بقلم - خالد منتصر
تشرفت بحضور ندوة فى مكتبة البلد لمناقشة كتاب «كلام فى العلم» للدكتور سامح مرقس، أستاذ الأشعة بجامعة شيفلد، وهو كتاب من كتب الثقافة العلمية التى تنقص المكتبة العربية، ولذلك أشكر الصديق فريد زهران ودار المحروسة على الحماس لهذا الكتاب وتلك النوعية التى وعد «فريد» أنها ستستمر فى الصدور، الكتاب يستعرض أهم الأفكار والنظريات العلمية فى الفلك والفيزياء والبيولوجى، ويناقش نظرية الكم والتطور وبدء الكون.. إلخ. أدار الندوة الإعلامى خالد منصور، وحضر لمناقشة الكتاب د. محمد السماحى، أستاذ الباطنة والمفكر الجميل الذى تحلقنا حوله شباباً ونحن فى الكلية، كل الحضور أجمع على أن الثقافة العلمية هى أمضى سلاح فى مواجهة الفكر الإرهابى، فمن يفكر بمنهج علمى لن يصبح إرهابياً، لن يقتل أو يذبح أو يفجر تحت شعارات دينية، وطالب الجميع بصدور كتب تبسيط العلم للأطفال لأن الأطفال هم المستقبل، وتكوين التفكير العلمى فى عقولهم وأدمغتهم منذ الطفولة هو أكبر استثمار للمستقبل، يوم أن نرى كتاب التفكير العلمى مقرراً على المدارس بدلاً من قصة عقبة بن نافع، هذه هى الثورة الحقيقية، يوم أن يكون علماء الفيزياء والكيمياء والبيولوجى هم القدوة، تلك هى الثورة الحقيقية، يوم أن تدرس نظرية التطور، أهم نظرية بيولوجية فى التاريخ، فى المرحلة الثانوية، فهذه هى الثورة الحقيقية، وطرح أيضاً فى الندوة أن البرنامج العلمى ليس معناه التجهم والتكشير والكلكعة والتعقيد، فكم من برامج جذابة وتحصل على أعلى المشاهدات وهى تتحدث عن أعقد وأصعب النظريات العلمية، ودار حوار حول الإعجاز العلمى وعلاقة العلم بالدين، ولماذا لا نطعم العلم ببعض النصوص الدينية؟! والحقيقة أن معظم الحاضرين أكدوا أن العلم النسبى منهجه مختلف عن منهج الدين المطلق، وليس عيباً فى كليهما اختلاف المنهج، وأن الربط بين هذا وذاك هو ضرر للعلم والدين على السواء، فهو يكبح جماح العلم ويخفض سقف طموحه ويكبل انطلاقه، والدين سيتشكك فيه الناس إذا ربطوه بالعلم المتغير ووجدوا أن النظرية التى كانوا مؤمنين بها كدلالة على قوة الدين قد تبدلت وتغيرت أو ثبت أنها خاطئة!!! فلماذا نتبرع من تلقاء أنفسنا بلىِّ عنق الآيات والأحاديث لإثبات قوة الدين الذى لا يحتاج لدعم خارجى، وأيضاً النص الدينى لم يطلب منا ذلك، الكتب المقدسة كتب هداية وليست كتب كيمياء. وعدناد. سامح مرقس بكتابة سلسلة علمية مبسطة عن موضوعات أخرى تثرى المكتبة العربية، ننتظر المزيد من ضخ الثقافة العلمية فى شرايين العقل المصرى، فبعد رحيل د. مستجير ومصطفى فهمى وسمير حنا صادق وغيرهم ندرت الكتب العلمية إلا من محاولات الكاتب أحمد سمير سعد وترجماته مع د. سامح مرقس وآخرين يعدون على أصابع اليد الواحدة.