توقيت القاهرة المحلي 02:08:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طالبان والأسئلة الغامضة

  مصر اليوم -

طالبان والأسئلة الغامضة

بقلم - عبد الرحمن الراشد

في الحدث الأفغاني الكبير هناك العديد من التساؤلات التي لن تتضح لنا إجاباتها إلا بعد حين، بعد تفعيل حكم طالبان وممارستها العمل السياسي لتكون التوقعات مطابقة للممارسات. أما الآن فكل ما يقال هو من باب الافتراضات.
أولها التساؤل عن العلاقة مع الولايات المتحدة، بعد عشرين عاماً من الحرب والعداوة؟ بخلاف ما يقال، نعم. الاحتمال كبير أن تسعى قيادة طالبان للتصالح مع الأميركيين؛ ثمرة محادثات طويلة لسنوات شهدتها الدوحة بين الجانبين. وما حدث يوم أول من أمس، الأحد، من دخول الميليشيات إلى القصر الرئاسي بدون طلقة رصاص واحدة جاء نتيجة تنسيق وتوافقات، ولهذا سقطت المدن تباعاً، بما فيها العاصمة كابل، بدون مقاومة. جرى التخلي عن المواقع مقابل الخروج الآمن لقوات الحكومة المنهارة.
السؤال الآخر، هل تستمر طالبان حركة «جهادية» مسلحة، وخوض معارك خارج حدودها، أو بشكل غير مباشر، باستضافة الجماعات الإرهابية؟ وجود نحو ثلاثة آلاف مقاتل من «داعش» على التراب الأفغاني اليوم ومن جنسيات مختلفة، عربية ومن آسيا الوسطى، سيجعلها محط الترقب.
في رأيي، هذه هي المسألة الأكثر أهمية لأن السياسة الداخلية لن تهم العالم، ورغم ما تقوله طالبان إلا أنه لا يوجد ما يبين اليوم أنها على خلاف مع «داعش» وغيرها، بل أطلقت سراح مئات أو آلاف من الإرهابيين من السجون الأفغانية. ورغم هذه المفاجأة السيئة سيتضح خلال الأشهر القليلة المقبلة سلوك طالبان الجديد إن كان أقل عدوانية. وفي حال تعاونت، أو حتى سمحت لـ«داعش» بالعمل على أراضيها، فمن المتوقع أن نرى تحالفاً دولياً كبيراً يضم الولايات المتحدة وروسيا يتشكل ضد طالبان وعودة الصراع إلى المربع الأول.
هل توجد قوة لها سلطة نافذة اليوم على حركة طالبان؟ الغموض سيبقى سيد الموقف إلى حين. دائماً يشار إلى باكستان بأنها تملك نفوذاً على طالبان وقراراتها. هذا الاعتقاد يتكرر منذ عام 1996 عندما استولت على الحكم واستقرت في كابل. لكن لا يوجد ما يؤكد اليوم أن العلاقة ترقى إلى درجة إدارة سياسة وقرارات كابل. كتب الكثير عن هذه الفرضية، علاقة باكستان بطالبان، مقالات وكتب وأفلام. طالبان وقادتها عاشوا في كنف حماية المخابرات العسكرية الباكستانية، لكن ظهرت حركة مناوئة هي طالبان باكستان، مثل «القاعدة» وإن لم ترتبط بطالبان الأفغانية، استنزفت السلطات الباكستانية وهددت مصالح البلاد. ولو تبين بالفعل أن للباكستانيين تأثيراً على القرار الطالباني فإن هذا سيطمئن القوى الرئيسية، الولايات المتحدة وروسيا، وكذلك السعودية.
ولا بد أن نتساءل: هل رحيل الأميركيين واستيلاء طالبان على الحكم يعني نهاية الحروب الأفغانية؟ من المستبعد ذلك، للأسف الشديد. لم تبدِ طالبان بعدُ أي استعداد لمنح القوى الأخرى مقاعد في السلطة وهذا سيؤسس لجيوب مقاومة ضدها، أبرزها أحمد مسعود الذي قاد والده معركة إسقاط طالبان في الماضي، إلى جانب عشرات من أمراء الحرب الذين يعيدون تموضعهم وتحدي طالبان ما لم تشملهم في أي مصالحة وطنية. هناك قيادات مثل د. عبد الله عبد الله وحامد كرزاي، اللذين لم يهربا وبقيا بشجاعة في كابل، ربما يكون لهما دور في أي مصالحة مقبلة.
هل الاحتفال الروسي بسقوط النظام الأفغاني وخروج الأميركيين يعبر عن انتصار لموسكو؟ لا بد أن موسكو سعيدة برد الصاع للأميركيين ومشاهدة صور رحيلهم المحرجة، لكن هم أيضاً أكثر قلقاً من واشنطن. فروسيا، وحلفاؤها جيران أفغانستان، أوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان يسكنون في نفس الجغرافيا الأفغانية. وهناك استنفار واضح وقلق ضد ما حدث خشية من عودة الإرهاب، وهناك من يرى أن روسيا تضخم الخطر الطالباني من أجل إعادة نفوذها العسكري على دول الاتحاد السوفياتي القديم في المنطقة.
وللحديث بقية..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طالبان والأسئلة الغامضة طالبان والأسئلة الغامضة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 15:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"
  مصر اليوم - رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز غلوب سوكر

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon