توقيت القاهرة المحلي 04:02:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تخرج «فاغنر» من سوريا والسودان؟

  مصر اليوم -

هل تخرج «فاغنر» من سوريا والسودان

بقلم - عبد الرحمن الراشد

لا شيء في مغامرة تمرد «فاغنر» كان محل التنبؤ. لم يظن أحد أن قائدها يصرح ضد الحرب وأنها لم تكن ضرورية. ولم يكن متوقعاً قط أن يتجرأ ويعلن تمرده، وفعل. ولم يخطر ببال أحدٍ أن يعبر الحدود إلى بلاده ويحتل مدينة ثم يزحف باتجاه موسكو، وفعلها. ولم يقل الأمر غموضاً وغرابة عندما سلم يفغيني بريغوجين نفسه لرئيس بيلاروسيا، وصديق بوتين، ليكون تحت رحمة لوكاشينكو، وقد فعل. أصبحت «فاغنر» الحصان الجامح ومصدر التهديد، بعد أن كانت الحصان الرابح لروسيا في العالم.

ومع أن التمرد أُجهض سريعاً، فإن مستقبل «الشركة» في مهب الريح وأبرز نشاطها خارج أوكرانيا في دول مثل سوريا والسودان. وقد قال قائدها إن أحد أسباب غضبه عزم موسكو على التخلص من «فاغنر»، ربما بسبب تكرر انتقاداته وتهديداته خلال الشهرين الماضيين. وقبل هذه الفوضى التي أحدثها، كان بريغوجين «بطلاً» عند عامة الروس، بتسويق من القيادة الروسية نفسها. وحتى في غيابه، ستظل اعتراضاته متداولة وتشكيكه في جدوى غزو أوكرانيا مهيمناً، إذا كانت الحرب مستمرة. ولا ننسى أن روسيا شبه وحيدة تواجه دول الناتو، ومكاسبها الأرضية، منذ بداية الغزو قبل عام ونصف، فقط نحو 18في المائة من أوكرانيا. طروحات بريغوجين ستبقى حية ما لم تحقق موسكو انتصارات كبيرة، أو تتجه إلى القبول بحل سلمي. انتهى بريغوجين، على الأرجح، إلا أن مطالبه تتردد؛ حيث نجح في جعلها قضية عامة. الضرر الذي ألحقه تمرد قائد «فاغنر» بقضية غزو أوكرانيا، أعظم مما فعلته قوات الناتو منذ بداية الأزمة. اعتمدت القيادة الروسية على الشعور الوطني لدعم قراراتها في أوكرانيا ثم جاء من كانت تعتبره القيادة بطلاً قومياً ليشكك في أهداف الحرب ويتهم زملاءه بالخيانة بتوريط الرئيس بوتين والغدر بقواته التي هوجمت من الخلف. الروح الوطنية العالية في روسيا، والخطاب السياسي الدعائي دولياً، لدعم المجهود الحربي في أوكرانيا كانا ركنين أساسيين في ترتيبات الحرب واستمرارها.

بعد هذا الفصل الغريب لن يكون التفاوض بندية مع الغرب سهلاً، وكانت تقديرات العديد من المهتمين بالشأن الروسي أن موسكو تحتاج إلى انتصار يمهد للتفاوض وإنهاء الحرب سلمياً. ولا يبدو في الأفق انتصارات كافية تبرر الانسحاب في الأشهر المقبلة.

استمرار الحرب في أوكرانيا، والتخلي عن «فاغنر»، وإبعاد قادتها الأساسيين، وربما محاكمتهم لاحقاً، على اعتبار أن الحديث الأخير عن التغييرات يشمل إبعاد عدد من القادة الأساسيين الذين يقول الرئيس لوكاشينكو إنهم كانوا وراء تمرد بريغوجين وانتقاداته قادة الجيش، كلها عوامل ستؤثر على قرارات ونشاط روسيا العسكري خارج جغرافيتها.

كل ذلك سيمس نفوذ روسيا في كل مكان وصلت إليه قواتها الخاصة، في العالم، بما في ذلك سوريا والسودان. خروج روسيا من سوريا سيزيد من أهمية الدور الإيراني هناك، بعد أن كان يُعتقد أن تقليص ميليشيات إيران ونفوذها مطلب إقليمي.

من المستبعد، لكن قد تضطر موسكو إلى التفاوض لإنهاء الحرب بعد أن ينطفئ اللغط، ويتم تحميل القيادات العسكرية معظم اللوم لأنها من هوّن إمكانية النصر وفشلت في تحقيقه. خطأٌ الاحتمال الضعيف باستمرار موسكو في مغامراتها في أفريقيا وآسيا ضمن تحالفات إقليمية وتوازنات دولية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تخرج «فاغنر» من سوريا والسودان هل تخرج «فاغنر» من سوريا والسودان



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon