توقيت القاهرة المحلي 10:33:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علموهم أن الحب اشتراك لا امتلاك

  مصر اليوم -

علموهم أن الحب اشتراك لا امتلاك

بقلم - خالد منتصر

كشفت لنا جريمة قتل نيّرة، طالبة آداب المنصورة، على يد زميلها عن خلل رهيب فى بنية العلاقات العاطفية فى مصر، لا يوجد أحد فى مصر يبصّر الشباب والمراهقين بمعنى الحب وبنية الحب وشكل الحب وخريطة الحب وجينات الحب، ويعرّف البنت من هو الولد وما هى تركيبته النفسية، ويعرّف الولد ما هى البنت وما هى تركيبتها النفسية؟ حدثت جريمة القتل لأن هذا الشاب تربى، مثل معظم المصريين، على أن الحب امتلاك، البنت مفعول به وهو الفاعل، البنت جارية وهو السيد، البنت شهرزاد وهو شهريار، تربى على ثقافة الفرمانات، الشاب لم يغادر بعد عتبة الأنانية الطفولية، ما زال يدبدب بقدميه فى الأرض «عايز اللعبة»، يصر على امتلاكها وهى فى الفاترينة حتى لو لم يمتلك ثمنها.

فى الخارج هناك كتب كثيرة مكتوبة على أساس علمى ومن البيست سيلرز، كلها تتحدث عن علاقات الحب والزواج بشكل فى غاية التشويق والجاذبية، كل منا لا يولد وهو يعرف خريطة مخ الجنس الآخر، لذلك لا بد أن نتعلم وألا نخجل من التعليم حتى فى الحب، كلنا على يقين أن الحب له أساس غريزى وفطرى، لكن آلية بناء علاقة عاطفية ناجحة هو شىء مكتسب لا بد أن نتعلمه وألا نكتفى بمجرد البلبطة العشوائية فى بحره، تعلُّم فن وعلم السباحة هو الذى يحقق المكسب والأرقام القياسية، لكننا ما زلنا نتبنى فى الحب نظرية «ارميه فى البحر وسيبه يبلبط».

الحب علاقة شراكة لا امتلاك، مفيش حاجة اسمها حتجوزك غصب عنك، أو أقيم علاقة رغماً عن أنفك، الشاب عندنا طالما بدأ علاقة الحب لا يعترف بأنها فترة اختبار مشاعر، وعندما يتزوج ينسى أن الحب نبات يحتاج للرى الدائم، ولا ينفع أن نتركه فى هجير الصحراء، فلا شىء ينمو فى هذا الهجير إلا أشواك الصبار المر الجارحة، نحتاج فى الجامعات والنوادى ومراكز الشباب إلى تدريب على الحب، سيصرخ معظمكم: «بلاش فسق، كفاية، عايزين تعلموهم الفجور؟!»، السؤال: لماذا تربطون الحب دائماً بشهوة اللقاء الجنسى، الحب أجمل عاطفة بشرية لا بد من فهمها، وطالما هى بين شخصين فلابد أن يتعرّف كل طرف على تضاريس روح وعقل ووجدان الطرف الآخر.

صرخ البعض بحماقة أن الاختلاط هو السبب فى تلك الجريمة، واستغلوها فرصة لتمرير كل أفكار زنزانتهم الداعشية، الاختلاط ليس خلطاً لأسوأ ما فينا، ولكنه مزج وتفاعل لأنبل وأجمل ما فينا من مشاعر، كل أهالينا وآبائنا وأمهاتنا فى الستينات الذين كانوا فى الجامعة كانوا يعيشون اختلاطاً صحياً جميلاً فى مناخ سلام وسماحة وتفاهم وعلاقات حب تنمو على مهل وتتنفس أوكسجين الحرية وتتقدم بثبات وثقة وبهجة وفرح، علموهم أن الحب اشتراك لا امتلاك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علموهم أن الحب اشتراك لا امتلاك علموهم أن الحب اشتراك لا امتلاك



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon