توقيت القاهرة المحلي 20:37:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المبادرات العربية واستقبال الجديد

  مصر اليوم -

المبادرات العربية واستقبال الجديد

بقلم - رضوان السيد

تتقدم مبادرات المصالحة والإصلاح في الشأن العربي. وتنهض لذلك عدة دولٍ عربيةٍ، منها السعودية والإمارات ومصر وعُمان والأردن. وقد تزايد زخم المبادرات بعد الاتفاق بين السعودية وإيران في الصين على استعادة العلاقات الدبلوماسية، والنظر في إمكانيات التشارك في مقارباتٍ تصالحية للمشكلات.
وكانت بين أولى مبادرات التصالح والسلام العودة إلى المفاوضات في اليمن من أجل تجديد الهدنة. وكانت من أولى النتائج إطلاق سراح مئاتٍ من الأسرى بين الحكومة الشرعية والحوثيين بمساعٍ سعوديةٍ وعُمانية ودولية. ومع أنّ التقدم بطيءٌ لكن المساعي مستمرةٌ من سائر الأطراف. وقد توقف القتال رغم أنّ الهدنة لم تتجدد رسمياً. بيد أنّ الآمال في التقدم لجهة إحلال السلام لا تزال قوية وبالحركة الدولية والسعودية والأميركية.
أما وقائع المصالحة الأخرى والتي تقدمت خطوات، فتمثلت باستعادة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وعددٍ من الدول العربية. وبعد زياراتٍ متبادلة بين جدة ودمشق وعمّان، اجتمع مجلس وزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية بالقاهرة، حيث تقررت إعادة سوريا إلى الجامعة، ودعوة الرئيس السوري من جانب الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مؤتمر القمة العربية بجدة في هذا الشهر. وترافق ذلك مع محادثاتٍ بين الأردن ودمشق على تحسين العلاقات بينهما والعمل على تحصين الحدود والحماية من التهريب، كما الحديث في مسألة إعادة اللاجئين السوريين بالأردن إلى وطنهم.
وخلال ذلك، نشب القتال بالسودان بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، والذي كانت نتائجه حتى الآن كارثية من حيث القتلى والجرحى ومغادرة البعثات الدبلوماسية والأجانب للبلاد، وتهجير مئات الآلاف من المدنيين السودانيين إلى البلدان المجاورة.
ومنذ أيام، وقد تعددت الوساطات لوقف القتال، وبمبادرةٍ من السعودية والولايات المتحدة، ذهب وفدان من الطرفين إلى جدة لمحادثاتٍ تفاوضية بشأن وقف النار، واستعادة السلام، والعودة لإكمال المرحلة الانتقالية التي تضمن عودة البلاد إلى الحكم المدني. وينشب قتالٌ بين إسرائيل و«الجهاد الإسلامي» بغزة، فتتدخل مصر وتأمل بنتيجة ذلك استحداث «هدنة طويلة» بين الطرفين.
أحداث السودان وفلسطين مؤسفة، وتحالف الاتجاه العام للاستقرار والتسوية. إنما الجديد فيها كلها أنّ العرب عادوا طرفاً مبادراً وفاعلاً، بعد سنواتٍ من غياب الطرف العربي عن الفعالية في الحلول للمشكلات العربية، وغلبة التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن العربي. ففي سوريا والتي سيطر في النظر إلى مشكلاتها الإيرانيون والأتراك والروس لسنوات، يتدخل السعوديون والإماراتيون والأردنيون لمقاربة القضية من وجهة نظرٍ عربية. وهذا الذي دفع الرئيس السوري إلى الترحيب بعودة العمل العربي المشترك.
وفي اليمن، يشتغل السعوديون والعُمانيون من أجل السلام، بعد أن مضت سنوات لا يتوسط فيها بين المتخاصمين غير الجهات الدولية. والجديد أن مصر تستمر في العناية بالشأن الفلسطيني، بينما مضى الطرفان السودانيان المتنازعان إلى جدة للتفاوض.
في هذه الظروف، حيث ما تزال المشكلات قوية بعد سنواتٍ من الفوضى والحروب والنزاعات، يبدو أنّ مؤتمر القمة العربي الذي سيعقد بجدة بالسعودية، وبهذه الروحية الجديدة، ستكون له آثار إيجابية على العمل العربي المشترك، وعلى رؤية العالم للعرب، في زمن الصراعات الدولية التي لا تنتهي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المبادرات العربية واستقبال الجديد المبادرات العربية واستقبال الجديد



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 10:53 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يترأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 01:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النيابة العامة تُغلق ملف وفاة أحمد رفعت وتوضح أسباب الحادث

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يتأهل لربع نهائي دوري مرتبط السلة علي حساب الزهور

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز اتجاهات الديكور التي ستكون رائجة في عام 2025

GMT 22:30 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

5 قواعد لإتيكيت الخطوبة

GMT 14:43 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك وطه دسوقي يجتمعان في "ولاد الشمس" رمضان 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon