توقيت القاهرة المحلي 04:47:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل تدفع ثمن معركة غزة 2007

  مصر اليوم -

إسرائيل تدفع ثمن معركة غزة 2007

بقلم - عبد الرحمن الراشد

في تلك السنة، كان الإسرائيليون شامتين بالاقتتال بين «حماس» والسلطة الفلسطينية في غزة، الذي دام 3 أشهر. فيه مات مئات في قتال الإخوة، وسيطرت الحركة على كامل القطاع. طردت منسوبي فتح إلى رام الله. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية صور أفراد منهم بملابسهم الداخلية في الشوارع بعد هروبهم متجهين إلى الضفة الغربية.


لإسرائيل، كان الوضع مريحاً جداً. فلسطينيون ينشغلون عنها بالاقتتال، وبدلاً من دولتين فلسطينية وإسرائيلية، صارت هناك دويلتان فلسطينيتان متقاتلتان. انهارت حكومة فلسطين الموحدة، وعيّنت «حماس» قضاتها وشرطتها، وسمّت إسماعيل هنية رئيس وزرائها، وسمّت سلطة رام الله سلام فياض رئيس حكومتها. الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي دعموا رام الله، وإيران موّلت جماعة غزة. ترسخ الانفصال، وتبخر حلم الدولة الفلسطينية بعد ذلك اليوم.

انقلبت حياة الفلسطينيين هناك إلى بؤس دائم مع إغلاق المعابر، وتعطلت سبل العيش. حُفرت الأنفاق وتوغلت إيران في القطاع، وصارت تربي جماعات لها، تؤدب بعضهم ببعض، وتجهزهم لحاجاتها.

رغم وجود سلطة «حماس»، فإن وضع الفراغ، الذي دعمته إسرائيل بشكل غير مباشر، بعدم تمكينها السلطة الشرعية من عودتها وبسط نفوذها في غزة. ولا ننسى أنه قبل هيمنة «حماس» بـ5 سنوات، كانت إسرائيل قد دمرت قدرات السلطة الوليدة في بيت لحم ورام الله، بدلاً من أن تعززها.

غزة أصبحت منذ عام 2007 في فراغ إلا من تنظيم عسكري يتنافس مع «الجهاد» ولا يعترف به. والفراغ، كما في ليبيا واليمن ولبنان، وكذلك أفغانستان، هو العدو الأول للاستقرار، يهدد المحيط، وليس أهل غزة أو إسرائيل فقط. عدد من منفذي العمليات المسلحة ضد مصر في سيناء تسللوا من غزة، حتى «حماس» لم تعد صاحبة السلطة المهيمنة بظهور «الجهاد الإسلامي» وجماعات من «القاعدة».

إن كانت إسرائيل تطمح إلى استقرارها فستحتاج إلى أن تعيد النظر في سياستها المعطلة لوعد أوسلو بالدولة الموعودة، وأن تعيد تعاملها مع السلطة الفلسطينية، ولن يكون هناك سلام واستقرار من دون حكومة شرعية فلسطينية، تملك سلطات حقيقية وممكنة من المجتمع الدولي.

في خضم الحرب الحالية، الأعين على «حماس» وإسرائيل، في حين تجلس السلطة الفلسطينية مع المتفرجين. الحقيقة أن تعطيل حكومة رام الله وإضعافها وراء نمو «حماس» و«الجهاد» في غزة، وكذلك في الضفة الغربية. منذ الانقسام، انكمشت السلطة بقدراتها ووظائفها وتأثيرها. خنق السلطة الفلسطينية يهدف إلى منع قيام دولة لهم، مع الحد من نفوذهم في المناطق الأقل من المتفق عليها في أوسلو (نفوذ السلطة على ألف كيلومتر مربع فقط، من أكثر 5 آلاف كيلومتر في اتفاق أوسلو، لا تزال خارج صلاحيتها، إضافة إلى قطاع غزة). بإضعاف قيادات السلطة لا يمكن أن يتوقع منهم بسط سلطتهم وتحمل مسؤوليتهم. سلامة إسرائيل مشروطة بأمن المناطق الفلسطينية، مثل كل دول العالم، عليها أن تمكن الفلسطينيين من إدارة شؤون مناطقهم، ما يتطلب دعم السلطة وبناء إمكاناتها وتأهيل قدراتها على سنوات.

لا تستطيع إسرائيل أن تفعل ما فعله نظام الأسد وتبعد مليونين ونصف المليون فلسطيني إلى مصر، البلد الوحيد المجاور. ولن تتحمَّل إغلاقَه سنوات إضافية، تحت سلطة «حماس» و«الجهاد».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل تدفع ثمن معركة غزة 2007 إسرائيل تدفع ثمن معركة غزة 2007



GMT 04:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«المسألة المصرية» فى نادى الجزيرة!

GMT 04:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«إنجاز» كيسنجر الذى يُدمر!

GMT 04:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بين الشطرنج والمراهنات

GMT 19:18 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أمريكا والشرع.. ‎تناقض أم مصالح؟!

GMT 19:17 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

صلاح رقم 11 ومرموش 59!

GMT 06:50 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وإني لحُلوٌ تعتريني مرارةٌ

GMT 06:48 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 06:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon