توقيت القاهرة المحلي 03:41:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قمة طهران بعد قمم جدة

  مصر اليوم -

قمة طهران بعد قمم جدة

بقلم - عبد الرحمن الراشد

ليست مصادفة أنْ تستعجل إيران عقدَ قمتها المقررة، في الأسبوع نفسه، للرد على ما تعتبره جبهة عريضة تمَّ التوافقُ عليها في السعودية، شاركت فيها عشر دول.تبدو مثل تصرفِ اليائس، بعد أن فقدت الأملَ في اتفاق نووي كانت تطمع فيه مع وصول جو بايدن للرئاسة. بايدن وجد أنَّ اتفاق فيينا القديم فقد قيمته مع مرور الوقت، وأنَّ النظامَ الإيراني يطلب أكثرَ مما تمَّ التوقيع عليه في خاتمة رئاسة الأسبق، باراك أوباما.

وهذا هو المعتاد، أن يلحقَ نظامُ طهران بالمناسبات متأخراً. عندما فتح بايدن ذراعيه للعودة إلى الاتفاق، اعتبرت طهران أنَّه جاء مضطراً فطالبت بالمزيد، مثل رفع «الحرس الثوري» عن القوائم الإرهابية وتعويضات عن الفترة التي توقف فيها تفعيل الاتفاق. ولم يكن ذلك ممكناً. هكذا انهارت المفاوضات، وعادت إيران إلى الزاوية وهو الأمر الطبيعي. ولامَ رئيس إيران السابق حسن روحاني البرلمان الإيراني، قبل يومين قائلاً: «كان بإمكاننا أن نرفعَ العقوبات ضد بلادنا في مارس (آذار) عام 2021، لولا قرار البرلمان حول الملف النووي».

عندما طلب المزيد وعقَّد الموقف. الحقيقة أنَّ روحاني يعني في انتقاده المرشد الأعلى، لأنَّه المسؤول المباشر عن ملف التفاوض، والبرلمان كان مجردَ صدى له.

لتوحي للجميع أنَّها ليست معزولة وعندها جبهة مضادة، بحضور الرئيسين الروسي والتركي. ومن أول نظرة نجد أنَّ الأمرَ لا يستقيم. تركيا عضو في الناتو، وقد طوَّرت علاقاتها مع دول الخليج وإسرائيل، ولا ترغب في مواجهات، وإردوغان يسعى لحل أوضاع بلاده الاقتصادية الصعبة.

روسيا، بدورها، لن تجد في نظام طهران المنهك اقتصادياً وسياسياً، ما يخدم مصالحَها، سواء في قضاياها الأكثر إلحاحاً، مثل حرب أوكرانيا، أو سوق النفط، أو الاستثمارات، أو الوساطات الدبلوماسية. وليس في مصلحة روسيا أن تبيعَ دولاً كبيرة مثل دول الخليج العربية، ومصر، والأردن لتشتري في المقابل العلاقة مع إيران. فهذه الدول رغم توافقها مع الولايات المتحدة، وقمم الرياض بحكم حاجاتها الدفاعية العسكرية، لم تغلق الباب أمام التعاون مع موسكو، وتتَّخذ موقفاً محايداً في صراع أوكرانيا. إذا لم يكن هناك تآمرٌ ثلاثي، فهل قمة طهران قلبتها استعراضية؟ كل شيء يوحي بذلك، لا سيما أنَّه تمَّ الإعلان عن انعقادها على عجل لتبدو رداً على قمم الرياض.

وسعى نظامُ طهران لإقناع دول، مثل الهند وأرمينيا، بالمشاركة ولم ينجح.

عدا عن حرص إيران على أن تظهر بمظهر الدولة القوية غير المعزولة، وهذا ليس صحيحاً في واقع الحال، فإنَّها تريد اليوم استخدام موسكو للضغط على الولايات المتحدة، للعودة إلى طاولة المفاوضات. الأمر الذي يعرفه الروس جيداً من المرحلة السابقة، حيث استخدمهم النظام الإيراني للوصول إلى فيينا بعد مواجهات سوريا. وطهران، تضخم الحديث عن علاقتها مع الصين للضغط على واشنطن، بإعلانها عن اتفاقيات استراتيجية واسعة. نعم، يوجد تعاون بين هذه الدول، إنَّما يبقى متواضعاً، ولا يوجد سبب لدى روسيا وتركيا لتؤسس جبهة عدائية ضد أغلبية دول المنطقة الأخرى. وهناك مقابلة مهمة مسجلة صوتيّاً لوزير خارجية إيران السابق، ظريف، قال فيها إنَّ العلاقة مع موسكو دائماً صعبة، وهناك عدم ثقة متبادلة بيننا رغم التعاون العسكري في سوريا. الحديث الطويل تسرّب للإعلام ربما بفعل خصوم الوزير داخل النظام، ونشر عندما كان يهمُّ بالخروج بعد انتهاء الحكومة. وأحدث حينها ضجة كبيرة واعترف الوزير بصحته، موضحاً أنَّه سجّل سراً للاستخدام التوثيقي الداخلي ولم يكن للنشر. ولم يكن كشفه عن سوء العلاقة مع موسكو هو المشكلة، بل كان حديثه الناقد لتدخلات الجنرال قاسم سليماني، الذي اغتالته القوات الأميركية في العراق، هو ما سبب له أزمة خطيرة. أخيراً، السؤال، هل يمكن إبعاد الخليج ومنطقة الشرق الأوسط عن صراع القطبين الأميركي الروسي؟ هذا هو المأمول، فالمنطقة فعلياً، ليست طرفاً في النزاع، والتنسيق الإيجابي سيقلّل من التوترات الدولية التي تهز الأسواق الاقتصادية وتهدّد السلمَ العالمي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة طهران بعد قمم جدة قمة طهران بعد قمم جدة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon