توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحداثة والتحضّر

  مصر اليوم -

الحداثة والتحضّر

بقلم :خالد منتصر

إلغاء خانة الديانة من البطاقة لا يعنى إلغاء الديانة من المجتمع أو سلبها من المواطن، شطبها هو تأكيد على مدنية الدولة وانضمامها لطابور الحداثة والتحضّر، البطاقة بطاقة هوية، والهوية وطن قبل أن تكون ديناً، هويتى مصرى وهى علاقة عامة مع المجتمع، ديانتى مسلم، وهى علاقة خاصة مع الله، ما إن كتبت هذه العبارة على صفحتى حتى اندلعت نيران الهجوم، وانطلقت رصاصات التكفير، بعدها كتبت الفنانة لقاء الخميسى على صفحتها المعنى نفسه، وطالبت بإلغاء خانة الديانة وتعرّضت لهجوم بشع وسباب وقح وشتائم متدنية، وأنا لا أعرف حقيقة سر تلك الهستيريا فى الهجوم على كل من يقترب من تلك النقطة الشكلية التى لا تطالب ولم تطالب أبداً بإلغاء أو شطب الدين.

صار المزاج السلفى للمجتمع يعتبر أن إلغاء خانة الديانة مثلها مثل إلغاء ومنع الصلاة!، الدولة المدنية الحديثة لا تريد للمزايدات الدينية والمشاحنات الطائفية أن تخرج إلى الفضاء الاجتماعى العام، ونحن مجتمع يعانى من شحن طائفى اشتعل أكثر فى فترة الإخوان، التى استغلوها سياسياً عندما كانوا يمنعون المسيحيين فى بعض قرى الصعيد من الخروج للانتخابات، اعتماداً على تلك الخانة فى البطاقات! والمدهش أن دولاً إسلامية كثيرة حولنا لا تكتب خانة الديانة فى بطاقات الهوية، ولا يمنعهم هذا أو يعوقهم عن الزواج والميراث.. إلخ من الإجراءات التى تستلزم معرفة الدين، فلماذا هذا الإصرار على انفراد مصر بخانة الديانة، ورغم أن تلك الخانة فتحت مجال لغط وجدل ومعارك وصلت إلى ساحات القضاء، وكان لها صدى دولى مزعج، مثل قضية البهائيين التى انتهت بوضع علامة شرطة أمام خانة الديانة بعدما كان الطلب هو أن يكتبوا إما «مسلم» وإما «مسيحى»، ومجالات المعارك الموجعة الأخرى كثيرة وتفتح أبواب جهنم أمامنا وتجعل صورتنا حين تتفجر مثل تلك القضايا أمام العالم مثاراً للنقد.

وأضع أمامكم مجرد حالة طلب تغيير ديانة، ماذا سيفعل الموظف وماذا سيكتب إذا طلب مسلم أن يغير ديانته؟، وماذا إذا أصر على إثباتها فى البطاقة؟، هل سنفتح جدلاً وقتها حول أحكام الردة، ويخرج هذا الموضوع إلى الشارع والفضاء العام ويصبح حديث كل بيت ويختلط الحابل بالنابل فى دولة تسعى جاهدة لدخول عصر الحداثة؟! وليكن مرتكزنا الذى نبنى عليه المقترح الذى كان قد قدّمه النائب المحترم علاء عبدالمنعم فى البرلمان من قبل ضمن مشروع قانون يتضمّن لمواجهة التمييز وكانت المادة الثالثة منه تنص على أن: «تلغى خانة الديانة فى بطاقات الرقم القومى، وجميع الوثائق والمستندات الرسمية، ولا يجوز إجبار أى مواطن على الإفصاح عن ديانته إلا إذا كان الإفصاح ضرورياً لترتيب مركز قانونى كالميراث أو الزواج»، صياغة محكمة من الممكن أن نبنى عليها وندير حواراً مجتمعياً نتخلص فيه من أثقال تكبل مسيرتنا نحو جمهورية جديدة مدنية حداثية، مصر الجديدة التى كانت مهد النور وفجر الضمير وستظل كذلك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحداثة والتحضّر الحداثة والتحضّر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon