توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيهما أسبق: التطرف الإسرائيلي أم العربي؟

  مصر اليوم -

أيهما أسبق التطرف الإسرائيلي أم العربي

بقلم - عماد الدين حسين

أيهما منع ويمنع تحقيق السلام في المنطقة وحل الصراع العربي الإسرائيلي: هل هو التطرف العربي أم التطرف الإسرائيلي، وهل من الأمانة أن نتحدث طوال الوقت عن التطرف العربي فقط، ونغفل ونتجاهل التطرف في الجانب الإسرائيلي؟! أطرح هذا السؤال ليس لوجود وجهة نظر إسرائيلية تحمل «التطرف العربي» مسؤولية عرقلة الوصول لتسوية سلمية، لأن ذلك طبيعي، ولكن لوجود أصوات عربية تتزايد في الفترة الأخيرة تتبنى وجهة النظر هذه.

 

السؤال الأول: هل هناك تطرف عربي؟!

الموضوعية تقول إنه موجود منذ سنوات وتسبب في العديد من النكسات العربية. وتقديري أن التطرف الذي قادته بعض التنظيمات العربية والمتأسلمة صب عملياً في خدمة إسرائيل وكل أعداء الأمة العربية بصورة لا تقبل الشك. وهناك تقديرات أن هذه التنظيمات المتطرفة، لم تكن بعيدة عن خدمة أجهزة معادية للعرب، سواء كانت تعلم ذلك فعلاً أم جهلاً.

لكن الموضوعية والدقة والأمانة والعدل تقتضي القول إن التطرف الإسرائيلي هو الأكثر أصالة وتجذراً وترسخاً، بل إنه كان هو الأساس في تأسيس دولة إسرائيل ولولاه ربما ما شهدنا هذا التطرف العربي والإسلامي المتاجر باسم الدين.

عصابات هاشومير والهاجاناة وشتيرن والأرجون المتطرفة كانت هي الأساس في تأسيس دولة إسرائيل، وهي التي صارت عماد الجيش الإسرائيلي، وهي التي طردت عرب فلسطين من مدنهم وقراهم، وارتكبت العديد من المذابح ضدهم خلال وبعد نكبة 1948 مثل دير ياسين وقبية.

كثيرون لا يعرفون أن بعض الذين تم تهجيرهم من بيوتهم من عرب 48 ذهبوا كلاجئين في غزة. إسرائيل احتلت الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية وجزءاً من الأراضي الأردنية في 5 يونيو 1967. وبعدها نشطت المقاومة في صورة تنظيمات ومنظمات وحركات غلب عليها الطابع اليساري عموماً، سواء كان ماركسياً أو قومياً أو حتى وطنياً.

وكانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» ظهرت لتقود المقاومة ضد المحتل. وهي حركة وطنية قومية، ورغم ذلك اعتبرتها إسرائيل تخريبية، لأنها ببساطة كانت تقاوم المحتل.

في عام 1978 اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان لضرب المقاومة الفلسطينية وكررت الأمر نفسه عام 1982، واحتلت بيروت وطردت منظمة التحرير من لبنان إلى تونس، اعتقاداً أن ذلك سيقضي على المقاومة.

قبل ذلك وقعت مصر معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، وبذلت المستحيل لحل القضية الفلسطينية، لكن إسرائيل أصرت على أن أقصى ما ستقدمه هو الحكم الذاتي وليس الدولة الفلسطينية المستقلة. حتى عام 1987، لم تكن هناك حركة تسمى «حماس»، أو «الجهاد». «حماس» ظهرت لأول مرة في الانتفاضة الفلسطينية الأولى في 8 ديسمبر 1987 في مخيم جباليا في قطاع غزة.

الفلسطينيون تفاوضوا مع إسرائيل وقبلوا بحلول جزئية في اتفاق أوسلو 1993، وعاد عرفات ومعه السلطة الفلسطينية إلى رام الله، لكن إسرائيل تفننت في التملص من الاتفاق، ونتذكر أن متطرفاً إسرائيلياً هو إيجال عامير قتل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في 4 نوفمبر 1995.

نتانياهو يتباهى بأنه تمكن من إنجاز أفضل خدمة لإسرائيل وهي عرقلة قيام دولة فلسطينية. هو يتباهى أيضاً بأنه أدام الانقسام الفلسطيني، بل وشجع على استمرار سيطرة حركة «حماس» على قطاع غزة منذ انقلابها على السلطة الفلسطينية عام 2007.

والآن فإن نتانياهو يتحالف مع أكثر الأحزاب الإسرائيلية تطرفاً، خصوصاً حزبي «قوة يهودية» بزعامة إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، ومعه وزير التراث عميحاي الياهو الذي طالب بتسوية قطاع غزة بالأرض باستخدام القنبلة النووية، ثم حزب «الصهيونية الدينية» الذي يرأسه وزير المالية بتسلئيل سموتيرتش، هذه الأحزاب لا تزال تؤمن بأن «العربي الجيد هو العربي الميت».

مرة أخرى: هل هناك تطرف عربي؟! الإجابة هي نعم، لكن علينا أن نتذكر أن غالبية المتطرفين العرب يعتاشون على وجود التطرف الإسرائيلي، ويتاجر معظمهم بقضية القدس.

الأصل في المشكلة هو وجود الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان، وحينما ينتهي هذا الاحتلال وتقوم دولة فلسطينية فإن غالبية المتطرفين العرب سوف يفقدون أهم ورقة يتاجرون بها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيهما أسبق التطرف الإسرائيلي أم العربي أيهما أسبق التطرف الإسرائيلي أم العربي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon