توقيت القاهرة المحلي 19:48:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان والأمل الذي لا شفاء منه!

  مصر اليوم -

لبنان والأمل الذي لا شفاء منه

بقلم - رضوان السيد

عدتُ إلى لبنان في إجازة الربيع، فشهدتُ الاشتباكات في كل شيء وعلى كل شيء.. من الصراع على التوقيت الصيفي أو الشتوي، إلى صراعٍ على صفقةٍ لزيادة مباني المطار أو توسيعه، إلى إضراباتٍ لمتقاعدي الجيش، إلى الإضراب المتمادي لموظفي شركات الاتصالات وتهدد البلاد بانقطاع الإنترنت. وفي الآونة الأخيرة، فإنّ الإضرابات سببها المطالبة بزيادة المرتبات التي لم تعد تُساوي شيئاً بعد الانهيار النهائي لليرة اللبنانية. ويتنافس الناس أمام الفضائيات بالشكوى من غلاء الأسعار تارةً ومن الجوع تارةً أخرى في رمضان!
وهناك المشكلتان الرئيسيتان اللتان لم يجدْ لهما البرلمانُ وحكومةُ تصريف الأعمال حلاً.
البرلمان مهمته الحاضرة والوحيدة، حسب الدستور، انتخاب رئيس جديد للجمهورية. لكنّ رئيسه قرر إقفاله بعد أحد عشر انعقاداً، دونما قدرة على الوصول لانتخاب الرئيس العتيد. الثنائي الشيعي (حركة «أمل» و«حزب الله») رشَّح النائب والوزير السابق سليمان فرنجية للرئاسة. لكنهما لا يملكان الأكثريةَ اللازمةَ لانتخابه. بيد أن معظم النواب المسيحيين يعارضون هذا الترشيح مع عدم الاتفاق على الخيار البديل. ولذا عندما كان البرلمان يجتمع، إما أن يقاطع الاجتماعَ الثنائيُّ الشيعيُّ، أو يقاطعه المعارضون لانتخاب فرنجية.. وفي الحالتين يتعذر الانعقاد!
أما رئيس الحكومة فهو عاجزٌ أمام مطالب إضرابات مختلف الفئات، لأنّ الخزينة مفلسة ولا تستطيع الاستجابة لمطالب الزيادات من سائر الفئات. بيد أن رئيس الحكومة عاجزٌ عن أداء مهمةٍ أكبر، وهي الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على تقديم قرض للبنان لإخراجه من الأزمة. صندوق النقد يطالب منذ سنتين بالإصلاحات التي تؤهّل لبنان للحصول على القروض من الصندوق. والحكومة لم تتقدم خطوةً في هذا السبيل. ولا يمضي أسبوع إلاّ وتتلقى الحكومةُ ورئيسُها تأنيباً من صندوق النقد أو من الاتحاد الأوروبي أو من الولايات المتحدة. بل وتأتي وفودٌ من الجهات الثلاث للمطالبة بنفس المطالب تقريباً ولا من مجيب. وما عاد رئيس الحكومة يكلّف نفسَه مشقةَ الرد أو التوضيح، سواء لجهة عدم السير في الإصلاحات، أو ماهي خطته (وهو رئيس السلطة التنفيذية) للخروج من المأزق.
إنّ هذا التعداد المملّ واليائس للتأزمات يعني في الوقت نفسه الانسدادَ وابتعاد الحلول. لكنّ الأمر لم يعد مقصوراً على ذلك. بل إنّ التأزمات تتحول إلى عنف ليس في الشارع فقط، بل في أوساط البرلمان والحكومة. وما يزال العنف بين النواب والوزراء كلامياً، لكنه يمكن أن يصبح عنفاً قاتلاً.
لماذا حصل ويحصل كل هذا؟ من المراقبين مَن يعيده إلى طبيعة النظام السياسي والذي تتعاقب فيه وعليه الأزمات كل عشر سنوات أو خمسة عشر عاماً. ومن المراقبين مَن يتجه للتفسير الوقائعي أو المباشر. فملف الكهرباء المقطوعة دائماً كان يمكن أن يجد حلاً قبل عشر سنواتٍ أو أكثر، وكذلك الإصلاحات.. لكنّ الجميع متورطون بحيث إنّ المضيّ خطوةً إلى الأمام يمكن أن يضر بأحد الأطراف فيعترض، حتى ولو كانت المصلحة الوطنية الضرورية تقتضي التوافق على الأساسيات.
لا أعرف مَن الذي قال لأول مرة العبارةَ: الأمل الذي لا شفاء منه! فلا يستطيع المرءُ إلاّ أن يعيش أملاً من نوعٍ ما بوطنه وبني قومه. لكنه يظل وسط هذه الظروف موقوفاً لأنه لا شروط له تؤدي إلى إمكان تحققه!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان والأمل الذي لا شفاء منه لبنان والأمل الذي لا شفاء منه



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 10:53 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يترأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 01:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النيابة العامة تُغلق ملف وفاة أحمد رفعت وتوضح أسباب الحادث

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يتأهل لربع نهائي دوري مرتبط السلة علي حساب الزهور

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز اتجاهات الديكور التي ستكون رائجة في عام 2025

GMT 22:30 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

5 قواعد لإتيكيت الخطوبة

GMT 14:43 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك وطه دسوقي يجتمعان في "ولاد الشمس" رمضان 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon