توقيت القاهرة المحلي 03:28:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قمة جدة... هل المصالحات ممكنة؟

  مصر اليوم -

قمة جدة هل المصالحات ممكنة

بقلم - عبد الرحمن الراشد

 

هذه هي القمة الثالثة في المملكة العربية السعودية في عشرة أشهر. القمة العربية في جدة اليوم تأتي بعد قمتين رئيسيتين، الأولى كانت في جدة أيضا، قمة أميركية مع عدد من دول المنطقة، والأخرى في الرياض من جولتين، صينية مع دول الخليج وأخرى مع قادة الدول العربية.

ويمكن أن نلحظ ترابط الأحداث بينها.

تحت عنوان «الأمن والتنمية»، تسعى إلى تطوير نظام إقليمي ودولي يمكن التعايش فيه بسلام وحفظ مصالح الفرقاء. مع الرئيس الأميركي، انصب الاهتمام على البحث عن تعزيز أمن المنطقة، ويشمل الممرات البحرية في البحر الأحمر والخليج. وفي قمة الرياض، مع الزعيم الصيني، كان التركيز على التعاون الاقتصادي واستقرار المنطقة، التي أفضت لاحقاً إلى اتفاق سعودي إيراني.

ما الذي بمقدور الجامعة العربية، في قمتها في جدة، فعله؟ البحث عن حلول عملية تطفئ الحرائق المستمرة منذ اثني عشر عاماً مضت، ولا تزال.

لكن، من سجل القمم العربية ومخرجاتها، يجوز التشكيك، والتساؤل، هل هذا الطرح واقعي؟

نسأل السعودية، الدولة المضيفة، هل إنهاء النزاعات طرح واقعي؟

الرياض نفسها لها خصومات عميقة، وأحيانا كانت عنيفة، مع إيران، والحوثي في صنعاء، وقبلها مع قطر وتركيا. خلال السنوات الثلاث الأخيرة تم ردم الهوة وإصلاح العلاقة. وبالنسبة لإيران، الأطول والأكثر تعقيداً وصعوبة، نرى خطوات المصالحة تسير قدماً ضمن تفعيل «اتفاق بكين».

المصالحة هي روح قمة جدة. السعودية تقدم نفسها نموذجاً، قد ارتضت سياسة واقعية في التعامل مع خصومها، مع إيران مثلاً، وكذلك الخصم الحوثي، رغم الدماء التي سالت وتسع سنوات حرب. لقد قبلت بالجلوس مع خصومها، والتفاوض معهم، ووصلت إلى تفاهمات ما كنا نعتقد، قبل زمن قريب، أنها ممكنة.

هذه رغبة صادقة لا تهمش آلام الرافضين للتصالح، ولا تقول إنها على حسابهم. بمقدور الليبيين والسوريين والصوماليين والسودانيين وغيرهم، الأنظمة والمعارضة، أن يقرروا، إما أن يسيروا في الطريق نفسها، كما فعلت السعودية، راضين بالتنازل عن توقعاتهم، أو شيء منها، والتصالح، أو أن يستمروا في الطريق الأخرى، المليئة بالأشواك والدماء والآلام. ولو اختاروا إكمال مسيرة الدم، فلا يوجد هناك ما يثبت أنهم سيصلون إلى مبتغاهم، والدليل السنين الطويلة والنتائج الموجودة على أرض الواقع اليوم.

القمم العربية، وقمة جدة من بينها، لا تملي على الدول المشاركة قراراتها، هذه دول لها سيادتها. القمة هي حراك دبلوماسي يهدف إلى الوصول إلى تفاهمات جماعية تخدم الدول الاثنتين والعشرين.

اضطرابات المنطقة العربية، كما هي عليه اليوم، لم تبلغ مثلها منذ الحرب العالمية الثانية، عندما كانت رحى الحرب تدور بين القوى المختلفة، إقليمية وأجنبية.

التوتر والعنف المستمران يُدمران مقدرات دولنا وأجيالاً من أبنائنا، بلا تعليم ولا فرص، لا حاضر ولا مستقبل. ورقعة النزاعات تتسع كل عام، مهددة بمزيد من الانتشار، وها هي الآن في السودان.

أختم بما بدأت به، الأمل أن تتوج القمة العربية القمتين السابقتين، الأميركية والصينية، بنتائج واعدة عملية، نحو نظام إقليمي يتحكم في مصيره، يسعى لإنهاء النزاعات، ويفتح صفحة جديدة من الأمن والتنمية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة جدة هل المصالحات ممكنة قمة جدة هل المصالحات ممكنة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon