توقيت القاهرة المحلي 13:33:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا نخاف من التفكير؟

  مصر اليوم -

لماذا نخاف من التفكير

بقلم :خالد منتصر

خايف تفكر؟! سؤال طرحه الرئيس فى مداخلته المهمة على قناة «صدى البلد» مع الإعلامية عزة مصطفى. سؤال يحمل معنى الاستفهام والاستنكار، لماذا نخاف من التفكير، رغم أن أول مطلب قرآنى لنا كان اقرأ، فكر، ابحث، تدبّر، تعقّل، لكننا حتى هذه اللحظة ما زلنا مرعوبين من هذه المهمة التى باتت قاسية علينا، مهمة التفكير.

نحن نخاف من التفكير لأننا نخاف من المواجهة، نحن نخاف من التفكير لأننا نعشق سكن الشرنقة والكهف والخندق والمستقر والمألوف والدافئ. مرادف المغامرة عندنا هو الموت فى غياهب التيه، التفكير نعتبره بدعة وكل بدعة ضلالة، المريض عندنا نشخّصه بأنه يعانى من «الفكر»!!

نحن نفزع من التغيير والتجديد، التفكير يعنى بذل الجهد ونحن قد حسمنا المسألة أن خير القرون قد مضى وولّى، وأن العقل، كما وصفه أحد الدعاة، هو مجرد حمار يوصلك إلى باب البيت ثم تتركه! التفكير يعنى طرح السؤال وإثارة علامات الاستفهام، والسؤال لدينا تطفّل وعلامة الاستفهام خطيئة، والتربة الراكدة بعفنها أفضل لدينا من تقليبها، والبركة بركودها أنقى عندنا وأصفى من النهر الجارى!!

السؤال يعنى أن كل الماضى والمعتقدات على طاولة التشريح معرضة لمشرط البحث والفضول، وهذا مرعب لمن تعوّد على التخفى والأغطية واللفافات السميكة على العقل المستقبل الكسول، التفكير يعنى أن نحتفظ ببقايا دهشة الطفل وهذا فى رأينا عبث و«لعب عيال»، التفكير يعنى أن نحتفظ بخيالنا متوهجاً، ونحن فى عداء مزمن مع الخيال، فالتعليم معناه عندنا أن ندخل قفص الدواجن لا أن نحلّق مع النوارس.

كل سنة دراسية يتقلص خيالنا معها بالمذكرات المحفوظة والتلقين المكرر حتى نصير علباً محفوظة معبأة ومشحونة مسبقاً بما سنتقيأه على الورق فى ماراثون الامتحان، نتعلم: «لا تناقش ولا تجادل يا أخى»، نرى الطفل المتسائل طفلاً زناناً وأحياناً ابن موت، طفلاً مزعجاً لأنه يفكر.

يصرخ فينا رجال دين: «إياك أن تقترب من نقد التراث»، ويتهمونك بالازدراء ويجرجرونك إلى السجن لأنك فكرت وتدبرت وقرأت، هم يريدون الدين احتكاراً، يحتكرون الدين ويحتقرون التفكير فيه، يطاردون حتى زميلهم رجل الدين الذى ينادى بإعادة القراءة فى ظل متغيرات العصر الحديث، يتعاملون مع الدين كعزبة خاصة لا يقترب من حدودها أحد إلا حاشيتهم.

مَن يفكر، يُطرد من جنتهم، التفكير يقود إلى التكفير، وهو ما يجعل مَن يتصدى للتنوير خائفاً من مصير التكفير وتهم الرِّدة التى تنتهى بالقتل سواء القتل المادى أو المعنوى. لا تخافوا من التفكير، امتلكوا جسارة إعادة النظر فى البديهيات أو ما كنتم تظنونه من البديهيات، انتصروا للجزء العقلانى من تراثنا وانفضوا تراب النسيان والتواطؤ عنه، اعرضوا مشاكل العصر على ترجمان العصر، العقل الواعى الجرىء، انتصروا لثقافة الحياة وشيّعوا ثقافة الموت إلى مثواها الأخير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نخاف من التفكير لماذا نخاف من التفكير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا
  مصر اليوم - بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon