توقيت القاهرة المحلي 10:24:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منطقة الساحل والصحراء

  مصر اليوم -

منطقة الساحل والصحراء

بقلم - رضوان السيد

بعد انتهاء مؤتمر القمة العربي في جدة، قد لا يكون مألوفاً الحديث عن منطقة الساحل ومشكلاتها. لكنني سمعت مقابلةً مع خبراء في فضائية غربية، أجمعوا فيها، وكانوا يتحدثون عن مالي ودارفور، أنّ مشكلات منطقة الساحل ستتزايد حتى تصبح شغل العالم الشاغل. وتبدأ منطقة الساحل اصطلاحاً في مالي وتنتهي في دارفور، وربما باستثناء موريتانيا فإنّ كل بلدان الساحل يحوطها الاضطراب أو يخترقها.

في مطالع القرن الحادي والعشرين، وقد كان التنافس الدولي منصباً على العالم العربي ونشر الاضطراب فيه، وكانت الآمال عاليةً بأفريقيا وديمقراطيتها الصاعدة ومواردها الطبيعية المكتشفة والمتكاثرة. وما أن مرَّ عقدٌ على الخيبة الأميركية بأفغانستان والعراق، حتى بدأ الحديث عن الخيبة الفرنسية والأميركية بأفريقيا، والتراجع لصالح الصين.

ومع أنّ الصين لا تنتشر في العادة عسكرياً بل تجارياً، فإنّ الولايات المتحدة استحدثت قيادةً عسكريةً جديدةً لأفريقيا. وما أفاد ذلك كثيراً فمع تنامي ظاهرة العنف والإرهاب وانتشارها عبر دول الساحل وما وراءها وحولها، كثُر الحديثُ عن الوجود الروسي بدول الساحل. عملياً، وباستثناء موريتانيا، ما عادت الجيوش الوطنية في دول الساحل كما كانت. فالجيوش التي شكلها الفرنسيون والبريطانيون وأخيراً الأميركان أضعفتْها الانقلابات، والفئوية القبيلة والإثنية. لذا تنشأ مع الجيش أو إلى جانبه أو ضده مليشيات تنشئها القبائل الأخرى للدفاع عن مصالح القبيلة في وجه الجيش الوطني الموجود في العاصمة أو بالتنسيق معه إذا سلّم بالقوة الجديدة.

وتعود أصول المسائل إلى ستينيات القرن العشرين، حين خلّف المستعمرون وهم ينسحبون في كل بلدٍ قوةَ دفاع. ثم ما لبثوا أن عادوا عندما بدأ الاضطراب القبلي، لدعم السلطات القائمة. وفي فترة ما خُيّل لكثيرين أنّ الاستقرار سيحلّ، فتحدثوا عن الديمقراطية والتنمية.

الاضطرابات الحالية، والتي بدأت في مالي ثم بوركينا فاسو واستمرت في النيجر ونيجيريا، لها علاقة بالتنظيمات القبلية، وبالجريمة المنظمة، وبالتدخلات الدولية والإقليمية. وفي كل مرة تظهر مليشيا يكون هدفها إما الاستيلاء على السلطة في البلاد، أو احتلال منطقتها الخاصة أو التعاون مع الخارج من أجل تكوين التنظيم الذي يكون هناك رهانٌ على إمكان عمله ضد جهة أُخرى بالداخل إذا لزم الأمر! وكما سبق القول فإنّ ذلك يزيد المشهد تعقيداً لتعدد التنظيمات وكثرة السلاح، ووفرة الأهداف المزوَّرة.
ولنضرب مثلاً نختم به هذه العجالة: كان الرئيس المالي توماني توريه مصراً على التجديد لنفسه، ولربما نجح في ذلك.. لكنّ ضابطاً صغيراً في الجيش ثار عليه وأسقطه وأرغمه على الهرب.

وامتدّ الأمر إلى كل من بوركينا فاسو والنيجر. وإذا خرجت الجيوش الأجنبية فإنّ ذلك لا يُنهي مشكلة «الاستعمار»، لأنّ هناك الكثير من المليشيات التي تظلُّ تحمل نفس الدعوى، أو تعلن عن دولة إسلامية، أو عن ديمقراطية، وإعادة انتخابات، وكلها شعارات فارغة، لا تفيد فيها تدخلات الاتحاد الإفريقي ولا غيره.

ذهب مسؤول سوداني إلى جنوب السودان ليطلب منه التوسط في الأزمة، فعلّقت كوندوليزا رايس وزير الخارجية الأميركية السابقة، وقالت: إذا صار «كير» وسيطاً في السودان فلا بد أنّ هناك شيئاً خطأً! أما الحرب ذاتها فهي أكثر من خطأ!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منطقة الساحل والصحراء منطقة الساحل والصحراء



GMT 00:00 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

بعد العيد ما يتفتلش الكحك!!

GMT 00:04 2024 الجمعة ,22 آذار/ مارس

كريم عبدالعزيز ومواصفات السوبرستار

GMT 01:10 2023 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الاستخبارات الإسرائيلية تدفع ثمن الهزيمة!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon