توقيت القاهرة المحلي 04:02:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هاجس الغزو في ذكراه

  مصر اليوم -

هاجس الغزو في ذكراه

بقلم - عبد الرحمن الراشد

معظمنا، ممن شهدوا زمن غزو صدام للكويت، في مثل هذا الشهر من عام 1990، يعدّونه تاريخاً لا يُنسى، وبالفعل يجب ألا يُنسى. ولا بد أنه هاجس يسكن منطقة الخليج، وتحديداً في الكويت، وإن لم يكن من الموضوعات المفضلة على طاولة العشاء.
هل يمكن للغزو أن يعود ويوقظ المنطقة، والعالم، في ليلة صيف ساخنة أخرى؟ في الواقع، ليس الخوف من العراق، بل مِمَّن قد يستخدمه ممراً أو ملعباً. فالغزو غير متوقع في الظروف الموضوعية الحالية، لكن لا شيء مستبعداً تماماً. ولهذا الغرض تبني الدول الجيوش وتهيئ قواتها لليوم الذي لا أحد يتمنى حدوثه. لا أحد يدري من أين تأتي الأخطار، ولا متى، لهذا السؤال الذي يتجاهله الكثيرون، في ذكرى شهر الغزو، ومرور اثنين وثلاثين عاماً على ذلك الاعتداء، فهل يمكن أن يتكرر التهديد الآن أو خلال عشر سنوات؟ رأيي، نعم. احتمال حدوث غزو ما ضعيف جداً لكنه ليس مستبعداً تماماً. وكما يقال، استعدّ للأسوأ وتمنَّ الأفضل. تاريخياً لم يكن الغزو حالة فريدة، فقد حاول حاكم العراق، عبد الكريم قاسم، في عام 1961 وافتعل أزمة دولية ضد الكويت دامت نحو ثلاث سنوات.
إنما العراق اليوم يعيش مرحلة انتقال وعدم حسم يصعب التنبؤ بتقلباتها ونتائجها. ولنتذكر أنه لا يزال هناك حكماء على الساحة العراقية رغم خلافاتهم حموا البلاد من حرب أهلية، مثل تلك التي قضت على ليبيا واليمن. والرهان كبير على القوى الوطنية حتى تحمي العراق من التفكك الداخلي وضد الهيمنة الخارجية. ويتسبب انتشار الميليشيات المسلحة مثل الفطر في مخاطر كبيرة على المركز في بغداد وعلى جر البلاد نحو سياسات متشددة أو توريطها في معارك إقليمية كما يفعل «حزب الله» في لبنان.
والخطر على الكويت، تلقائياً، هو خطر على السعودية والبحرين وبقية دول الخليج العربية، فالجغرافيا هي عامل ثابت في السياسة، كما يقول هيغل، وإن اختلفت الظروف.
ماذا عن خيارات الكويت؟ ظروف اليوم أصعب من عام 1990. آنذاك، كانت الخطوط واضحة على الرمل، والعالم مقسوم على حد السكين بين معسكرين، حالياً اختلف المشهد كثيراً. حضور الولايات المتحدة الفعال عسكرياً تقزم كثيراً، ودول خطرة، مثل إيران، زادت قوتها العسكرية وشهيتها للتمدد. وكان الرئيس الإيراني الراحل، هاشمي رفسنجاني، يحب تذكير دول الخليج بأن صدام عرض عليهم تقاسم الخليج مقابل غزوه الكويت، إلا أنهم في طهران رفضوا عرضه. وبغضّ النظر عن صحته من عدمه، فقد تبدلت محركات السياسة عمّا كانت عليه منذ ثلاثين سنة مضت. دخلت المنطقة دول كبرى مثل الصين، الزبون الأكبر لسلعة الخليج الرئيسية، النفط، وحلّت في النفوذ جزئياً محل الولايات المتحدة. لكنها، أي بكين، بخلاف واشنطن، ليست مستعدة للتدخل وحماية الدول المصدّرة من الاعتداء والتنمر. واشنطن لا تزال الأكثر نفوذاً بقواعد عسكرية في المنطقة، كما توجد وتحمي مناطق مثل اليابان وأوروبا الغربية.
لا تزال الولايات المتحدة اللاعب الدولي الرئيسي في الخليج، ولها اتفاقية تعاون دفاعية مع الكويت، وعلى أرضها قوة من نحو 13 ألف جندي أميركي. كل هذه مدعاة لمنع أي اعتداء خارجي أو حتى التفكير فيه، حتى اليوم. التحدي الذي يواجه قادة الخليج ناجم عن التبدلات الكبرى؛ الانسحاب الأميركي التدريجي، والاتفاق الشامل الذي قد يتم التوقيع عليه قبل نهاية العام ويطلق سراح إيران، والانتشار الصيني الذي يساوي بين دول عدوانية وأخرى ضحية.
هذا يُعيدنا إلى الحديث عن الخيارات أمام الخليج بشكل عام. مجلس التعاون، كمنظومة سياسية ودفاعية، أُسِّس عام 1981 في مواجهة تداعيات الحرب بين العراق وإيران. خلال ما تبقى من هذا العقد لن تجد دول الخليج خياراً أفضل من تعزيز الدفاع الخليجي المشترك الذي بدوره سيجعلها جاذبة للتعاون الدولي وطاردة للمغامرات الإقليمية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هاجس الغزو في ذكراه هاجس الغزو في ذكراه



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon