توقيت القاهرة المحلي 18:49:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زمن الاحتواء لا زمن المواجهة!

  مصر اليوم -

زمن الاحتواء لا زمن المواجهة

بقلم - رضوان السيد

سارعت الإدارة الأميركية إلى إرسال مبعوثها، آموس هوكستين، إلى إسرائيل ولبنان لاحتواء التصعيد الذي حصل ظاهراً بعد اغتيال إسرائيل أحد قادة «حزب الله» في جنوب لبنان. والواقع أن التصعيد الذي يهدد بحربٍ شاملة ما حصل بعد الاغتيال وإطلاق مئات الصواريخ، بل حصل بعد مبادرة بايدن قبل أسبوعين لوقف إطلاق النار بغزة، وهي المبادرة التي قال إنه اتفق عليها مع نتنياهو، وسارعت إيران لمعارضتها على لسان الخامنئي وعلى لسان وزير خارجيتها المؤقت الذي جاء إلى بيروت للتباحث مع زعيم الحزب، وربما مع «حماس»، للحيلولة دون الاستجابة لمبادرة بايدن. وحتى الآن، ما عادت استجابة «حماس» واضحة، ونتنياهو انهمك بالتصدع في مجلس حربه باستقالة بيني غانتس، وانصرف الحزب لتوجيه صواريخه تجاه شمال الكيان وتجاه الجولان.

هي موجة واسعة من التوتير الإيراني تتم على جبهاتٍ ونواحٍ عدة وبأشكال مختلفة؛ فإلى جنوب لبنان هناك الزيادة اللافتة في الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن والمخا، وقد زادت إصابات السفن رغم الردود الأميركية والبريطانية العنيفة في جهاتٍ شتى من اليمن على قواعد إطلاق المسيرات والرادارات والزوارق السريعة. إن الطريف ما صرح به العسكريون الأميركيون أخيراً؛ أن الحوثيين ابتدعوا سبلاً جديدة للتزود بالسلاح من طريق لبنان وجيبوتي، وأن تاجراً من آل الوزير هو محور علميات الشراء والتهريب. والطريف أيضاً وأيضاً الاستنتاج الذي توصل إليه العسكريون الأميركيون؛ فهم مضطرون لإعادة النظر في حملتهم على الحرب الحوثية على السفن في البحر الأحمر والمحيط، وأنه لا بد من مشاركة «الحلفاء» الإقليميين في هذه الحرب. ولا شك في أن الإقليميين متضررون جداً، لكنهم لا يملكون الوسائل القتالية المتطورة التي يمتلكها الأميركيون والبريطانيون والأوروبيون الآخرون! فإذا كانوا هم قد عجزوا عن كفّ ضرر آل حوث؛ فكيف سيؤثر الآخرون؟!

ويضيف الأميركيون أن تهريب السلاح للحوثيين يتم أحياناً بسفنٍ محسوبة على الصين (!) أصدروا بحقها عقوبات، مع أن الصينيين مصابون أيضاً من وراء الهجمات في البحر والمحيط.

أما الجبهة الثالثة التي يشكو منها الأوروبيون والأميركيون، فهي الجبهة النووية. غروسي مدير الوكالة الدولية يقول إن الاتفاقية مع إيران ما عاد يراعيها أحد، وإيران تجاوزت كل الحدود أخيراً لجهة إنتاج اليورانيوم في موقع «فوردو» الذي لا تسمح بتفتيشه، والأوروبيون متحمسون ضد تجاوزات إيران، ويصدرون عقوبات ضد جهاتٍ وأطراف بإيران، من دون أن يبدو لذلك أي تأثير بارز!

ما عاد من الممكن «تضييع الشنكاش»، كما يقول اللبنانيون، بشأن المواجهة، وهي بين مَنْ ومنْ. فمنذ «طوفان الأقصى»، قبل قرابة التسعة أشهر، تدخلت الولايات المتحدة بأساطيلها وقواعدها وطائراتها واستخباراتها علناً إلى جانب إسرائيل. والحجة آنذاك المنع من توسيع الحرب من جهة إيران من طريق «وحدة الساحات» التي دعا إليها نصر الله. وما حصل التوسيع حتى عندما اضطرت إيران للتدخل مباشرة ضد الكيان بعد ضرب قنصليتها وضباطها بدمشق. لكن الولايات المتحدة ظلت تتدخل كثيراً، حتى عرفنا أخيراً أن فرقة أميركية خاصة شاركت في إطلاق سراح أربعة أسرى إسرائيليين في قطاع غزة!

طوال عقود كانت سياسات الولايات المتحدة تجاه إيران احتوائية، بمعنى أنها لا تجيب على المواجهة بمثلها دائماً. بل لا ترد على الضربات أو ترد بشكلٍ محدود. ولذلك فإن إيران كانت تربح دائماً، وإن لم تحقق كل أهدافها. والملاحَظ الآن أن إيران في لحظة مواجهة. أما الولايات المتحدة، فإنها تعود لسياسات الاستيعاب والاحتواء، رغم الالتقاء وجهاً لوجه: ترسل وسطاء إلى عُمان، وترسل هوكستين إلى إسرائيل ولبنان، وتترك للأوروبيين مسألة مواجهة التقدم النووي الإيراني، وتفكر بالبحث عن أنصار جدد في المواجهة مع الحوثيين، مع تأكيدها أنها لا تهاجم إلا بشكلٍ دفاعي، فتتصدى للتخطيط للاستهدافات!

ليس من السهل معرفة أسباب إيران للتوتير والتصعيد الآن. أما «حكمة» الأميركيين إنْ لم ينفع حشد الأساطيل، فربما تعود إلى انتخابات الرئاسة وضرورة عدم حصول حرب كبرى على مشارفها. كما تعود لحساسية الوضع الاستراتيجي وتعدُّد الجبهات بين أوكرانيا وفلسطين وبحر الصين. بيد أن الحذر الأميركي تقابله جرأة إيرانية، وحرص على عدم الرجوع بأيادٍ فارغة. فما الذي ترجوه إيران، وما الذي يستطيع الأميركيون إعطاءه أو تقديمه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن الاحتواء لا زمن المواجهة زمن الاحتواء لا زمن المواجهة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 18:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر وإيران تبحثان تطورات الأوضاع في لبنان وغزة
  مصر اليوم - مصر وإيران تبحثان تطورات الأوضاع في لبنان وغزة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon