بقلم:خالد منتصر
إذا أردت أن ترسخ خرافة فعليك بزيادة عدد المستفيدين منها، اذهب إلى مكان وقم ببناء ضريح وأقنع الناس بأن فى الداخل ولياً من أولياء الله الصالحين أو قديسة.. إلخ، سيصبح المكان مزاراً سياحياً يدر دخلاً كبيراً لسكان المنطقة، يزيد عدد المستفيدين، وعندما ستواجههم بالحقيقة سيفترسونك!! هناك قصتان مشهورتان الأولى دارت أحداثها فى تركيا والثانية فى إيطاليا، كل حكاية تؤكد لك أن تجارة الوهم هى الأكثر ربحاً وتأثيراً، القصة الأولى ملخصها أنه بعدما اعتادت أجيال فى تركيا على زيارة أحد الأضرحة للتبرك به طوال قرن كامل يذرفون الدموع وهم يتلمسون البركة ويتمسحون بالجدران، تبين أن الضريح فارغ تماماً من الداخل!! إنه ضريح «دادا» الواقع فى مدينة تشوروم وسط تركيا، حيث أرادت السلطات نقله لاستكمال أعمال إنشاء طريق برى، فلم يتم العثور بداخله على رفات أى جثمان كما كان يعتقد طوال هذه الفترة الطويلة، ومنذ نحو قرن يقصد عدد من الأشخاص ضريح «دادا» للدعاء وتحقيق الأمنيات وأخذ البركة لأنه ضريح لأحد الأولياء الصالحين، كانت معركة للحصول على الموافقة من دار الإفتاء فى تركيا بنقل الضريح، باشرت فرق البلدية أعمال الحفر وقامت بإزالة الضريح القائم فى حى «يفروتورنا»، وكانت المفاجأة حيث تبين أن الضريح يصفر فيه الهواء منفرداً، ولا وجود حتى لعظمة دجاجة!!
القصة الثانية عن روزالينا، الأسطورة بتقول إن القديسة روزالينا اتولدت سنة 1130 لعائلة نورماندية نبيلة، اعتزلت الحياة وتفرغت لعبادة الرب فى جبل باليجرينو فى باليرمو، فى سنة 1166 ماتت القديسة روزالينا وحيدة، ظل سكان المنطقة يذهبون لزيارة عظام القديسة روزالينا لمئات السنين مُعتقدين بأنها تشفيهم من الأمراض، وأصبحت عظام القديسة روزالينا مزاراً سياحىاً مهماً جداً يدر دخلاً ضخماً لأهل مدينة باليرمو، ظل الحال هكذا حتى عام 1825، عندما زار الجيولوجى ويليام بكلاند باليرمو خلال شهر العسل وطلب رؤية عظام القديسة، بعد فحص الآثار، قرر الجيولوجى أنها «غير بشرية»، وأعلن أن البقايا كانت فى الواقع عظام ماعز، وأيده فى ذلك علماء التشريح!!