توقيت القاهرة المحلي 14:45:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وقائع الحرب واحتمالات السلام

  مصر اليوم -

وقائع الحرب واحتمالات السلام

بقلم - رضوان السيد

يوم الجمعة في 27 أكتوبر كانت المندوبة الأميركية بالأمم المتحدة تعيب على روسيا والصين استخدامهما الفيتو ضد المشروع الأميركي بشأن الحرب على غزة. وكانت حجتها أن عشر دولٍ بمجلس الأمن وافقت على المشروع، في حين لم يحظ المشروع الروسي المضاد إلاّ بتأييد أربع دول. والواقع أنّ الوضع بمجلس الأمن صار يشبه الموقف في الحرب الروسية الأوكرانية. بمعنى أنّ مبادرات إنهاء الحرب خرجت من مجلس الأمن وصارت معتمدةً على الوساطات الخارجية الجزئية، وعلى تطور الصراع على الأرض.

المبادرات الجزئية والاقتراحات صارت تدور حول إدخال المساعدات، وخروج الأجانب الأميركيين وغيرهم من غزة عن طريق معبر رفح إلى مصر. والأصعب هو ملف الأسرى والرهائن الذين جلبهم مقاتلو «حماس» من مستوطنات غلاف غزة. وملفهم أصعب لأن حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» تريدان مبادلتَهم بالأسرى الفلسطينيين.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ «حماس» تراهن على لجم الحرب عليها من خلال القول إن الهجمات الإسرائيلية الشاملة تهدد حياة الأسرى المحتجزين في القطاع، وقال متحدثون باسم الحركة إنّ أكثر من خمسين منهم قُتلوا بالفعل! والأخطر بالضرورة هو الأوضاع على أرض المعركة والساحة الرئيسية في قطاع غزة، لكنّ صواريخ ما تزال تنزل على المدن الإسرائيلية، والخسائر بالأرواح في غزة آلاف مؤلّفة، وقد تهدم أكثر من عشرين ألف مبنى. والأشد خطراً هو انفتاح الجبهة من جهة لبنان، وعلى مدى أسبوعين صار القتلى في لبنان جراء القصف يزيدون على الخمسين، وتزايدت الهجرة على طرفي الحدود. وتحرشت التنظيمات الإيرانية في العراق وسوريا بالقواعد العسكرية الأميركية في البلدين، فردّ الأميركيون بالقصف والطيران على مصادر إطلاق النار عليهم، وهم يقولون إنهم لن يترددوا في ضرب كل المراكز التابعة للحرس الثوري خارج إيران.

ما عاد السؤال الآن: متى تنتهي الحرب؟ بل: هل تتوسع؟ ولا يستطيع توسيعَها غير الإيرانيين وتنظيماتهم المسلحة بالعراق وسوريا ولبنان.. واليمن! اللبنانيون بمجموعهم لا يريدون الحرب، لكن القصف المتبادل يحصل يومياً رغم وجود القوات الدولية والجيش اللبناني على الحدود.

وداخل الطرف الأميركي الإسرائيلي يتنازع اتجاهان: الاكتفاء بإنهاء «حماس» وإطلاق سراح الأسرى لديها، ومدّ الجبهة بحيث تجري مواجهة «حزب الله» في لبنان لإنهاء المشكلة برمّتها بالنسبة للأمنَين الإسرائيلي والأميركي بالمنطقة. طوال أربعين عاماً وأكثر ما كانت الولايات المتحدة تميل للمواجهة الشاملة مع إيران، ولو بشكلٍ غير مباشر. وقبل ثلاثة أشهر جرى تبادل للمعتقلين بين الجانبين، وبدأ الإيرانيون يستعيدون ستة مليارات دولار ونيّف من أموالهم المحتجزة. لذا كان المتوقع أن يحصل هدوء في العلاقات، وأن تعود مفاوضات النووي. والسؤال هو: لماذا اختارت إيران («حزب الله» و«حماس» تابعان لها) الحربَ الآن؟ هل ترجو الكسْب الأكبر عن طريق استجابة الولايات المتحدة لكل مطالبها؟ أم أنها قصدت المزيد من تملُّك الملف الفلسطيني وإيقاف حركة السلام بين العرب وإسرائيل؟!

دومينيك دوفيلبان، رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق أيام الرئيس جاك شيراك، قال إنّ كل حروب الولايات المتحدة خلال حقبة الحرب الباردة وما بعدها كانت في المآلات خاسرة. والقضية الفلسطينية لا يمكن إنهاؤها إلا بالسلام وحلّ الدولتين. والجميع متفقون على ذلك في تصريحاتهم على الأقلّ. ولذا، وكما يقول دوفيلبان، لا بد من السلام رغماً عن إسرائيل وإيران. فلا يجوز أن يبقى الأطفال الفلسطينيون وقوداً للحروب وسط تحريض الولايات المتحدة وأوروبا وربما مشاركتهما في المذبحة!

*أستاذ الدراسات الإسلامية -جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقائع الحرب واحتمالات السلام وقائع الحرب واحتمالات السلام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon