توقيت القاهرة المحلي 18:47:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الأخوّة الإنسانية».. الفكرة العظيمة والشخصيات الكبيرة

  مصر اليوم -

«الأخوّة الإنسانية» الفكرة العظيمة والشخصيات الكبيرة

بقلم - رضوان السيد

أجرى حمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد» الزاهرة، مقابلةً متميزةً مع قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط مع الصحافة. وقد تداخلت في مقاربة قداسة البابا أفكارٍ بارزة عدة، أولاها الاعتزاز بوثيقة الأخوّة الإنسانية، والتي وُقعت بين البابا وشيخ الأزهر في أبوظبي بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبحضور المئات من شخصيات الحوار والتضامن في العالمين العربي والدولي.
بالنسبة للبابا فإنّ الوثيقة ليست فكرةً ومنطلقاً فقط، بل هي أيضاً مسارٌ لإحقاق مقتضيات الأخوّة عبر العالم، وهي تستجيب لأشواق البشرية وما تفتقده ويشكِّل إنقاذاً لها. أما الفكرة الأخرى، وقد تداخلت مع الأولى، ففيها حديث البابا عن مبادرة دولة الإمارات بالتخطيط للقاء الوثيقة، وللإنفاذ، ولاشتراع متطلبات الأخوّة والتسامح والتعايش، والمضيّ في سياساتها حول العالم.
فصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حوّل هذا المسار إلى سياساتٍ للدولة بالداخل، ومضى إلى الإقليم والعالَم، ومن جانبين: جانب الوساطة والتدخل السلمي لإحلال النهج التفاوضي والتسووي وتجاوز الخصومات والحروب، ومن جانب ثانٍ حيث تمضي دولة الإمارات في مكافحة البؤس والجوع والظلم في سائر أنحاء العالَم. البابا متأثر بالود والمحبة اللذين استُقبل بهما في الدولة والاستعداد لاحتضان المشروع كلّه. وهو لا ينسى مسيرة الدولة نحو خطوات الإنجاز بإنشاء بيت العائلة الإبراهيمية، وهو مشروعٌ لصالح السلام الديني، والإنجاز القيمي والأخلاقي.  
 كل مشروعٍ كبيرٍ يحتاج إلى شخصياتٍ كبيرةٍ، تَجرؤ على المبادرة وعلى وضع صدقيتها في الواجهة، ليعرف أهل السلام والأخوّة أنّ لهم أنصاراً مستعدين للتضحية وصنع المثال. البابا لم ينس أنّ دولة الإمارات ستحتضن Cop28 قريباً لمتابعة بحث أخطر المسائل على مستوى العالم وهي مسألة تغير المناخ.      لقد اعتبر البابا البيت الإبراهيمي «موطناً لاحترام التنوع الذي أراده الله ورسالةً تشهد على أنّ الإيمان يجب أن يغذي مشاعر الخير والحوار والاحترام والسلام».
    في هذا العالم الذي تملؤه الصراعات الاستراتيجية والاجتماعية والاقتصادية، ويتعاظم فيه البؤس والاتجاهات السلبية في أوساط الشباب، يعتبر البابا فرنسيس أنّ الإيمان بالله مصدر قيم الخير ومسؤولياته، ينبغي أن يدفع الشباب باتجاه أن يكونوا بُناةً للسلام لا صناعاً للموت أو العنف. فالدين -كما يأمل البابا- ينبغي أن يكون عاملاً من عوامل السلام والتعاون والتعايش والأخوّة، وليس عاملاً من عوامل التصادم والكراهية والعنف.  
  إنّ دعوة البابا فرنسيس للسلام وحسن الجوار والضيافة والاستجابة لنداءات التعارف والأخوّة، بدأت مع تولّيه كرسي الفاتيكان عام 2013.
ومنذ بدايات عهده كان حريصاً على مناداة المسلمين ليكونوا شركاء في الحوار الديني والإنساني. وفي كل رسائله السنوية كانت دعوته لتفهم المسلمين وكسب ثقتهم، والاندفاع معهم من أجل سلامهم وسلام العالَم وتقدمه.  
  وكما يتضح من مقابلة البابا مع صحيفة «الاتحاد»، فإنه وجد في دولة الإمارات وقيادتها استعداداً للدخول في هذا المشروع العالمي للتضامن والحوار الديني والإنساني انطلاقاً من مقولة الأخوّة التي التقى عليها مع شيخ الأزهر في أبوظبي. قال البابا في المقابلة إنه يوزع وثيقة الأخوّة على كل زواره، سعياً لبعث وعي عالمي بحقائق الأخوّة ومقتضياتها. وهو حديثٌ قرأتُ مثله للبابا في كتابه: «كلنا إخوة» (2021)، وفي مقابلةٍ طويلةٍ صدرت في كتاب بعنوان «جسور لا أسوار» (2020).
*أستاذ الدراسات الإسلامية -جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الأخوّة الإنسانية» الفكرة العظيمة والشخصيات الكبيرة «الأخوّة الإنسانية» الفكرة العظيمة والشخصيات الكبيرة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 13:18 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon