توقيت القاهرة المحلي 22:56:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخوف من الحرب.. ومن السلم!

  مصر اليوم -

الخوف من الحرب ومن السلم

بقلم - رضوان السيد

في السنوات الأخيرة كان الخوف من الحرب قاصراً على أوروبا بعد الحرب الروسية الأوكرانية. وقد حسب الأوروبيون أن روسيا إن فازت في أوكرانيا فستهاجم دول البلطيق وربما مولدوفا وقد كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي. ولذا فقد لجأ معظم الأوروبيين إلى الولايات المتحدة، واندفعوا باتجاه «الناتو» الذي دخلت إليه دولتان أوروبيتان جديدتان هما فنلندا والسويد.
وتدفق السلاح وتدفقت الأموال على أوكرانيا التي صمدت لكنها ما استعادت شيئاً من الأقاليم التي اجتاحتها روسيا. وبعد سنتين ونيف تعب الأميركيون وانقسم رأيهم العام، وتعب الأوروبيون وانقسمت دولهم الثماني والعشرين بين مُريدٍ لاستمرار الدعم، ومُريد لإيقاف الدعم.
في حين تحمس الرئيس الفرنسي وقال باحتمال إرسال جنود فرنسيين للقتال في أوكرانيا! قليلةٌ هي الجهات في أميركا وأوروبا التي حاولت فهم روسيا (القديمة الجديدة). والجهل والتجاهل صديقَا الخوف وحليفاه. وعندما تصاعدت المخاوف بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، لم تذكر الأوروبيون المخاوفَ العميقة التي ساورت الروس على مصيرهم عندما انهار الاتحاد السوفييتي (1990). ولذا كان هناك مَن قال إنّ المخاوف المتبادلة لا يعالجها غير حوار العقلاء أو وساطة الحكماء.
لقد بلغت أوروبا ذروة العمران والحياة الرغدة، بحيث طمحت شعوب وشعوب في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية إلى الهجرة نحوها، وصارت الهجرة أكبر مشكلاتها حتى بدأت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فانصرف الأوروبيون عن كل شيء إلا اتقاء «الخطر» الروسي. الإعلاميون الفرنسيون وبعض المفكرين لا يحبون الأميركيين أو بالأحرى السياسات الأميركية. لذا يخرج من بينهم دائماً أُناس يدينون السياسات الأميركية في العالم، واليوم تجاه الحرب الروسية الأوكرانية.
أشهر هؤلاء الآن إيمانويل تود الذي نشر مؤخراً كتابه «فشل الغرب»، وهو لا يحمل فيه على ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بقدر ما يحمل على الولايات المتحدة. وفي نظره أنّ الغربيين لو بذلوا جهداً في فهم روسيا، لما اجتاحهم الخوف من هجوم روسي متوهَّم، إذ كانوا دائماً هم العدوانيين وليست روسيا! وانتشر الخوف من الحرب عندنا بعد نشوب حرب غزة، إذ تحركت عدة تنظيمات مسلحة، في لبنان والعراق واليمن، بحجة دعم غزة. ولذا انتشرت المخاوف من الحرب في أنحاء دول المشرق. وبخاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وتعود مخاوف سكان تلك الدول من الحرب إلى أن الميليشيات أقوى من الدول في تلك الديار، وبذا فقرار الحرب والسلم بيدها.
وهي حين تهاجم الإسرائيليين أو الأميركيين، لا تستطيع حماية المدنيين الذين تتحرك بينهم، وفي كل وقت يرد الإسرائيليون بأنهم سيوسعون النزاع، ويتهجر السكان من جنوب لبنان والقصف يلاحقهم. وقد شهدت البلدان الأربعة وغزة نزاعاتٍ وحروباً من قبل عانى السكانُ جرّاءها وما يزالون، ولذا فهم معذرون إذا خافوا الآن استناداً للتجارب السابقة. المفروض أنه لا يحب الحربَ أحدٌ، ولذا ينتظر الأكثرون أن تخمد.
بيد أنّ المراقبين، أو بعضهم على الأقل، يقولون إنّ هناك مصالح حاكمة لأطراف في إسرائيل تجعلها تحبذ استمرار الحرب حتى لا تتعرضَ للمحاسبة والمسؤولية. كما أنّ هناك أطرافاً أخرى وراء الميليشيات المقاتلة ضد إسرائيل تريد الإفادة من الحرب قبل حلول السلم. وهكذا هناك أطراف خائفة من السلم قبل تحقق الأغراض، في حين تريد شعوب المنطقة سلاماً لا خوف فيه ولا تهديد.
*أستاذ الدراسات الإسلامية -جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخوف من الحرب ومن السلم الخوف من الحرب ومن السلم



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon