توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ميليشيات إيران والافتخار بالخراب!

  مصر اليوم -

ميليشيات إيران والافتخار بالخراب

بقلم - رضوان السيد

لا يتوقف زعيم الحزب الإيراني المسلَّح في لبنان وخلال أكثر من عقدٍ من الزمان عن التنويه بالدمار الذي أحدثته الميليشيات الإيرانية في البلاد العربية ولا تزال ترتكب أهواله حتى اليوم. وخطابات الزعيم بخلاف خطابات الإرهابيين الآخرين؛ فإنّ جديدها يُنسي قديمها بسبب المبالغات ووجوه الافتراء والبهتان التي يبتدعها في كل مرة. وهو في خطابه الأخير بمناسبة مرور عامين على قتل الأميركيين لقاسم سليماني اتهم في فقرات من خطابه مرةً الولايات المتحدة بإنتاج «داعش» من أجل أن تعود للعراق (!)، لكنه في جزءٍ آخر اتهم المملكة العربية السعودية بالتهمة نفسها. وكل خبراء العالم واستراتيجييه ينسبون إنتاج الدواعش لنظام الأسد في سوريا ونظام المالكي في العراق. وكل خبراء العالم واستراتيجييه يقولون إن أولوية عهد أوباما كانت «إرضاء» إيران وحلفائها ولو بمنحها سوريا والعراق من أجل إنجاز الاتفاق النووي معها والذي وُقّع عام 2015. وقد أُرغم الأميركيون على مواجهة «داعش» كما واجهوا «القاعدة» من قبل (والتي لجأت إلى إيران ولا تزال) من أجل «حماية» منجزات إيران في العراق وسوريا، ولكي يظلّ توقيع الاتفاق الخالد ممكناً كان سليماني يفتخر بأنه هو الذي أقنع بوتين بالتدخل في سوريا، لأنّ إيران عجزت بعد ثلاث سنواتٍ من القتال مع الأسد عن ضمان حماية نظام حكمه المتصدع. لكنّ سليماني لا يسأل: لماذا غضّ الأميركيون الطرف عن فظائع النظام وعن التدخل الروسي؟ ونصر الله ينسب لسليماني ولنفسه الفضل في قتال «داعش». لكنّ الجميع يعرفون أنّ هزيمة «داعش» تسبب فيها طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وفي سوريا والعراق. وهذا لا يقوله العسكريون الأميركيون فقط؛ بل قاله أيضاً قبل أيامٍ قليلة رئيس وزراء العراق بمناسبة انتهاء العمليات القتالية التي قام بها التحالف الدولي طوال ستة أعوام. والأمر المعلن أيضاً أنّ عدة دولٍ عربية على رأسها المملكة العربية السعودية كانت بين المتدخلين الأوائل بقواتها الجوية ضد «داعش». «داعش» ما أنتجه الأميركيون ولا المملكة بل عمليات الاكتساح والإبادة التي مارسها نظاما الحكم المواليان لإيران ضد السكّان في سوريا والعراق. ومع انهيار الدواعش أو جلائهم منهزمين عن مناطق احتلالهم في البلدين جاءت قوات الأسد وميليشيات إيران بسوريا والحشد الشعبي المدعوم من إيران بالعراق لممارسة الاحتلال والاكتساح لتلك المناطق البائسة والمخرَّبة من «داعش» ثم من إيران وأنصارها. وللإنصاف والتذكير بالحقائق؛ فإنّ الأكراد في شمال سوريا وبعض مناطق العراق قاتلوا ضد «داعش» على الأرض أكثر بكثير مما قاتلت قوات الأسد والميليشيات الإيرانية و«حزب الله» الذي يتفيأ الانتصارات في خطابات نصر الله! لماذا هذا التطويل في سرد وقائع مكافحة «داعش» و«القاعدة»؟ لأنّ الإيرانيين والأسد ونصر الله والحشد الشعبي والحكم الشيعي بالعراق، هؤلاء جميعاً إنما احتموا بالأميركان، ثم الروس وبرروا جرائمهم بمحاربة الإرهاب! وإذا كنت يا نصر الله أنت وسليماني والأسد وميليشيات الفاطميين والزينبيين قد قاتلتم الإرهاب غصباً عن الأميركيين والسعوديين وانتصرتم عليه، فمن الذي شرّد خمسة ملايين في العراق، واثني عشر مليوناً في سوريا، وقتل مئات الألوف في البلدين؟!
قلتُ إنّ كل خطابٍ لزعيم الميليشيا الإرهابية يُنسي ما قبله للافتراءات التي تتكاثر في كل جولة إنشائية. لكن ولكي لا ينسى غير المتابعين «التاريخ» الطويل لهذا الحقد الشرس على المملكة وعلى العرب، نذكر أنّ زعيم الميليشيا سبق له أن قال مراراً إنّ القتال ضد المملكة أهم من القتال ضد إسرائيل، وقال الأمر نفسه عن القتال في سوريا وأنه أهم من القتال ضد إسرائيل.
ولنذكر أيضاً أنه بعد أن أضاف رئيس جمهورية لبنان إلى الحزب مهمة مكافحة الإرهاب بعد مهمة حماية لبنان من إسرائيل لأن الجيش ضعيف (!) رفض الزعيم عام 2017 السماح للجيش اللبناني بقتال «جحافل داعش» في جرود عرسال، وتكفّل الحزب والنظام السوري باستصحاب عشراتٍ من الدواعش المزعومين من الجرود إلى سوريا، ولا مَنْ شاف ولا مَنْ درى، كما يقول اللبنانيون! فكفاح نصر الله وسليماني والأسد ضد الإرهاب، هو كفاحٌ ضد شعوب تلك البلدان البائسة والمرتهنة والتي مارست ميليشيات إيران ولا تزال عليها الإرهاب والإرعاب في اليمن ولبنان وسوريا والعراق.
لا يخلو خطابٌ لنصر الله إذا تعلق الأمر بإسرائيل من «لوم» للعدو أنه خالف «قواعد الاشتباكّ (!)» أما مع العرب فليس هناك التزامٌ بأي قواعد، بل هناك على الدوام التصريحات والتصرفات العدوانية والتخريبية. والخطاب الأخير قسمان؛ الأول تمدُّحٌ لسليماني بما لا يستحقه ولم يقم به، والآخر أحقادٌ وافتراءات على المملكة والعرب (دونما نسيان لمعزوفة أميركا!) من دون روادع أخلاقية أو رعاية لمصالح لبنان الذي لا حياة له من دون المملكة والعرب الآخرين.
منذ مدة ينسى نصر الله إسرائيل، وأحياناً أميركا، ولا يُبقي إلاّ على إطلاق الأحقاد على المملكة. لكنه في خطابه الأخير في ذكرى سليماني الذي قتلته القوات الأميركية ما قصّر في اتهام أميركا بعشرات الاتهامات، وبقيت المملكة رغم ذلك صاحبة النصيب الأوفر! هناك بطءٌ شديد في محادثات فيينا لكنّ المراقبين يقولون إن الاتفاق ستجري العودة إليه، ولذلك يصر نصر الله على إنذار أميركا بالويل والثبور إن لم يحصل ما ترغبه إيران.
أما القصة مع المملكة فهي قصة إيران مع العرب منذ كانت ثورة الخميني. وقد تمكنت إيران من اختراق عدة دولٍ عربية، لكنها عجزت عن اختراق الجزيرة العربية بسبب صمود المملكة وقيادتها. ثم ها هي الجبهة اليمنية التي راهنت عليها إيران طويلاً توشك أن تتصدع، ولذلك جاء غضب الزعيم ساطعاً.
قلت إنّ خطابات الزعيم يتفوق دائماً جديدها على قديمها. لكنه في ادعائه أنّ اللبنانيين العاملين بالسعودية رهائن، تفوَّق على نفسه بالفعل!
كل هذه التخيلات في خطاب نصر الله الأخير بشأن الماضي والحاضر، وسط الوضع المزري للشعب اللبناني في ظل سيطرة نصر الله، تضع المسؤوليات على كاهل الجمهور اللبناني، لأنّ التحرر من الحزب وسلاحه هو تحريرٌ للبنان بالدرجة الأولى؛ فإما النهوض للقيام بهذا الواجب الوطني والقومي وإما الخطر الوجودي!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميليشيات إيران والافتخار بالخراب ميليشيات إيران والافتخار بالخراب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon