توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتخابات أميركا: الاقتصاد والدين والنفط

  مصر اليوم -

انتخابات أميركا الاقتصاد والدين والنفط

بقلم: عبد الرحمن الراشد

نحو 180 مليون أميركي سيقفونَ في طوابيرِ الانتخابِ بعد 6 أيام. معظمُهم سيميلُ لدونالد ترمب أو كامالا هاريس وفقَ موضوعاتٍ مثل الإجهاضِ أو الضرائبِ أو المهاجرين، بالدرجةِ الأولى الشؤونُ الداخليةُ هي الحاسمة. وبدرجةٍ ثانيةٍ على مواقفِهم من القضايا الخارجيةِ مثل غزةَ أو الصين أو أوكرانيا.

علَى ماذا يصوّتُ الأميركيون؟

اهتمامُ المرشحين معظمُه على شجونٍ داخليةٍ مثل الهجرةِ والضرائب.

النَّاخبون بالطَّبع يكرهونَ زيادةَ الضرائب. الديمقراطيون، بقيادِة هاريس، تاريخياً مع نظامٍ ضريبي تصاعدي، لكنَّها تنفِي نيتَها فرضَها. فهي تحدثت عن زيادةِ الضرائبِ على الأثرياءِ والشركات بحجَّةِ تقليصِ الفوارق في الدَّخل، وتمويلِ البرامجِ الاجتماعية. وقد هاجمت منافسَها الملياردير ترمب بأنَّه يتهرَّبُ من دفعِ ضرائب على أرباحِه الكبيرة. ترمب يغري الناخبينَ بأنَّه سيقلّص الضرائب، الأمر المستبعد، نظراً لحجمِ الدَّين الحكومي المتزايد.

في الرعايةِ الاجتماعية، تَعدُ هاريس بزيادة الإنفاق الحكومي على الرعايةِ الصحية والتعليم، وتطويرِ البنية التحتية، والبيئة وزيادة تعويضات البطالة برفع الحد الأدنى للأجور للعامل إلى 15 دولاراً في السَّاعة. ويردُّ عليها الجمهوريون محذرينَ الناخبين بأنَّ مثلَ هذه الزيادات والإنفاق الحكومي سيأتي من جيب المواطن، وعلى حساب عرقِ جبينِه، حيث سترفع هاريس الضرائبَ لزيادة الإنفاق.

مسألة المهاجرين غير الشرعيين، ترمب حولَّها إلى أهم قضية وجعل أمنَ الحدود وعدَه الأول. وهو يعدُ بزيادة شرطةِ الحدود، والإنفاذ الصارم لترحيل ملايين المهاجرين غيرِ الشرعيين «حمايةً للسيادة الأميركية».

أمَّا هاريس فتدعو إلى إصلاحِ نظام الهجرة وتسهيل منح الجنسية للمهاجرين غير الشرعيين، وتعتبرهم مهمين للاقتصاد الأميركي.

برنامج الجمهوريين يدعو «للتَّحول نحو نظامِ الهجرة القائم على الجدارة؛ بحيث يتم قبولُ المهاجرين على أساس المهارات والمساهمات الاقتصادية، بدلاً من الروابط الأسرية أو الاحتياجات الإنسانية».

الدين والسياسة: الجدلُ قديم حول حقّ الصلاةِ ودراسةِ الإنجيل في المدارس. ترمب مع «الحريات الدينية للطلاب». وهذه مسألة تهمُّ الناخبين المحافظين، غالباً في ولايات الوسط والأرياف. النظامُ الأميركي يقول المدارس الحكومية لا يحقُّ لها تدريسُ الدّين أو التَّعبد الجماعي والمنظم. يسمح لهم بالصلاةِ الفردية وليس داخل الفصول، مع أنَّ الصَّلوات المسيحية هي أدعية.

ماذا عن المسلمين؟ حالياً، يحصل طلابُ المدارسِ الحكومية الذين يحتاجون إلى استثناء، في معظم المدارس، على إذن بالصَّلاة مستقبلين الكعبة المشرفة في مكة المكرمة. وكذلك للطلاب اليهود المتديّنين الصلاةُ 3 مراتٍ في اليوم نحو القدس، والبوذيون والهندوس وغيرهم، قد يُمنحون استراحة قصيرة للتعبد خارج الفصل، أو يُعدَّل الجدول ليسمح لهم بوقتٍ للصلاة. النظامُ يمنع وجودَ أئمَّةٍ أو قساوسة أو تنظيم جماعي. ترمب يعد الناخبين بالسماح للمدارس بتنظيم الصلواتِ وتدريس الكتب المقدسة، بخلاف هاريس والديمقراطيين الذين يعتبرون الدولةَ علمانية والدينَ مسألة شخصية.

الزواجُ والمثلية: يؤمن الجمهوريون بقدسية الزَّواج، الرَّجل من المرأة. هاريس مع المثلية لكن بخلافِ الانتخابات الماضية تقلّل الحديثَ عنها نظراً للمعارضة الواسعة.

في موضوع التفسير البيولوجي للجنس يعد ترمب: «سنُبقي الرجال بعيداً عن الرياضات النسائية، ونحظر تمويلَ دافعي الضرائب لجراحات تغيير الجنس». وهناك قضايا المتحولين جنسياً، مثل الذكور البيولوجيين الذين يتنافسون ضد الإناثِ في الرياضة، تتحاشى هاريس الخوضَ فيها.

الإجهاض من أهم القضايا التي قد تتسبَّب في هزيمة ترمب. الحزب الجمهوري يدفع بأجندةِ تحريم الإجهاض الذي أقام المجتمع النسائي ضده، وقد نجح ترمب في تقليصِ الخلاف بحيث قال إنَّ لكل ولاية أن تقرر ما تراه مناسباً ممَّا قلَّص هامشَ مكاسب هاريس.

النفط والبيئة: هاريس أيضاً قلقة من أنَّ ترمب أخاف الناخبين، بأنَّ قوانينها البيئية ستتسبَّب في رفع أسعار المنتجات النفطية والتضخم. إنَّما موقفُها الحقيقي يدعم برنامج حماية المناخ والاستثمار في الطاقة النظيفة والتضييق على استثمارات النفط.

ترمب في المقابل تعهَّد بفتح المجال للمستثمرين وشركات البترول للتنقيب عن المزيد من النفط والغاز الصخري، وإنتاج كمياتٍ هائلة لتحسين الاقتصاد الأميركي والتحكم في النفط عالمياً.

وهنا تبدو هاريس أفضل خيارٍ لمن يريد أن يرى تحسُّنَ أسعارِ البترول مثل دول الخليج. أمَّا ترمب بسياساته البيئية والبترولية فسيكون فوزه خبراً سعيداً للمستهلكين هناك، ودول مثل الصين والهند. فقد وعد بتمكين إنتاج النفط الصخري الأميركي ليضيف 3 ملايين برميل أخرى.

في السياسة الخارجية يتبنَّى ترمب «أميركا أولاً»؛ حيث يقدّم السيادةَ الوطنيةَ والقوةَ الأميركية على الالتزامات الجماعية. نعرف أنَّه ليس متحمساً لمثل حلف الناتو، هذا توجه يختلف عن حزبه. غالباً ما يعطي الجمهوريون الأولويةَ للتفوق العسكري عالمياً، وزيادة الإنفاق الدفاعي، ويؤمنون باستخدام القوة العسكرية عند الضرورة لحماية المصالح القومية.

وعلى النقيض من ذلك نجد هاريس، تلميذة أوباما، مع المساعي الدبلوماسيةِ لحلّ النزاعات وقد تعيد المصالحةَ مع إيران.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات أميركا الاقتصاد والدين والنفط انتخابات أميركا الاقتصاد والدين والنفط



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon