توقيت القاهرة المحلي 20:23:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استقبال العام الجديد.. وهل يمكن التوقع؟

  مصر اليوم -

استقبال العام الجديد وهل يمكن التوقع

بقلم - رضوان السيد

هي عادةٌ لدى قُدامى الكُتاّب أن يحاولوا التوقع للعام الجديد، في ضوء أحداث العام الفائت بالغة الكثرة وبالغة التداعيات.
أهمُّ أحداث العام 2022، بلا شكّ، الحرب الروسية في أوكرانيا. وهي حربٌ ما توقع كثيرون أن تحدث، كما لم يتوقع كثيرون مجرى الأحداث ومفاجآتها. في أول شهرين من الحرب توقّع كثير من الخبراء انتصاراً سريعاً لروسيا التي وصلت قواتُها إلى مشارف العاصمة الأوكرانية كييف.
لقد تذكر الجميع كيف انتصرت روسيا عام 2014 وضمت شبه جزيرة القرم. لكن بفضل صمود القيادة الأوكرانية ووحدة الشعب من خلف الجيش، اضطرت روسيا للتراجع وتحديد أهداف الحرب («العملية الخاصة») بالاستيلاء على منطقتي دومباس. لكنْ حتى هذا الهدف لم يتحقق بالكامل. فهناك نواحٍ من دومباس ما أمكن لروسيا احتلالها، وهناك مدن وبلدات عبر نهر دنيبر استطاع الجيشُ الأوكراني استعادتَها. ولذا قامت روسيا بثلاثة إجراءات: شن هجمات صاعقة في سائر أنحاء أوكرانيا مستهدفةً البنى التحتية بالطائرات المقاتلة والمسيرات المتطورة.
والإجراء الثاني: استدعاء مئات الآلاف من الاحتياطي للخدمة الفورية. والإجراء الثالث: توسيع نطاق الحرب بحيث تجري على ثلاث جبهات من بينها جهة بيلاروسيا. وحتى الآن استمرت الولايات المتحدة ومعها الأوروبيون في إمداد أوكرانيا بالأسلحة والمساعدات اللوجستية والإنسانية. لكن ما هو المنتظر في هذا الشتاء وما بعده؟ المنتظر مَهول ومأساوي على أوكرانيا وروسيا، وعلى بقية العالم أيضاً لجهات عديدة: الطاقة والغذاء والانقلابات الاستراتيجية.
وأسوأ ما في الأمر أنه ليست هناك حتى الآن مبادرات يمكن ذكرها لإحلال السلام! أما الظاهرة الثانية في أحداث عام 2022، والتي ستكون لها عواقب في عام 2023، فلها علاقة بالحدث الروسي الأوكراني، وإن لم تكن ناجمةً عنه، وأعني بها الانقسام بين الولايات المتحدة والصين.
منذ أيام أوباما عندما كان يقوم يما يشبه عملية الانسحاب من الشرق الأوسط ويُجري الاتفاق النووي مع إيران، قيل إنّ هذا التحول الاستراتيجي يعود إلى انصراف الولايات المتحدة لمواجهة الصين في بحر الصين وفي المسائل التجارية وفي التحرك الاستراتيجي في العالم. وفي أيام ترامب تصاعد الحديث عن العقوبات التي تفرضها أميركا على الصين. أما أيام بايدن فإنّ الأمر لم يقتصر على العقوبات الوحيدة الجانب، بل تصاعدت المواجهة شبه العسكرية أيضاً في بحر الصين الجنوبي ومن حول تايوان: الولايات المتحدة تعلن عن تزويد تايوان بالسلاح المتطور، والصين تزيد يومياً من تحركاتها في المنطقة بحراً وجواً.
وفي حين تبدو الولايات المتحدة حادّةً في المواجهة مع روسيا ومع الصين، فإنّ الأوروبيين الذين يواجهون روسيا مع الولايات المتحدة، لا يبدون متحمسين لمواجهة الصين تجارياً أو عسكرياً. وكذلك الأمر مع بقية العالم، حيث عُقدت مؤخراً في مدينة جدّة السعودية قممٌ سعوديةٌ صينية وخليجيةٌ صينيةٌ وعربيةٌ صينيةٌ، وتزايد الحديثُ حول الشراكات الاستراتيجية مع الصين. وشغلت الحربُ الروسية الأوكرانية العالمَ، وأدت إلى اضطراب سلاسل الإمداد بالطاقة والغذاء، وآذنت بتحولات استراتيجية تبدأ بروسيا لكنها تنتهي أو تستمر وتتصاعد مع الصين وتفوقها الاقتصادي والعسكري. وجاءت الحرب واضطراباتها بعد سنوات كورونا القاسية.
وعندنا في العالم العربي عدة أزمات لا يُتوقع تحسُّن فيها خلال عام 2023، وذلك في كل من سوريا واليمن ولبنان وليبيا. هناك مفكران فرنسيان هما دومينيك فيدال وبرتران بادي يكتبان كل عام عن أوضاع العالم، وقد أصدرا في نوفمبر الماضي كتاباً بعنوان «لن يعود العالَم كما كان»!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استقبال العام الجديد وهل يمكن التوقع استقبال العام الجديد وهل يمكن التوقع



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 10:53 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يترأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 01:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النيابة العامة تُغلق ملف وفاة أحمد رفعت وتوضح أسباب الحادث

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يتأهل لربع نهائي دوري مرتبط السلة علي حساب الزهور

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز اتجاهات الديكور التي ستكون رائجة في عام 2025

GMT 22:30 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

5 قواعد لإتيكيت الخطوبة

GMT 14:43 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك وطه دسوقي يجتمعان في "ولاد الشمس" رمضان 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon