توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السماك.. في الحوار وتجديد الخطاب الديني

  مصر اليوم -

السماك في الحوار وتجديد الخطاب الديني

بقلم - رضوان السيد

حصل الأستاذ محمد السماك على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام. ولخمسة عقودٍ أو أكثر عمل الأستاذ السماك على ملفين مؤثرين: الحوار الإسلامي المسيحي، وتجديد الخطاب الديني. وكما هو معروف لدى المتابعين فهو منذ مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي يشغل منصب رئيس لجنة الحوار الإسلامي المسيحي في لبنان بالتناوب مع الأمير شهاب. وكان المفتون ورؤساء الوزارة يعتبرونه مفوَّضَهم لدى لجهات المسيحية، وقد أسهم حتى وقتٍ قريب في الترتيب للقمم الروحية التي كانت تجري في لبنان.
ورجالات الجيل الماضي وبعض رجالات الجيل الحاضر من كبار علماء رجال المسيحيين يودّونه ويأخذون برأيه فيما يتعلق بقضايا التواصل والحوار بين الأديان. وقد شارك الأستاذ محمد السماك منذ أواسط التسعينيات في مؤتمرات الفاتيكان وسانت أجيديو. وقد ظلت له دائماً محاضرات مكتوبة في مختلف الدورات التي عقدتها هذه المؤتمرات.
وقد عمل خصيصاً منذ العام 2007 في اللجنة التأسيسية لمبادرة الملك عبد الله لحوار الأديان والثقافات، والتي اتخذت من فيينا في النمسا مقراً لها قبل أن ينتقل مقرها أخيراً إلى مدينة برشلونة في إسبانيا. ومنذ العام 2014 عَين الشيخُ عبد الله بن بيه السماك عضواً في مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم في أبوظبي، وقد حضر جميع مؤتمراته وأسهم في أعمالها. كما شارك في مجلس الحكماء وأسهم في التحضير للمؤتمر الذي أُعلنت فيه وثيقة الأخوّة الإنسانية بين قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، في أبوظبي عام 2019. محمد السماك خبيرٌ بدبلوماسيات العلاقات والحوار، وبارعٌ في ترتيب التوافقات، والتوصل إلى الإعلانات والبيانات التي تقرّب بين الأطراف، وبخاصةٍ في الجانب الإسلامي المسيحي على المستويات اللبنانية والعربية والعالمية. وقد أخبرني الأستاذ فيصل بن معمر الأمين العام السابق لمبادرة الملك عبد الله أنّ الملك الراحل هو الذي اختار السماك لعضوية لجنة المبادرة
. وسمعتُ ثناءً عليه من الشيخ عبد الله بن بيه ومن شيخ الأزهر. وقد جمع السماك دراساتِه الحوارية في عدة كتبٍ لقيت رواجاً واهتماماً واسعي النطاق. أما المجال الثاني الذي ترك فيه محمد السماك أثراً طيباً ملحوظاً فهو مجال الخطاب الديني المعاصر، استناداً إلى تأويلٍ واسعٍ للقرآن الكريم، باتجاهيْ التجديد والتعدد.
وقد كانت جرأته لافتة، ولذا فإن عدداً منا استأنس وارتأى السير في اتجاهه وبخاصةٍ في مقولات العلاقة مع المسيحيين والخطاب الديني العام.وقد أوصلته ثقافته الواسعة للعناية بحركات الإنجيليين الجدد في الولايات المتحدة الأميركية، وبمسائل القيامة والهرمجدّون.. فترجم وألّف في هذا المجال أعمالاً في غاية الأهمية. كما كانت له إسهاماتٌ في مواجهة الأصوليات المتطرفة، لا سيما بعد العام 2015. محمد السماك مثقفٌ بارزٌ وعاملٌ قديم في الصحافة والإعلام. وهو قارئٌ كبيرٌ لكل الجديد في الشأن العالمي، والشؤون العربية والإسلامية.
وقد كان طوال حياته الطيبة والودودة كثير الأصدقاء والأصحاب. أعرفُه منذ مطلع عقد الثمانينيات من القرن الماضي، وأستفيدُ من مطالعاته ومبادراته. وتأتي جائزة الملك فيصل تتويجاً لجهوده الكبيرة والكثيرة والثرية في مجال حوار الأديان على الخصوص، وفي حقل تجديد الخطاب الديني بصفة عامة.
*أستاذ الدراسات الإسلامية - جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السماك في الحوار وتجديد الخطاب الديني السماك في الحوار وتجديد الخطاب الديني



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon