توقيت القاهرة المحلي 19:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأعسر ليس عاراً

  مصر اليوم -

الأعسر ليس عاراً

بقلم :خالد منتصر

أكتب هذا المقال بعد ما شاهدت أماً تضرب طفلها بعنف بجانبى فى المطعم لأنه يأكل بيده اليسرى!! وكثيراً ما شاهدت أسراً تعنف أطفالها حين يكتبون دروسهم ويحلون واجباتهم باليد اليسرى، ويعتبرون تلك فضيحة وعاراً، والكارثة أن عداءهم للأشول والأعسر منطلق من خلفية دينية وأنهم يتصورون أنهم يطبقون الدين حين يضربون الطفل ويجبرونه على استخدام يده اليمنى بناء على حديث يقول إن الشيطان يأكل معه حين يستخدم يده اليسرى، ولن أدخل فى مناقشات دينية حول الحديث ودرجة صحته، لأن مناقشة مثل تلك المسائل عندى لا بد أن تكون على أرضية علمية، والأعسر ليس إنساناً متخلفاً أو شيطاناً رجيماً، بل إن كثيراً منهم كانوا عباقرة مثل أينشتاين ودافنشى وتشرشل وأوباما وتوم كروز وأنجلينا جولى ومورجان فريمان.. إلخ، وتعنيفه وإجباره بهذا الشكل على استخدام اليد اليمنى جريمة اجتماعية ونفسية خطيرة ومدمرة، نسبة من يستخدمون اليسرى فى العالم ١٠٪ ومن غير المعقول أن يكونوا كلهم شياطين! وحكاية كراهية الأعسر هذه مفهوم قديم ينتمى للعصور الوسطى، حتى إنه فى اللغة الفرنسية، يمكن أن تعنى كلمة «غوش» «اليسار» أو «الخرقاء»، وفى اللغة الإنجليزية تأتى كلمة «يسار» من الكلمة الأنجلو ساكسونية «ليفت» والتى تعنى «ضعيف»، والكلمة المناقضة لـ«أيسر» فى اللغة اللاتينية هى ديكستر، وتعنى «أيمن» وكانت ترتبط بالمهارة والاستقامة والورع والإنصاف، وفى بريطانيا خلال العصور الوسطى، ارتبط مستخدمو اليد اليسرى بالشيطان وغالباً ما اتهموا بممارسة جريمة السحر، مما يعنى أنهم سيُحرقون، والمدهش والطريف أن حيوان الكنغر مثلاً يستخدم يده اليسرى فى الأكل، وليست اليد فقط هى التى فيها تفضيلات فردية فهناك أعضاء أخرى، هناك 40 فى المائة منا يعتمدون فى السمع على الأذن اليسرى أكثر، و30 فى المائة يرون أفضل بالعين اليسرى، فيما ينعم 20 فى المائة بقدم يسرى أكثر قوة من اليمنى.

وقد درس عالم النفس الأيرلندى بيتر هيبر عدة مئات من فحوصات الأطفال بالأشعة، عندما كان الطفل جنيناً فى الرحم يمص إبهامه، وقد قام حوالى 90 فى المائة من الأجنة بمص إبهامهم الأيمن، وفى عمر 12 عاماً تقريباً كان كل مصاصى الإبهام الأيمن يستخدمون اليد اليمنى، فى حين أن ثلاثة أرباع مصاصى الإبهام الأيسر أصبحوا من مستخدمى اليد اليسرى، كما أن عوامل الوراثة الخاصة مهمة أيضاً، فعندما يكون أحد الوالدين أعسر يعنى ذلك أنه من المرجح أن الابن أعسر أيضاً، وإذا كان كلا الوالدين من مستخدمى اليد اليسرى فهناك احتمال واحد من كل أربعة أن تكون أعسر أيضاً، وعندما يكون الأطفال رضعاً، من الشائع جداً أن يستخدم الأطفال الصغار يداً بشكل عشوائى فى يوم من الأيام ويداً مختلفة فى اليوم التالى. ولكن يميل الأطفال البالغون من العمر حوالى عامين إلى تفضيل استخدام يد واحدة أكثر من الأخرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأعسر ليس عاراً الأعسر ليس عاراً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon