بقلم :خالد منتصر
حصول جامعة عين شمس على جائزة اليونيسكو لمحو الأمية (كونفيشيوس) ٢٠٢١، بالشراكة مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، الخاصة بتنظيم فصول محو الأمية عبر الإنترنت للمناطق الريفية والفقيرة بجمهورية مصر العربية، يعتبر تتويجاً لمجهود كبير بذلته الدولة لمحاربة ومجابهة الأمية، فأمية القراءة والكتابة عار كبير، لأن تعريف الأمية صار أشمل من الجهل بالأبجدية، بل صار فى عصرنا هو الجهل بالكمبيوتر والإنترنت، فأن يكون عندك هذا العدد من الأميين فى بلدك، ما زالوا يجهلون قراءة اللافتات أو عناوين المحطات أو بطاقات الهوية وشهادات الميلاد وعقود التمليك وعلبة الدواء.. إلخ، فهذا شىء يدعو للخجل والغضب، هذا الغضب الذى يجب أن نترجمه إلى فعل، وتجربة جامعة عين شمس أثبتت أن الأمل فى الشباب، فكما أجبرت جامعة عين شمس طلاب الكليات النظرية على أن يقوموا بمحو أمية عدد من البسطاء فى كل الأماكن سواء كانت مدناً أم قرى ريفية، من الممكن أن تخصص دفعات مجندين من المؤهلات العليا مثلاً لأداء نفس المهمة، ولنطلع على تجربة «عين شمس» لنحاول أن نبنى عليها، ومن على لسان رئيس الجامعة نفسه، د. محمود المتينى، الذى أكد أن حصول الجامعة على هذه الجائزة يعد تتويجاً لتوجهات القيادة السياسية ودعم الرئيس عبدالفتاح السيسى نحو بناء جمهوريتنا الجديدة بلا أمية، كما يعد تتويجاً للجهود المضنية التى بذلتها الجامعة على مدار العامين الماضيين فى إطار الاهتمام بهذا الملف المهم الذى يصب فى جهود التنمية الشاملة غير المسبوقة بالدولة، حيث تم إصدار قرار مجلس الجامعة عام ٢٠١٩ الذى يلزم جميع طلاب الكليات النظرية بمحو أمية ٤ مواطنين خلال سنوات الدراسة الأربع، وكمتطلب أساسى للحصول على شهادة التخرُّج، موضحاً أن جامعة عين شمس لها باع طويل فى مكافحة الأمية، حيث تضم أقدم مركز لتعليم الكبار على مستوى الجامعات المصرية. يذكر أن لجنة التحكيم الدولية باليونيسكو قد أشادت بالدور البارز لجامعة عين شمس فى تنظيم فصول محو الأمية عبر الإنترنت للمناطق الريفية والفقيرة بمصر، التى تقدم برامج تدريبية لإعداد طلاب الجامعات للعمل كمعلمين لمحو الأمية فى المجتمعات، فضلاً عن استخدامها كأدوات للتعلُّم عن بُعد لتعليم المهارات الرقمية ومهارات الاتصال وتعليم الكبار.
أتمنى إصدار قرار تكليف كل شاب إجبارياً مثل الخدمة العسكرية بعد التخرُّج بمحو أمية ثلاثين أو خمسين فرداً وكأنها جزء من الخدمة الوطنية، حتى تنتهى هذه المشكلة الخطيرة المؤرقة المخجلة من مصر، هى معركة لا تقل عن المعركة العسكرية؛ لأنها حرب ضد الجهل الذى يفرز الإرهاب والتطرف.