توقيت القاهرة المحلي 12:11:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«يحيى وكنوز»

  مصر اليوم -

«يحيى وكنوز»

بقلم :خالد منتصر

كنا نتساءل كل عام: أين الأطفال من خريطة رمضان؟ الأطفال الذين يشكلون ثلث عدد المصريين كنا نسقطهم من حسابنا درامياً وإعلامياً، هذا العام تذكرنا الأطفال وتلافينا خطأ النسيان بعمل رائع ومتكامل، المسلسل الكارتونى «يحيى وكنوز» الذى يمثل طفرة فى عالم الكارتون والأنيميشن، خطوة مهمة على الطريق الصحيح، لمزيد من إنتاج دراما الأطفال وبرامج الأطفال.

كان يعترينى شعور الحزن والغضب عندما أجد أطفال مصر الذين هم فى المرحلة الابتدائية وهم يتحدثون بلهجة غريبة وغير مصرية بلسان معوج ولكنة مستوردة، يتحدثون عن تاريخ ليس بتاريخنا، كان ينسلخ من مصريته أمام الشاشة بالتدريج، كان الخطر داهماً، الأطفال استثمار، لكن إهمال خطابهم والحوار معهم عبر وسائل الإعلام يجعل استثمارنا فى بنوك الغير خارج الحدود والجغرافيا والزمان والمكان.

جاء هذا المسلسل الذى يعبر عن رؤية مستنيرة وإحساس مسئولية وتصميم على استعادة هذا الكنز الطفولى إلى حضن هذا الوطن، خلف هذا العمل ذكاء وتخطيط وحس وطنى واستشراف مستقبل يسكن صناع العمل، اللغة باللهجة المصرية الدارجة، الأطفال ليسوا أشباحاً متجهمة بل دمهم خفيف ويمارسون شقاوة الطفولة البريئة التى هى من صميم تركيبتهم وسنهم، أصبحنا لا نتعامل مع الطفل على أنه كتلة هلامية من السذاجة، ولكننا أصبحنا نتعامل مع طفل الإنترنت والسوشيال ميديا والسيلفى والستورى والفيس بوك والإنستجرام والمواقع..إلخ، فكان لزاماً علينا أن نغير الأسلوب ونتمرد على النمط الجاهز.

«يحيى» طفل عصرى و«كنوز» طفلة عصرية والتناول عصرى، ولكن هل هذا التناول العصرى أنسانا أننا فجر الحضارة والضمير؟ ما حدث فى مسلسل «يحيى وكنوز» كان تمسكاً بمعرفة أسرار تلك الحضارة المصرية القديمة، برموزها وأبطالها وفنها وعلمها، استغل المسلسل موكب المومياوات الرائع ونجاحه المدوى كمدخل للأطفال لمعرفة أصول حضارتهم من خلال هذا الحدث المعاصر الذى كان حديث العالم كله، وجمع كل خيوط النجاح، لأنه تعامل بعلم وفن واحترافية مع حدث يقدم المصرى على أنه صاحب حضارة وتاريخ وبصمة لن تمحى، كالوشم على جسد وروح ووعى سكان هذا الكوكب كله، وبما أن الطفل شفرته هى الدهشة والفضول، ومسامه تنفتح ببكارة وطزاجة على كل ما هو جديد، والشعب الذى يحمل دهشة طفل على الدوام هو شعب مبدع خلاق.

كان على المسلسل أن يقدم الإبهار فى التقنيات، ولا يعتمد على الرسوم المتحركة التقليدية، أصبحنا أمام تقنيات عالية المستوى ورفيعة التصميم، لا تقل عن أى مستوى عالمى، حشود وجنود ومعارك وحركة وتجول ما بين أعظم الآثار ورؤية أجمل النقوش وأروع الألوان، مما يجعل الطفل فى حالة انجذاب مغناطيسى لهذا السحر المتحرك بأطيافه الملونة على الشاشة.

الدولة التى تهتم بعقل الطفل ووجدانه هى دولة تستثمر فى المستقبل، لذلك نحلم بالمزيد والمزيد من الاهتمام بتنمية وتربية الطفل عقلياً وروحياً من خلال تلك الرسائل الدرامية والإعلامية، راهنوا على الطفل ولن تخسروا أبداً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«يحيى وكنوز» «يحيى وكنوز»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon