توقيت القاهرة المحلي 09:13:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زلازل سوريا وتركيا.. والموقف الإنساني

  مصر اليوم -

زلازل سوريا وتركيا والموقف الإنساني

بقلم - رضوان السيد

واجهنا وواجه العالَم في السنوات الأخيرة ثلاث كوارث: وباء «كوفيد - 19»، والسيول الهائلة، والزلازل. وفقدت البشرية ملايين الضحايا بسبب الوباء. وما كانت السيول في مختلف أنحاء العالم، وبخاصة في السودان وباكستان، سهلةً على الإطلاق. إنما رغم ذلك فإنّ الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا كان الأشدّ هولاً، وبخاصةٍ أنه جاء في فصل الشتاء القارس. في زمن «كورونا» ما انقطع الأمل في إيجاد علاج أو دواء، وكان من الممكن للمقتدرين أن يدخلوا المستشفيات وأن يستعيدوا عافيتهم بنسبة 50% كما قيل.
وكان الوباء أكثر «عدالة» كما يقال، فلم يفرّق بين غني وفقير، ولا بين دولٍ مختارة وأخرى ليست من أهل الاختيار. إنما يبقى أنه كان هناك نوع من المفاجأة في أسباب حدوث الداء والوباء، وكيفيات انتشاره. ما انتهى الوباء، بل تعددت أنواعه وأعراضه، ويبدو الآن أنه كان موجة عاصفة أو تسونامي جرى تجاوز قسمه الأعظم. والسيول مصيبةٌ كبرى، فهي تجتاح مساحات شاسعة، وحتى في مناطق كانت تعاني الجفاف والقحط.
إنما الهرب منها ممكن، مما يخفف الخسائر في الأرواح، لكن سيكون هناك خراب كثير وتخريب كثير. ولذا فإنّ السيل ينتهي ولا تنتهي آثاره في تخريب منازل الفقراء الهشة وتهجيرهم. وتأتي فظاعة الزلازل في حدوثها فجأة. والمفروض أنه يمكن قياسها والتنبؤ بها، إنما لا ندري لماذا كانت المفاجأة كاملة في حالتي تركيا وسوريا. فبالإضافة إلى الخراب والتهجير، هناك بالدرجة الأولى الموت تحت الأنقاض بلا حساب.
ولأنّ الزلزال التركي السوري حدث في الرابعة والنصف صباحاً، فقد كان نصيب ونصاب القتل بين الأطفال والنساء كبيرات السن هو الأعلى والأفظع! وسيزيد عدد القتلى في تركيا بالتأكيد على العشرين ألفاً، وفي سوريا على العشرة الآلاف. وفي سوريا، وبالذات في مناطق الشمال والشمال الغربي، قد لا نعرف عدد المفقودين حقاً.
الجميع يشكو والأهوال تستدعي ذلك، لكنّ الرئيس التركي قال إنّ المساعدات جاءت لبلاده من سبعين جهة، ومنها بالطبع جهات عربية متعددة. أما في سوريا، فكان الإقبال على المساعدة أقلّ باستثناء الدول العربية التي لم تفرّق بين الشمال والجنوب، مثل المؤسسات الدولية. وكما هو معروف في كل الزلازل، فالهول هَولان: هَول الفقدان المباشر، ثم هول الخراب والتهجير. وكما في الحرب المستمرة في سوريا منذ عام 2011، فهناك خراب قائم، وملايين الناس المهجّرين.
والمؤسف أنّ تركيا استقبلت ملايين اللاجئين الفارين من سوريا، وبعضهم يلقون الهلاك الآن في مواطن تهجيرهم. أما في سوريا، فسمعت ناجياً يقول إنّ أُسرته هلكت وهم مهجَّرون مرتين! أردوغان الذي أمامه معركة انتخابية على منصبه قال إنه سيصلح ويبني كل شيء خلال عام. لماذا تحدث هذه الكوارث؟ في حالتي «كورونا» والسيول، يقال إنّ ثمة أسباباً إنسانية وبيئية.
وبخصوص «كورونا» اتهموا الصين، رغم أنها كانت أكبر المتضررين. لكن في حالة السيول يتهمون الوضع أو الاختلال البيئي والتغير المناخي، وللإنسان يدٌ بارزةٌ فيه. وقد جرت مؤتمرات كثيرة وعهود وعقود.. وليس من المعروف هل تكون لذلك جدوى؟ ويقال: لأنّ الضرر من الأوبئة والسيول عالمي، فإنّ العالَم المقتدر يهتم أكثر فأكثر. لكن ما الذي سيصل إليه الأمر؟ هذا ما لا نعرفه! وتبقى الزلازل التي يعرف العلماء عنها الكثير، لكنهم يصفونها فقط ولا يستطيعون منع حدوثها.
ويقولون: هذه الناحية تقع على «فالقٍ زلزالي»! وهو تعبيرٌ مخيف، لكن التنبؤ بدقة أمر مشكوك فيه. البؤس الإنساني لا ينتهي. وغير المؤمن يتحدث عن غدر الطبيعة، أما المؤمنون فليوذون برحمة الله ولطفه. أعان الله الأتراك والسوريين على هذا البلاء الكارثي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زلازل سوريا وتركيا والموقف الإنساني زلازل سوريا وتركيا والموقف الإنساني



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon