توقيت القاهرة المحلي 12:17:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهند إلى الفضاء قبل توفير حاجات الأرض

  مصر اليوم -

الهند إلى الفضاء قبل توفير حاجات الأرض

بقلم - عبد الرحمن الراشد

لم يكنِ التوقيتُ مصادفة في مؤتمر قمة بريكس، عندما قالَ رئيسُ جنوبِ أفريقيا، مهنئاً رئيسَ وزراءِ الهند: «بعد قليلٍ سنباركُ لكم هبوطَ مركبتِكم الفضائية على القمر». لقد اختارَ الهنود اليومَ والساعة لإيصال رسالتهم للعالم، نحن اليومَ دولة كبرى، ليس فقط بحساب عددِ البشر، بل فيما يقدرُ عليه الهنود.

ظهرَ ناريندرا مودي مليئاً بالفخر عندمَا جعلَ الهندَ الدولة الرابعة في العالم تهبطُ على القمر، والأولى التي تصل إلى القطبِ الجنوبي من الكوكب. لقد قطعت بلادُه الدربَ الطويلَ للتفوق العالمي سريعاً. وقد يبدو من المفارقة أنَّ البلدَ الذي يفتقدُ نصفَ سكانِه دوراتِ المياه، يستطيعُ الوصولَ إلى القمرِ بقدراتِه الذاتية. لكنْ هذه هي قصة النجاح الهندية التي تختلف عن نجاحات الصين وروسيا والغرب.

كانَ بإمكان الإدارة الهندية أن يقتصرَ عملُها على بناءِ المراحيض، ووسائل النقلِ للذين لا يجدون مقاعدَ على قطارات البلاد التي بنيت منذ الاستعمار البريطاني، وتأمين مساكن لعشرات الملايين الذين يفترشون الطرقات.

الهند اختارت أن تعملَ نهضتها على كل الجبهات، التطوير التعليمي، والتأهيل العلمي، مع التركيز على التقني الذي جعل أبناءَها قادة الثورة التقنية الحديثة في الولايات المتحدة أيضاً.

الذي يجعل الهندَ نموذجاً يلمعُ في مؤتمر بريكس، وفي أنحاء العالم الذي كانَ يشاهد هبوطَ مركبتها على القمر، أنَّها اختارت طريق تطوير صواريخها لاختراق الفضاء واستعمار القمر، وليس مثل جارتِها إيران التي أنفقت كلَّ أموالِها على صواريخ لتهديد المنطقة ومشروعات نووية لأغراض عسكرية.

الهند بيدٍ تبني بلداً من العالم الثالث، ليحظى بأبسط مقومات الحياة البسيطة، وتبني بأخرى واحداً من أسرع اقتصادات العالم نمواً.

بماذا احتفل مودي قبل عامين؟ قال: «أدهشنا العالم بتوفير المراحيض لأكثر من 600 مليون شخص في 60 شهراً، وبناء أكثر من 110 ملايين مرحاض». واليوم مودي يحتفل بقدرة العلماء الهنود على إرسال مركبة إلى القمر، ولم ييأس عندما فشلت المحاولة في المرة الماضية. اليوم الهند هي السادسة اقتصاديا في العالم وتطمح لأن تكونَ الثالثة في عام 2050.

التجربة الهندية مختلفة عن الولايات المتحدة وروسيا عندما انخرط البلدان في سباق الفضاء، كلُّ بلدٍ كانَ قد حقَّق قرناً من التقدم الحضاري، في حين أنَّ الهندَ كانت منذ عقدين ماضيين بلداً فقيراً يقبعُ في آخر السلم.

السباق إلى الفضاء جزء منه للزهو الوطني وتعزيز قيمة الدولة في العالم، لكن الجزء الأكبر يعكس التطور العلمي في البلاد، ويعبر عن طموحات المستقبل؛ حيث يسعى البشرُ للبحث عن حلولٍ لمشكلات الأرض في الفضاء الفسيح. الأميركيون قرَّروا استئناف غزوهم للقمر بعد توقف طويل، وتتنافس شركتان على الهبوط من جديد. وكذلك الصين وروسيا، وهناك اليابان التي حاولت في أبريل (نيسان) الماضي ولم تُفلح وتجري تجربة مرة أخرى. إسرائيل، المتقدمة علمياً، حاولت وفشلت في المرة الماضية ولم تعاود المحاولة بعد.

للهند ولعلمائِها التحية والتهنئة على هذا التوجّه والتطور والنجاح في الوصول إلى القمر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهند إلى الفضاء قبل توفير حاجات الأرض الهند إلى الفضاء قبل توفير حاجات الأرض



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon