توقيت القاهرة المحلي 20:57:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيهما أسبق: التطرف الإسرائيلي أم العربي؟

  مصر اليوم -

أيهما أسبق التطرف الإسرائيلي أم العربي

بقلم - عماد الدين حسين

أيهما منع ويمنع تحقيق السلام في المنطقة وحل الصراع العربي الإسرائيلي: هل هو التطرف العربي أم التطرف الإسرائيلي، وهل من الأمانة أن نتحدث طوال الوقت عن التطرف العربي فقط، ونغفل ونتجاهل التطرف في الجانب الإسرائيلي؟! أطرح هذا السؤال ليس لوجود وجهة نظر إسرائيلية تحمل «التطرف العربي» مسؤولية عرقلة الوصول لتسوية سلمية، لأن ذلك طبيعي، ولكن لوجود أصوات عربية تتزايد في الفترة الأخيرة تتبنى وجهة النظر هذه.

 

السؤال الأول: هل هناك تطرف عربي؟!

الموضوعية تقول إنه موجود منذ سنوات وتسبب في العديد من النكسات العربية. وتقديري أن التطرف الذي قادته بعض التنظيمات العربية والمتأسلمة صب عملياً في خدمة إسرائيل وكل أعداء الأمة العربية بصورة لا تقبل الشك. وهناك تقديرات أن هذه التنظيمات المتطرفة، لم تكن بعيدة عن خدمة أجهزة معادية للعرب، سواء كانت تعلم ذلك فعلاً أم جهلاً.

لكن الموضوعية والدقة والأمانة والعدل تقتضي القول إن التطرف الإسرائيلي هو الأكثر أصالة وتجذراً وترسخاً، بل إنه كان هو الأساس في تأسيس دولة إسرائيل ولولاه ربما ما شهدنا هذا التطرف العربي والإسلامي المتاجر باسم الدين.

عصابات هاشومير والهاجاناة وشتيرن والأرجون المتطرفة كانت هي الأساس في تأسيس دولة إسرائيل، وهي التي صارت عماد الجيش الإسرائيلي، وهي التي طردت عرب فلسطين من مدنهم وقراهم، وارتكبت العديد من المذابح ضدهم خلال وبعد نكبة 1948 مثل دير ياسين وقبية.

كثيرون لا يعرفون أن بعض الذين تم تهجيرهم من بيوتهم من عرب 48 ذهبوا كلاجئين في غزة. إسرائيل احتلت الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية وجزءاً من الأراضي الأردنية في 5 يونيو 1967. وبعدها نشطت المقاومة في صورة تنظيمات ومنظمات وحركات غلب عليها الطابع اليساري عموماً، سواء كان ماركسياً أو قومياً أو حتى وطنياً.

وكانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» ظهرت لتقود المقاومة ضد المحتل. وهي حركة وطنية قومية، ورغم ذلك اعتبرتها إسرائيل تخريبية، لأنها ببساطة كانت تقاوم المحتل.

في عام 1978 اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان لضرب المقاومة الفلسطينية وكررت الأمر نفسه عام 1982، واحتلت بيروت وطردت منظمة التحرير من لبنان إلى تونس، اعتقاداً أن ذلك سيقضي على المقاومة.

قبل ذلك وقعت مصر معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، وبذلت المستحيل لحل القضية الفلسطينية، لكن إسرائيل أصرت على أن أقصى ما ستقدمه هو الحكم الذاتي وليس الدولة الفلسطينية المستقلة. حتى عام 1987، لم تكن هناك حركة تسمى «حماس»، أو «الجهاد». «حماس» ظهرت لأول مرة في الانتفاضة الفلسطينية الأولى في 8 ديسمبر 1987 في مخيم جباليا في قطاع غزة.

الفلسطينيون تفاوضوا مع إسرائيل وقبلوا بحلول جزئية في اتفاق أوسلو 1993، وعاد عرفات ومعه السلطة الفلسطينية إلى رام الله، لكن إسرائيل تفننت في التملص من الاتفاق، ونتذكر أن متطرفاً إسرائيلياً هو إيجال عامير قتل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في 4 نوفمبر 1995.

نتانياهو يتباهى بأنه تمكن من إنجاز أفضل خدمة لإسرائيل وهي عرقلة قيام دولة فلسطينية. هو يتباهى أيضاً بأنه أدام الانقسام الفلسطيني، بل وشجع على استمرار سيطرة حركة «حماس» على قطاع غزة منذ انقلابها على السلطة الفلسطينية عام 2007.

والآن فإن نتانياهو يتحالف مع أكثر الأحزاب الإسرائيلية تطرفاً، خصوصاً حزبي «قوة يهودية» بزعامة إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، ومعه وزير التراث عميحاي الياهو الذي طالب بتسوية قطاع غزة بالأرض باستخدام القنبلة النووية، ثم حزب «الصهيونية الدينية» الذي يرأسه وزير المالية بتسلئيل سموتيرتش، هذه الأحزاب لا تزال تؤمن بأن «العربي الجيد هو العربي الميت».

مرة أخرى: هل هناك تطرف عربي؟! الإجابة هي نعم، لكن علينا أن نتذكر أن غالبية المتطرفين العرب يعتاشون على وجود التطرف الإسرائيلي، ويتاجر معظمهم بقضية القدس.

الأصل في المشكلة هو وجود الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان، وحينما ينتهي هذا الاحتلال وتقوم دولة فلسطينية فإن غالبية المتطرفين العرب سوف يفقدون أهم ورقة يتاجرون بها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيهما أسبق التطرف الإسرائيلي أم العربي أيهما أسبق التطرف الإسرائيلي أم العربي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon