توقيت القاهرة المحلي 19:35:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل هناك موقف إعلامي عربي موحد من غزة؟

  مصر اليوم -

هل هناك موقف إعلامي عربي موحد من غزة

بقلم - عماد الدين حسين

يوم الخميس الماضى حضرت «ملتقى قادة الإعلام العربى» بعنوان «الإعلام العربى فى مواجهة الرواية الزائفة حول العدوان على غزة» فى مقر جامعة الدول العربية بميدان التحرير بالقاهرة.
اللقاء حظى بحضور كبير من إعلاميين عرب معروفين منهم منى الشاذلى وخالد البلشى وشريف عامر وحسام صالح ومحمد نوار ومؤنس المردى وعلى حسن وخالد المالك وياسر عبدالعزيز وسمير عمر إضافة لعدد من سفراء الدول العربية ومندوبيها الدائمين فى الجامعة.
أهمية هذا اللقاء هو التوقيت الذى يصادف اشتداد العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.
جميع الحاضرين كانوا متعاطفين بطبيعة الحال مع غزة، لكن المداخلات كانت متباينة وتجمع ما بين حسن النية، وبين أفكار عملية ليكون الإعلام العربى فعالا فى مواجهة الرواية الإسرائيلية الزائفة. كان هناك اتفاق بين الحاضرين على أن أداء الإعلام العربى فى هذا العدوان كان جيدا إلى حد كبير، مقارنة بحاله قبل العدوان. وهو أمر صحيح ولا أظن أن اثنين يختلفان على المبدأ، وإن اختلفا على التفاصيل، فغالبية وسائل الإعلام العربية أدت دورها المهنى بصورة جيدة حينما نقلت وقائع العدوان بالصورة والفيديو والكلمة والعرض والتحليل، ومعظمها انحاز فى التحليل النهائى إلى الشعب الفلسطينى لأنه صاحب قضية عادلة طبقا لكل القوانين الدولية وليس فقط العاطفية أو حتى الإنسانية.
ماضى الخميس الأمين العام للملتقى طلب من كل المتحدثين أن يقدموا أفكارا عملية لمواجهة الرواية الإسرائيلية الزائفة بشأن العدوان.
أحد الزملاء اقترح إنشاء شركة عربية تكون مهمتها إطلاق فضائية تليفزيونية ومواقع إلكترونية وكل الوسائل الإعلامية الممكنة، كى تساعد فى التصدى للتضليل الإعلامى الإسرائيلى ومعه وسائل الإعلام الغربية المتعاطفة معه.
حينما جاء دورى فى الكلام قلت إننى أتمنى وأحلم أن نرى هذا الاقتراح مطبقا على الأرض، لكن للأسف الشديد فهو غير قابل للتطبيق عمليا للعديد من الاعتبارات.
قلت إننا يفترض كإعلاميين أن نعيد تعريف كلمة «نحن». فإذا كان الحديث عن المتحدثين الجالسين على الدائرة المستديرة فى قاعة الأندلسية بجامعة الدول العربية، فأعتقد أننا جميعا متعاطفون مع الشعب الفلسطينى وضد العدوان الإسرائيلى لكن نحن مجموعة أفراد، نمثل وسائل إعلام فى مختلف البلدان العربية تقريبا.
وواقع الحال المؤسف ــ الذى نعلمه جميعا ــ أن المواقف العربية على مستوى التصريحات تقول إنها مع الشعب الفلسطينى، لكن حينما نأتى إلى التطبيق فإن بعض هذه المواقف تختلف بشكل أو بآخر.
وبالتالى فالسؤال المهم الذى يفترض أن نسأله هو: إذا أنشأنا هذه الفضائية العربية المشتركة، فأى سياسة تحريرية سوف تنتهجها؟
هل هذه الفضائية ستصف عملية «طوفان الأقصى» باعتبارها حقا مشروعا للمقاومة ضد الاحتلال، أم أنها عملية إرهابية لترويع المدنيين اليهود الأبرياء؟!
وهل ستصف الرد الإسرائيلى باعتباره عدوانا همجيا بربريا، أم دفاعا مشروعا عن النفس، وهل سوف تتبنى مواقف حكومات عربية تطالب بوقف إطلاق النار فورا والشروع فى عملية سياسية لاستئناف المفاوضات وتبنى حل الدولتين، أم ترى أن وجود المقاومة يعوق العملية السياسية؟!
قلت إن هذه أسئلة شديدة الأهمية لابد من طرحها بوضوح قبل التفكير فى مثل هذه الاقتراحات الطوباوية. والسبب ببساطة أن هناك اختلافا واضحا فى مواقف العديد من الدول العربية بشأن ما يحدث، وبالتالى فلن يكون ممكنا أن يتم تأسيس فضائية عربية تتحدث باسم العرب جميعا، ليس فقط حينما يتعلق الأمر بالعدوان الإسرائيلى على غزة، ولكن فيما يتعلق بمجمل الصراع العربى الإسرائيلى، وحتى ربما فيما يتعلق بالعديد من المواقف المختلفة، بل إن إيجاد وسيلة إعلام عربية موحدة لم يكن ممكنا حتى فى أوقات السلم بسبب الخلافات البينية العميقة.
قد تكون الشعوب العربية أو ربما غالبيتها متعاطفة مع الشعب الفلسطينى، لكن المؤكد أن هناك خلافات صارت واضحة بين الحكومات فيما يتعلق بهذه القضية.
وإذا كانت هذه الحكومات هى التى تملك غالبية وسائل الإعلام المؤثرة والمهمة سواء أكانت فضائيات أم صحفا أم مواقع إلكترونية، فمن الطبيعى أن تتباين المواقف فيما بينها، فيما يخص العديد من القضايا، ومنها القضية الفلسطينية.
وأى متابع لوسائل الإعلام العربية خصوصا المعروفة منها سيكتشف بسهولة أن هناك اختلافا كبيرا فى طريقة التناول والمعالجة من أول استخدام المصطلحات، نهاية بالمساحة المعروضة لوجهات النظر المختلفة مرورا بنوعية الضيوف وخلفياتهم.
ومن أجل كل ذلك فإن أفكارا مثل إنشاء الفضائية العربية الموحدة صارت مثل الغول والعنقاء والخل الوفى!!
هناك رواية إسرائيلية زائفة وواحدة، لكن لدينا للأسف عدة روايات وسرديات عربية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك موقف إعلامي عربي موحد من غزة هل هناك موقف إعلامي عربي موحد من غزة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 19:35 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الشرطة الإيطالية تقتل مصرياً هاجم المارة بسكين وطعن 4 منهم
  مصر اليوم - الشرطة الإيطالية تقتل مصرياً هاجم المارة بسكين وطعن 4 منهم
  مصر اليوم - حكيم يثُير حالة من الجدل بعد حديثه عن نيته اعتزال الغناء فى 2025

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 18:06 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك يشوّق جمهوره لـ مطعم الحبايب

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبايات ملونة لمظهر أنيق

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 07:24 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عدد الغرف الفندقية في دبي إلى 151.4 ألف غرفة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon