى 31 جنيهاً في البنوك الرسمية، وحوالي 40 جنيهاً في السوق الموازية. وهذا العامل تحديداً أدى إلى زيادة كل الأسعار تقريباً بنسب فاقت أحياناً أكثر من 300 %.

وبالتالي فقد زاد التضخم الرسمي إلى حوالي %40 تقريباً، وتراجعت معظم المؤشرات الاقتصادية، الأمر الذي جعل قطاعات مختلفة من المصريين تهتم أكثر بهذه الانتخابات، وبالتالي طغت الأزمة الاقتصادية على كل ما عداها في النقاشات التي تناول هذه الانتخابات، والمرجح أن تشهد هذه النقاشات سخونة حينما تبدأ الحملات الانتخابية رسمياً في 9 نوفمبر المقبل.

حمى الله مصر وكل الدول العربية من كل سوء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات الرئاسية المصرية  اختلافات ملحوظة الانتخابات الرئاسية المصرية  اختلافات ملحوظة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon