توقيت القاهرة المحلي 22:17:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجميع يخطب ود الأميركيين!

  مصر اليوم -

الجميع يخطب ود الأميركيين

بقلم: رضوان السيد

في الوقت الذي كان فيه الإسرائيليون والإيرانيون يهدد بعضهم بعضاً بالسحق والمحق، كان الإيرانيون يعلنون عن اختيار الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لـ«حزب الله» خلفاً لحسن نصر الله، وطبعاً انتخبه مجلس شورى الحزب(!)، كما كان الإيرانيون بدورهم يعلنون أنهم «سمحوا» للحزب بالانسحاب إلى شمال الليطاني. ورغم أن وزير الدفاع الإسرائيلي هدَّد الأمين العام الجديد بأن أيامه قريبة؛ فإنّ جهات متعددة في إسرائيل سياسية وعسكرية ناقشت علناً وقف النار في جنوب لبنان بحلولٍ دبلوماسية كما قال نتنياهو!

أمور عدة وراء هذه الأخبار تستحق التعليق. فالتهديدات المتبادلة موجّهة كلها صوب أميركا، ومن جهة إسرائيل لكي تطلب المزيد من السلاح والمال والحماية الاستراتيجية - أما من جانب إيران فلكي تذكّر أميركا بأوراقها مع «حزب الله» وفي العراق وسورية واليمن، بل وفي مضيق هرمز وبحر عُمان. بل وقد تبين أنها تستطيع ضرب إسرائيل بالباليستيات. في العقود الماضية كانت إيران تربح من الصبر الأميركي والاستيعاب الأميركي. لكنّ الإيرانيين حسبوا حسابات خاطئة في مطالع عام 2024 عندما كانت علاقاتهم تتحسن بأميركا في تبادل المعتقلين، والإفراج عن مليارات، وربما العودة لمفاوضات النووي. أقبل المسؤولون الإيرانيون والحماسيون على الضاحية الجنوبية لبيروت للقاء نصر الله الذي تحدث عن وحدة الساحات، حين كان تنظيم الجهاد الإسلامي يقوم وحده ببعض العمليات بمخيم جنين بالضفة. الآن يقال إنّ السنوار كان هو المستعجل وكانت إيران تنصح بالتريث(!). إنما لولا الاتفاق مع إيران لما انضم الحزب إلى هجمة «حماس» في اليوم التالي لبدئها!

يبدو السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 سحيق البعد الآن. فبطلا الميليشيات الإيرانية قُتلا، وإيران وميليشياتها جميعاً تلقوا ضربات كبيرة، قياداتٍ وأفراداً وتجهيزاتٍ وسلاحاً صاروخياً. والأكبر من ذلك الخسائر البشرية في القيادات التي لا تُقدر بثمن. طوال شهور سنة 2024 ظلت إيران تؤكد أنه لا علاقة لها بهجمات «حماس» و«الحزب»، وأنها لا تريد الحرب. بل وبدا أحياناً كأنما هي تستحث الحزب على التوقف(!). لكنّ الذي يتتبع تواريخ التصريحات يتبين له أنها كانت أصداءً لدعواتٍ أميركيةٍ أيضاً لوقف الحرب!

إن الخبر الآخر هو انتخاب الأمين العام الجديد للحزب، والسماح بالانسحاب إلى شمال الليطاني! كان الانتخاب متوقعاً وربما كان نعيم قاسم بطهران، وصارت قيادة القتال على الأرض الإيرانية. ولذلك يضطر الطرفان الآن إلى القول إنّ إيران (ولاية الفقيه) سمحت بالخروج إلى شمال الليطاني لإتاحة الفرصة للقوات الدولية والجيش للانتشار الكامل بالمنطقة الحدودية. ما كان ذلك ليحدث أيام نصر الله، فقد كانت الثقة الإيرانية به كفيلةً بالإيضاح أنه وهو تلميذ ومريد الولي الفقيه أعلَم بالمصالح الإيرانية من إيران نفسها! الهجمات تكون بفتوى أو فتاوى والانسحابات بفتاوى أيضاً وكلها إيرانية. ولا سيما أن هذه التكتيكات متقلبة ومتنوعة ومتسارعة، بحيث يصعُبُ حتى على رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري متابعتها وتلبيتها.

كانت الفكرة أن أميركا كانت تميل للمهادنة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان مصرّاً. أما اليوم فقد التقت الألسنة الثلاثة على طلب وقف النار، وبخاصةٍ في لبنان. غزة تظل مشكلة على إسرائيل كما كانت تخشى الانسحاب، وتخشى الانغماس، وتبحث عن موقع بين بين لم تستطع بلورته حتى الآن. يقول ممثلو أميركا في مفاوضات غزة، وممثلوها في مفاوضات لبنان، إنّ أميركا تملك مبادرةً جديدةً في الحالتين. وهناك رأي يقول لنبدأ بالأسهل في لبنان لأن السلطة قائمة وإن تكن ضعيفة، بينما في غزة لا بد من تطوير الأشياء من الصفر.

الإيمان بأميركا وقدراتها كبير، لكن الإيمان الأميركي بالنفس متصدع ومشرذم. فعنوان العدد الأخير من مجلة «الشؤون الخارجية الأميركية»: أميركا من دون اتجاه (adrift)، هناك الانتخابات الرئاسية، وهناك الحرب الروسية - الأوكرانية، وهناك هموم بحر الصين، وهناك اضطراب الشرق الأوسط وأميركا موجودة في كل مكان فيه، وهناك اضطراب غرب أفريقيا والساحل.

بالإصرار والقليل من التركيز يستطيع الأميركيون حمل إسرائيل على تسوية في الشرق الأوسط. وتستطيع أميركا مع حلفائها العرب والأوروبيين إعادة بناء استقرار المنطقة وتجاوُز الحدة الإسرائيلية المعروفة.

الجيش الإسرائيلي يقول إنّ الحرب طالت عليه، وقد تحقق أمن الحدودَين. وحتى اليمين الإسرائيلي لا مانع عنده مؤخراً في وقف الحرب والانصراف للداخل. والضربات الإسرائيلية نالت من الجميع بشدة بحيث يبرز حل التراجع التكتيكي وفتاوى الانسحاب، فأين «الإقدام» الأميركي على وقف الحرب؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجميع يخطب ود الأميركيين الجميع يخطب ود الأميركيين



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon