توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صدمة بعض العرب في إسرائيل

  مصر اليوم -

صدمة بعض العرب في إسرائيل

بقلم - عماد الدين حسين

أظن أن هناك صدمة لدى بعض الحكومات العربية، بعد أن اكتشفت الوجه الأكثر إجراما ووحشية لدى إسرائيل، وأظن أيضا أن رهانات بعض العرب على إسرائيل قد سقطت تماما بعد ثلاثة أسابيع من العدوان الإسرائيلى الهمجى على قطاع غزة ردا على عملية «طوفان الأقصى» فى ٧ أكتوبر الجارى.
العرب، وأقصد هنا بعض الحكومات وليس الشعوب، مدوا أيديهم بالسلام مراهنين على أن ذلك سيغير من الطبيعة العدوانية لهذا الكيان الأكثر إرهابية فى العالم أجمع.
نعلم أن مصر مثلا هى أول دولة عربية بادرت بمد أيديها بالسلام حينما زار الرئيس الأسبق محمد أنور السادات القدس فى ١٧ نوفمبر ١٩٧٧، وخاطب الكنيست الإسرائيلى عارضا عليهم السلام العادل، ثم وقع معهم اتفاقيات كامب ديفيد فى سبتمبر ١٩٧٨ وبعدها بشهور تم توقيع معاهدة السلام فى ٢٥ مارس ١٩٧٩.
فى عام ١٩٩٣ اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى بإسرائيل وقبلت بالقرار ٢٤٢ و٣٣٨، ووقعت مع إسرائيل اتفاقيات أوسلو عام ١٩٩٣، بعد مفاوضات مدريد التمهيدية نهاية عام ١٩٩١، ثم وقعت الأردن اتفاقيات وادى عربة عام ١٩٩٤.
ونعلم أن الدول العربية وبعد ممانعات كثيرة طرحت المبادرة العربية للسلام عام ٢٠٠٢ عقب قمة بيروت، ونعلم أيضا أن العديد من الدول العربية أقامت علاقات مع إسرائيل فى السنوات الثلاث الأخيرة مثل المغرب والبحرين والإمارات والسودان.
ورأينا زيارات متبادلة كثيرة وتوقيع العديد من الاتفاقيات فى العديد من المجالات.
الحكومات العربية ربما تكون فعلت ذلك لأسباب مختلفة لدى كل دولة، ومعظمها يقول إننا حاولنا التأثير فى الرأى العام الإسرائيلى وإقناعه بأن العرب يمدون أيديهم بالسلام للإسرائيليين، بل وإزالة الصور المترسخة فى الأذهان الإسرائيلية بأن العرب قوم متوحشون يريدون إبادة الإسرائيليين وإلقاءهم فى البحر طبقا للمزاعم والدعاية الصهيونية.
لكن ومع هذا العدوان البربرى فقد اتضح أن إسرائيل لم تتغير إطلاقا، بل اتضح لمعظم العرب أنها أكثر عدوانية مما ظنوا. والأخطر أن الإسرائيليين ينظرون للعرب فى سرهم وعلنهم باعتبارهم كائنات دونية لا تستحق العيش، ولا يفرقون فى ذلك بين مقاومة مسلحين ومعتدلين مسالمين.
ورأينا وزير الدفاع الإسرائيلى أولاف جالانت يصف المقاومين الفلسطينيين بأنهم «حيوانات بشرية».
وثبت يقينا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هى الأكثر إجراما وتطرفا وتحلم بتطبيق إسرائيل الكبرى من النيل للفرات.
اتضح للحكومات العربية ما كان واضحا ومعروفا ومكشوفا لكثيرين، وهو أن إسرائيل لا تؤمن بفكرة الأرض مقابل السلام، بل حتى لا تؤمن بفكرة السلام مقابل السلام، لأن سوريا مثلا المنشغلة بحرب أهلية وبمواجهة الإرهاب، ولديها هضبة الجولان المحتلة، لا تسلم من اعتداءات إسرائيلية متكررة تكاد تكون أسبوعية وأحيانا يومية.
لدى إسرائيل عقيدة ثابتة لا تتغير وهى أن يظل العرب متفرقين منقسمين ضعفاء.
طبعا لا نلوم إسرائيل على ذلك بقدر ما نلوم العرب الذين يعطونها الفرصة لذلك، لكن ما أقصد قوله أن مجمل سلوكها لم يكن إطلاقا يهدف للعيش فى سلام، بل أن تكون سيدة المنطقة. والباقون أو «الأغيار» يعملون لديها عبيدا أو حراسا لأمنها، وهو الأمر الذى يؤمن به بعض الصهاينة.
اتضح لكثيرين أن إسرائيل تريد أموال العرب وثرواتهم، دون أن تقدم لهم أى شىء فى المقابل.
المشكلة الأكبر هى فى الذهنية الإسرائيلية التى تنظر للعربى باعتباره إما يملك أموالا كثيرة لا يستحقها أو أيدى عاملة رخيصة، وأنهم أى الإسرائيليين الأقدر على تشغيلها والاستفادة منها سواء للأموال أو البشر، مقابل أن يضمنوا رضاء الولايات المتحدة والحكومات العربية عن هذه الدولة أو ذاك المسئول. أظن أن الحكومات العربية مطالبة أن تدرس بهدوء النتائج والدروس الصحيحة مما حدث ويحدث من عدوان إسرائيلى ونوايا لا تغيب عن أحد خصوصا فكرة تهجير أهالى وسكان غزة إلى سيناء المصرية.
تحتاج الحكومات العربية أن تبحث عن حلول عملية لمواجهة هذه العقلية الإسرائيلية شديدة الخطورة، خصوصا أنها مدعومة بصورة سافرة من كل الحكومات الغربية وبالأخص من الولايات المتحدة الأمريكية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدمة بعض العرب في إسرائيل صدمة بعض العرب في إسرائيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon