توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خمس سنوات على «وثيقة الأخوّة الإنسانية»

  مصر اليوم -

خمس سنوات على «وثيقة الأخوّة الإنسانية»

بقلم - رضوان السيد

يقيم مركز تريندز للبحوث والاستشارات، وهو مؤسسة بحثية كبيرة، مؤتمراً حافلاً في الفترة بين يومي 4 و7 فبراير الجاري، بمناسبة مرور خمس سنوات على صدور «وثيقة الأخوّة الإنسانية» من أبوظبي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبتوقيع البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب. ويفتتح البابا وشيخ الأزهر المؤتمرَ الحالي بكلمتين مسجلتين بعد كلمةٍ لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش.
والمراد دراسة مضامين الوثيقة ودلالاتها وتأثيراتها في نشر التسامح الديني والحوار بين الأديان. والمتحدثون زهاء أربعين باحثاً من المعنيين بالحوار والعاملين في مختلف المؤسسات والجامعات في العالم، من الجانبين المسيحي والإسلامي.كان اللقاء فريداً من نوعه في فبراير عام 2019، وكذلك كانت الوثيقة وما تزال، بالنسبة للدينيْن الكبيرين ولجمهورهما الذي يتجاوز ثلاثة مليارات نسمة في العالم المعاصر.
لقد مثلت الوثيقة انتصاراً لسياسات دولة الإمارات في التسامح والتعايش والحوار. وعندما حضر القطبان الدينيان إلى أبوظبي كانت الحرب العالمية على الإرهاب ما تزال مشتعلة، إذ أثار الإرهابيون حروباً قتلت وهجّرت ملايين الناس في مختلف البلدان، وشملت عدة قارات، لكنّ بؤرتها كانت في سوريا والعراق. وبعد إصدار الوثيقة صار يوم الرابع من فبراير يوماً عالمياً للتسامح والسلام باعتراف الأمم المتحدة.
لكن ماذا تتضمن الوثيقة؟ وما هي دلالاتها؟ في المقدمة تركز الوثيقة على ثلاثة أمور: أولها الواقع العالمي المضطرب والمليء بالمشكلات والحروب، وثانيها الأخوة الإنسانية التي تقتضي العناية الفائقة من جانب الجميع لدفع العالم نحو التعايش والسلام، أما الثالث فهو واجب كبار رجال الدين والمفكرين ومحبي السلام في العالم في النضال لتغيير الواقع المضطرب والناشر للبؤس العالمي. وتتضمن الوثيقةُ، بعد الديباجية، جدولَ أعمالٍ واسع يشخّص المشكلات، ويقترح خطواتٍ وسياساتٍ للتصدي بالمعالجة والإصلاح.
وتشير الوثيقة إلى أنّ الاقتصادات الكبرى والدول الكبرى تتحمل المسؤوليةَ المباشرة وغير المباشرة عن المظالم الواقعة بالمرأة والطفولة وكبار السن، وعن مشكلات الفقر والجوع الناجمة عن تغيرات المناخ وعن الحروب والنزاعات الثائرة في كل مكان. وهذه القضايا كلها تحتاج عنايةً ومكافحةً من جانب الجميع، وفي طليعتهم المتسببون بها. وتستنهض الوثيقةُ الهممَ، وتستنصر بقيم العدل والسلام والتضامن بين المؤمنين وغيرهم. فالتعاون بين الدينين الكبيرين يسهم في الدفع بهذه القيم إلى الواجهة، استناداً إلى الأخوّة بين المؤمنين وعلى المستوى الإنساني. في الذكرى الخامسة للوثيقة هناك حروب في أوكرانيا وقطاع غزة، وهناك تفاقم مشكلات الهجرة عبر البحار، وموت الكثيرين غَرَقاً وهم يبحثون عن الحياة الآمنة..
وهناك أخيراً استمرار الحركات المتطرفة في العمل والتخريب في آسيا وأفريقيا. وقد انعقد بدولة الإمارات مؤتمر «كوب 28» حول التغير المناخي، وقد أشار في تقريره الختامي وتوصياته إلى الآثار المفجعة لاضطرابات المناخ على الحياة الإنسانية والحيوانية والنباتية والزراعية وعوالم الفضاء والبحار.. وكل ذلك يدعو العالمَ للتحرك، مثلما طلبت وثيقة الأخوة الإنسانية. ويأتي مؤتمر« تريندز» عن الوثيقة في ذكراها الخامسة لكي يقدّر وينبِّه ويقدم الجديد في مجال الإنقاذ الإنساني.
*أستاذ الدراسات الإسلامية -جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خمس سنوات على «وثيقة الأخوّة الإنسانية» خمس سنوات على «وثيقة الأخوّة الإنسانية»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon