توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العام الجديد بين الانسدادات والآفاق

  مصر اليوم -

العام الجديد بين الانسدادات والآفاق

بقلم - رضوان السيد

يواجه مشرق العالم العربي الذي صار تعبير الشرق الأوسط يغلب عليه تحدياتٍ كبرى على مشارف العام الجديد. وأكبر هذه التحديات في المنظور الحرب المشتعلة في غزة وفلسطين. بيد أنّ الأمر لا يقتصر على ذلك.
فمن حول فلسطين هناك الوضع في لبنان، والذي لا يقتصر أيضاً على الحرب على الحدود الجنوبية للبلاد، رغم وجود الجيش والقوات الدولية؛ بل هناك الأزمة الداخلية المتطاولة وتتمثل في استمرار الانهيار الاقتصادي والمعيشي، وتعذُّر انتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية وقد مضى عامٌ ونيف على الفراغ في المنصب، والسلطة التنفيذية متمثلة بالحكومة القائمة هي سلطة تصريف أعمال. وفي سوريا تتجمد الأزمة التي مضى عليها أكثر من عشرة أعوام.
وإذا التفتنا إلى الجهة المقابلة أو البحرية نجد أنّ اليمن ما يزال مقسَّماً بين سلطتين، وتشتعل أزمةٌ جديدةٌ بالتعرض لأمن التجارة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب. وهذا إلى الانقسام في ليبيا بين حكومتين منذ أكثر من عقدٍ أيضاً، ونشوب حربٍ داخلية هائلة في السودان.
ولطالما زعم مراقبون كثيرون أنّ الآفاق في المنطقة لا تنفتح إلا على وهج الحرب. ومع أنّ الأمر ليس مسلَّماً لهذه الناحية بسبب الخسائر الفاجعة في الإنسان والعمران، والتي تحدثُها الحروب؛ فإنّ الأوساط السياسية العربية والدولية تتحدث بشأن فلسطين عن «حلّ الدولتين» الذي يؤمل من وراء الوصول إليه انتهاء الحروب على فلسطين والمستمرة منذ سبعة عقودٍ ونيف.
العرب والأميركيون والأوروبيون يتحدثون عن الدولتين أفقاً للخروج من الحروب. في حين لا يقول الإسرائيليون شيئاً حتى الآن. وهذا الحلّ واعدٌ لأهمية الجهات التي تدعمه ولأنّ أحداً في العالم ما عاد يرغب في استمرار سفك الدم لدى عدة أطراف وليس لدى الفلسطينيين والإسرائيليين فقط. ومع ذلك يبقى الحلّ المفترض معقَّداً ومركَّباً. فلا بد من إعادة التوحيد بين القطاع والضفة والقدس، والنظر في مصير «حماس» وقدرات السلطة الفلسطينية، وإعادة الإعمار.. والتفاوض على الحلِّ النهائي ومشكلاته. إنّ الأهم الآن أن يتوقف القتال على رؤوس الأطفال وأجسادهم الغضة.
وعلى أي حال، هذا أفقٌ للسلام ما كان من الضروري أن تنشب هذه الحرب الهائلة من أجل النظر في إحقاقه! وأكبر الأدلّة على ذلك النشاط السلمي الكبير الذي فتح آفاقاً شاسعةً دونما عنفٍ أو نزاع رغم أنه ملفٌّ عالميٌّ قد يكون أكثر خطورةً على مصائر العالم – وأعني به مؤتمر «كوب 28» الذي انعقد بدولة الإمارات لطرح حلولٍ بعيدة المدى لمشكلات تغير المناخ. لقد تطلب الأمر إعداداً طويلاً، كما تطلَّب حنكةً دبلوماسيةً استراتيجية لأنه يقتضي شراكةً عالميةً فيها الكبار المتنافسون، وفيها الأوساط والصغار الذين ما عاد من الممكن الاستغناء عن قدراتهم وإراداتهم ومراعاة مصالحهم. وبالفعل فإنّ النتائج لمؤتمر الأسبوعين الحافلين ستكون لها تأثيراتٌ على سلام العالم وسلامته وأمنه.
لدينا إذن نموذجان لصنع السلام والتعاون. النموذج الأول الذي تُجرَّبُ فيه سائر أنواع الأسلحة بما في ذلك سلاح الإغراق للأنفاق بالمياه بحيث يهلك من لم يهلكْ بالأسلحة الفتاكة؛ ليجري بعد هذا الهول الهائل التفكير بتجاوز العنف إن أمكن. والنموذج الثاني يتمثل في استخدام كل الإمكانيات المعرفية والتكنولوجية والمادية من أجل تأمين سلامٍ وسلامةٍ للبشرية بدون تفرقةٍ بين شعبٍ وآخر، بل اعتماداً على حق كل البشر في الحياة الحرة والكريمة والمستقرة، حياة الصحة والاستدامة والأمن المجتمعي والإنساني.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العام الجديد بين الانسدادات والآفاق العام الجديد بين الانسدادات والآفاق



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon