توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان ومشكلاته المتفاقمة

  مصر اليوم -

لبنان ومشكلاته المتفاقمة

بقلم - رضوان السيد

صارت معروفة في وسائل الإعلام الأحداث الطارئة والتي راكمت أحداثاً أُخرى توالت على مدى الأعوام الماضية في لبنان. فقد تبين أنّ رجلاً مات في قريةٍ مسيحية حدوديةٍ بالجنوب، وكان يُظنُّ أن وفاته ناجمةٌ عن سقوط سيارته في أحد الوديان، ثم تبين أنه مات اغتيالاً. وطرأ الحدث الأكبر قبل يومين عندما انقلبت شاحنةً كانت تنقل سلاحاً لـ«حزب الله» على مفترق طرقٍ وسط قريةٍ مسيحية، ثم حدثت اشتباكاتٌ بين أهل القرية وحرس السيارة الناقلة، نجم عنه سقوط قتيلين، أحدهما من الحزب والآخر من أهل القرية. وما تدخل الجيش - والحادث قرب وزارة الدفاع - إلاّ بعد ساعات. وهكذا حدث توترٌ شديدٌ في الأجواء شمل كلَّ البلاد. وكان إصرارٌ من جانب كل الزعامات المسيحية أنّ الحياة ما عادت ممكنةً على هذه الشاكلة، وسط انحلال كل مؤسسات الدولة، وإعراض الجيش عن حماية حيوات المواطنين.
إنّ هذا القتل بين الطائفتين يحصل ليس مصادفةً أو منفرداً
. فقبل أسبوع مرت ثلاث سنواتٍ على انفجار مرفأ بيروت الذي سقط بنتيجته 245 قتيلاً وتهدَّم أربعون ألف مبنى (كلياً أو جزئياً) في المدينة. واصطدم المسيحيون في أحياء بيروت المسيحية بمتظاهري «حزب الله» وحركة «أمل» عام 2021 عندما كانوا يمرون بأحيائهم للاحتجاج على التحقيق القضائي في تفجير المرفأ الذي استدعى عشرات من الشيعة وغيرهم، بينهم وزراء، لاتهامهم بالمشاركة أو التسبُّب في الجريمة. وخلال التظاهرات أُطلقت النار على المتظاهرين وقُتل منهم سبعة كلهم من الشيعة. لكن يبدو أنّ هذه الواقعة تسببت في إيقاف التحقيق في انفجار المرفأ بعد ثلاث سنوات على وقوعه عام 2020.
حوادث القتل والاغتيال التي تُثير الاشتباه ليست سلسلةً متصلة. بل تبدو متفرقةً ومتباعدةً. إذ آخِر قتلٍ في الجنوب كان قبل سنتين حين اغتيل الناشط لقمان سليم. وفي السنة الأخيرة ينصرف الاهتمام إلى انتخابات رئاسة الجمهورية، إذ أن المنصب شاغر منذ عشرة أشهر، ويريد الثنائي الشيعي فرض الوزير السابق سليمان فرنجية (بالانتخاب طبعاً!): «لأن المقاومة يظل ظهرها آمناً معه». في حين تصر الغالبية العظمى من المسيحيين على مرشحٍ آخر، وإن لم تستطع أن تجمع له أكثريةً حتى الآن. وبعلّة ذلك تحدث الجدالات في الإعلام يومياً. وتزداد الأجواء تسمماً، لتأتي حادثتا القتل فتدفعا بالتوتر إلى أقصى مداه.
وتختلف آراء المراقبين حول مدى خطورة ما يحدث، فهناك من يقول إنّ جبران باسيل (صهر الرئيس السابق)، يُجري مفاوضات مع الحزب، وقد يتفقان على ميزات للمسيحيين في النظام إذا منح باسيل تأييدَه لفرنجية في الانتخابات!
بيد أنّ هناك مَن يذهب إلى أنّ التوتر لا يزول بسهولة، وبخاصةٍ أنّ الأوضاع المالية والاقتصادية شديدة الصعوبة، وستبقى كذلك حتى لو جرى انتخاب رئيس جديد. ثم إنّ الأوضاع تتردى بين الأطراف الدولية والإقليمية. فالموقف الأميركي من الانتخابات شديد التشنج، وكذلك الدول الأخرى في مجموعة الخمس المهتمة بالشأن اللبناني. ولا يراعي وجهةَ نظر الحزب غير الجانب الفرنسي.
لا عودةَ بالطبع للحرب الأهلية، لأنّ أحداً غير الحزب لا يمتلك السلاح. لكنّ لبنان الذي نعرفه، سواء في عمرانه أو مرافقه أو طبيعته الخلاّبة، هو في طريقه إلى التضاؤل والتصدع إلى حدود مقاربة الخطر على الدولة والنظام.

*أستاذ الدراسات الإسلامية - جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان ومشكلاته المتفاقمة لبنان ومشكلاته المتفاقمة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon