بقلم - خالد منتصر
لماذا أنا فخور بالمتحف المصرى الكبير الذى سيفتتح إما فى نهاية هذا العام أو بداية العام القادم؟ ليس لمجرد أنه أكبر وأضخم متحف فى العالم، لكن لأنه وفى ظل تلك الظروف الصعبة تم بناؤه بروح الفريق، تلك الروح التى كنا قد افتقدناها منذ زمن طويل، وشكونا مراراً من أننا نقف مكاننا لأننا نفتقد تلك الروح، هذه الروح تمت استعادتها واستيقظت كما يستيقظ المارد من تحت الرماد ويقف شامخاً ليبنى ويعمر ويبتكر ويبدع.
فريق متكامل من خبراء وزارة السياحة ومن الأثريين ومن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة واللواء عاطف مفتاح هذا الرجل الذى عندما استمعت إلى شرحه لقصة بناء المتحف، عرفت معنى الثقة وصرامة اتخاذ القرار وعشق التحدى وثقافة الفن الرفيع، فكما هو ابن المؤسسة العسكرية، هو أيضاً ابن فن العمارة كمهندس تفوق فيه وتميز، هناك أيضاً فى الفريق القطاع الخاص ممثلاً فى تحالف حسن علام، فكر الفريق لم يترك شاردة ولا واردة إلا غطاها، حتى براندات المحلات التجارية ومعامل الترميم ومخازن التحف وتفاصيل طريقة العرض.. مراعاة البعد الاقتصادى بنفس قدر البعد الثقافى، كل هذا تحت رعاية وزير سياحة مثقف وذكى ولماح واقتصادى قديم وخبرة بنكية متميزة.
أنا متفائل بهذا الصرح الرائع الذى سيصبح أيقونة عالمية، وبذرة أهم مشروع سياحى شهدته مصر فى تاريخها، وهو ربط هضبة الأهرام بالمتحف بالمنطقة الفندقية السياحية، وجعل القاهرة قبلة سياحية لها على خريطة السائح عدة ليالٍ مثلها مثل الغردقة وشرم الشيخ والاقصر.
ما زال عندى كلام كثير عن هذا المشروع الرائع، لكن لا بد أن يسكننا يقين كشعب أن السياحة علم وفن وأننا لا بد أن نجتهد أكثر لرفع الوعى السياحى وثقافة التعامل مع الأجنبى، ونترك جانباً بعض العادات التى طفشت عدداً كبيراً منهم فى السابق، لا بد أن نكون ببساطة على مستوى هذا الفريق.