توقيت القاهرة المحلي 18:47:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وقائع حوارٍ لبناني لم يحصل!

  مصر اليوم -

وقائع حوارٍ لبناني لم يحصل

بقلم - رضوان السيد

 أسفرت الجلسة الثانية عشرة لمجلس النواب اللبناني لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية عن انسدادٍ جديد. فقد اكتمل نصاب الثلثين وحصل التصويت فاجتمعت المعارضة على اختيار «جهاد أزعور» الذي حصل على تسعة وخمسين صوتاً بينما الضروري للفوز خمسة وستون. في حين حصل مرشح الثنائي الشيعي وأنصاره «سليمان فرنجية» على واحد وخمسين صوتاً. أنصار المرشح أزعور معظمهم من المسيحيين فالدروز فالسنّة، وأنصار المرشح فرنجية معظمهم من المسلمين (سبعة وعشرون من الشيعة، وعشرة من السنة، والبقية من المسيحيين).
وبحسب الدستور كان على رئيس مجلس النواب أن يعقد جلسةً ثانيةً يتجدد فيها التصويت. ولو فعل لحصل مرشح المعارضة أزعور على الأصوات الستة التي تلزمه للفوز. لكنّ الرئيس لم يفعل، بل أعلن انتهاءَ الجلسة لفقد النصاب. وهو التكتيك الذي اتبعه رئيس المجلس في الجلسات السابقة. لقد كانت غالبية المعارضة تصوت لمرشح لا يتجاوز الخمسين، بينما يصوت الثنائي الشيعي وأنصاره بأوراقٍ بيضاء. ثم يعلن الرئيس فقدَ النصاب وتأجيل الاجتماع. الفرق هذه المرة أن مرشح المعارضة اقترب من الفوز، بينما اضطر الرئيس حتى لا ينهزم مرشحهم إلى تهريب النصاب وتأجيل الجلسة.  
  بعد كل جلسةٍ كان رئيس المجلس يدعو للحوار والتوافق. وهذا يعني التوصل لمرشحٍ ثالثٍ لا يُعتبر مرشح مواجهة. لكنّ الواقع أن الثنائي الشيعي مرشحه ثابت منذ البداية، وهو يريد من الآخرين، كل الآخرين، التوافق عليه (!)، وهو الأمر الذي حصل عام 2016 حيث ظل «حزب الله» مصراً على مرشحه الجنرال ميشال عون سنتين ونصف السنة، ولم يفتحوا مجلس النواب إلّا لانتخابه بعد إرغامٍ للتوافق عليه!
    معظم النواب المسيحيين (وعددهم 64) مصرُّون هذه المرة على الوقوف في وجه مرشح «حزب الله» وحركة «أمل». وهؤلاء بدورهم مصرون على التعطيل حتى يعيد التاريخُ نفسَه وتنتخب الأكثريةُ مرشحَهم بحجة أنهم يريدون رئيساً تطمئن إليه «المقاومة» (!).
والمرشح أزعور خبير مالي واقتصادي بارز، بينما فرنجية من عائلة سياسية، وعضو الطبقة السياسية منذ أيام الحرب الأهلية، ومعروفٌ بالصداقة لسوريا أباً عن جد.
   يقتضي الحوارُ المفتوح الذي يطالب به الجميع، دونما اتفاقٍ على مضامينه ومقتضياته، أن يكون بدون شروطٍ، بل يدور حول ميزات المرشحين لدى سائر الأطراف وقد صاروا معروفين، كما أنّ آراءهم معروفة، وكذلك ما يعرضه كلٌّ منهم للخروج من الأزمة.
والواقع أنّ كلا المرشحين ليس عنده عداوات مستقرة، إنما يتميز أزعور على منافسه بأنه خبير كبير في الشأن المالي، ويعمل في صندوق النقد الدولي، ويحظى بدعم دعاة التغيير لأنه ليس من الطبقة السياسية التي استشرى في أوساطها الفساد.     وعندما يدعو رئيس المجلس نبيه برِّي للحوار فالمفروض أن يكون حراً، بينما هم يريدونه من أجل «التوافق» على فرنجية وحسْب.  
  ويسمّي المؤرخون القضايا التاريخية الكبرى قضية أو مسألة مثل الدولة العثمانية في زمان انحطاطها، والقضية الفلسطينية اليوم. ويكتسب لبنان هذا الاسم لكثرة الأزمات فيه، أي أنه قضية أو مسألة يجري الاختلاف على كل المسائل فيها. وما حصل الحوار الذي يرغب فيه الجميع، لأنّ كل الأطراف، وبخاصة الثنائي الشيعي، مصرون على مرشحهم ولا يتراجعون عنه.
*أستاذ الدراسات الإسلامية -جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقائع حوارٍ لبناني لم يحصل وقائع حوارٍ لبناني لم يحصل



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 13:18 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon