توقيت القاهرة المحلي 10:56:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كارثة برامج التلميع الطبية

  مصر اليوم -

كارثة برامج التلميع الطبية

بقلم:خالد منتصر

ما يحدث من فوضى فى ما يسمى البرامج الطبية صار مأساة مركبة وخطراً عاصفاً بالمهنة وبالمرضى وبمعنى الطب أصلاً، برامج مدفوعة تستضيف المستعد للدفع وإن كان ربع طبيب وليس الكفء أو المؤهل!! ضحايا كل يوم يقعون فى فخ تلك البرامج وتنتهى بكوارث.

هذه البرامج تنفذ يومياً جرائم على الهواء مباشرة تحت بند التلميع، ولى تجربة شخصية متواضعة، عندما انتشرت الخرافات المتعلقة بالصحة والطب كان أمامى أحد طريقين لمحاربتها، الأول من خلال القانون وتحريك دعاوى قضائية ضد من يروج لها ويدَّعى أن الأعشاب تعالج فيروس سى والسرطان والعقم.

وهذا الطريق للأسف ثبت فشله من خلال تجربة شخصية لأنى لاحقت قانونياً عدة أفراد بينهم مدرسو ألعاب وعطارون ادعوا الطب، إلا أن الثغرات القانونية أثبتت أنه لا فائدة، فلجأت إلى الطريق الثانى الذى يتمثل فى رفع مناعة ووعى المشاهد وتثقيفه طبياً ليكتشف بنفسه أن ما يقدمه هؤلاء المدعون مجرد «نصب ودجل»، ولكن بعد أن تحول الأمر لتجارة جلست متفرجاً، رغم أننى أعرف أهمية تلك الثقافة، فحجم الاستفادة يمكن أن يكون كبيراً إذا كان الغرض من تقديم البرامج التثقيف الطبى وزيادة وعى المشاهد، وليس تلميع الطبيب الضيف والترويج له كما يحدث الآن فى معظم البرامج الطبية.

والمأساة الحقيقية أن هذه النوعية من البرامج انتشرت على شاشة التليفزيون المصرى ويعلن بلا خجل أن هذه البرامج معلنة وليست خدمية.

ولا بد أن نعرف جيداً أن البرنامج ليس بديلاً للطبيب، وأؤكد على المشاهد دائماً، خاصة المتصل، أنه يأخذ مجرد ثقافة طبية للتوعية وليست «روشتة علاج على الهواء» لأن كل مريض حالة خاصة وعلاج الآخرين لا يصلح له حتى إذا كان يعانى من نفس مرضهم.

ولا بد أن يبحث مقدم البرنامج فى السيرة الذاتية للضيف لأنه ليس كل خريج كلية الطب يصلح للظهور على شاشة التليفزيون وتقديم معلومة طبية موثقة للمشاهد، كما يجب أن يكون مقدم البرنامج على دراية ببديهيات الطب والأمور الشائعة المغلوطة التى يمكن أن تدمر حياة بنى آدم إذا ما تم تمريرها بدون دراية، والأزمة الكبرى عندما يكون المذيع يعمل من أجل الحصول على تمويل للبرنامج فيتنازل عن أن يكون الضيف ذا قيمة علمية، أو أن تكون سمعته العلمية مشهوداً لها بالكفاءة، فأحياناً يقبل استضافة خريج العام الفائت، وآخر شىء ما يحدث مؤخراً أن يأتى مقدم برنامج فيشترى فترة زمنية من قناة فضائية بمبلغ معين، ويضطر للتنازل من خلال الإعلان عن الضيف الذى غالباً يكون مستواه ضعيفاً ليعوض المبالغ التى دفعها ويكسب أيضاً، وهناك فضائيات كثيرة توافق على ذلك.

الحل هو أن تتبنى وزارة الصحة برنامجاً طبياً كبيراً يناقش كل التخصصات ولا يقتصر على بعض التخصصات التى يدفع أصحابها، وذلك من خلال استراتيجية الدولة الصحية، والتركيز على حملات الوقاية والتركيز على التثقيف الصحى وليس التطبيل للطبيب لأننا فى النهاية جميعاً فى خدمة المريض.

ولا بد من وقف تلك المهزلة التى تحدث يومياً وسيل المعلومات المضللة فى التخسيس والتجميل التى لو عددنا ضحاياها لكتبنا مجلدات، التثقيف الصحى والإعلام الطبى لم يعد رفاهية كلامية، بل هو ضرورة صحية واقتصادية وإنسانية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارثة برامج التلميع الطبية كارثة برامج التلميع الطبية



GMT 08:11 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ضرب... يضرب ضرباً

GMT 08:09 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك وأحلام الرئاسة الأميركية

GMT 08:07 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تحالف يتصدى للتطرف

GMT 08:05 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

اليوم ما بعد اليوم التالي؟!

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

حتى آخر لبناني!

GMT 08:03 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

في ما خصّ «الدفاع عن لبنان»!

GMT 08:02 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

إشعال الحريق وهطول المطر

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تحالف يتصدى للتطرف

النجمات يتألقن في فساتين سهرة ذات تصاميم ملهمة لموسم الخريف

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:46 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ديكورات غرفة معيشة مميزة بألوان محايدة
  مصر اليوم - ديكورات غرفة معيشة مميزة بألوان محايدة

GMT 08:21 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الخارجية الإيراني يزور الأردن ومصر وتركيا
  مصر اليوم - وزير الخارجية الإيراني يزور الأردن ومصر وتركيا

GMT 07:19 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ساعات النوم التي تحصل عليها ليلاً تؤثر على نشاطك ومزاجك
  مصر اليوم - ساعات النوم التي تحصل عليها ليلاً تؤثر على نشاطك ومزاجك

GMT 22:51 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حنان مطاوع تتعاقد علي «دهب»في رمضان 2025
  مصر اليوم - حنان مطاوع تتعاقد علي «دهب»في رمضان 2025

GMT 16:14 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

"كاف" يحتفل بعيد ميلاد نجم الزمالك عمرو زكي

GMT 01:17 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

اللاعب مارادونا يواصل انتقاد ماورو إيكاردي

GMT 03:07 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

juvtd ugn طرق لتنسيق موضة "المونوكروم" بأناقة

GMT 13:38 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

مدرب روما يرغب في تدعيم خط هجوم الفريق بـ"ميسي"

GMT 04:58 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

اليمن تزخر بتاريخ حافل في صناعة الحلي والفضيات

GMT 20:19 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد كريب الكريمة و الفراولة

GMT 03:16 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

"الفيديو" يضرب موعدًا تاريخيًا مع بطولات كأس العالم

GMT 17:54 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يعيد قائمة الـ25 لاعبًا للموسم الجديد

GMT 06:13 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد ف الأسواق المصرية السبت

GMT 09:47 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

ألبين A110 تُتوَّج كأفضل سيارة رياضية بـ50 ألف يورو

GMT 12:40 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

حجازي يلتقى بول غارنييه للمصادقة على مشروع دعم مياه الشرب

GMT 07:56 2013 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

ناير تكشف عن صدرها في بذلة من الأبيض والأسود

GMT 13:47 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع أسعار الذهب بقيمة 3 جنيهات في منتصف التعاملات

GMT 19:40 2013 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

مؤشر سوق الامارات المالي يغلق على ارتفاع بنسبة 0.43%

GMT 05:07 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

غادة عبد الرازق تؤكد أن "أرض جو" مسلسل جديد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon