توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فاتن أمل حربى

  مصر اليوم -

فاتن أمل حربى

بقلم :خالد منتصر

أحياناً تأتى الدراما فتختصر علينا كفاح سنين وأطنان مقالات وركام قضايا وملفات، تؤثر وتحرك المياه الراكدة وتغير قوانين وتوعّى شعباً وتمنح المسئولين دفعة ثقة، هذه هى قوة الدراما وتأثيرها، وهذا ما تفعله يومياً فينا فاتن أمل حربى، مرافعة يومية أمام محكمة الضمير، لكى يخجل المجتمع من نفسه وهو ينظر فى مرآة الدراما، فيجد نفسه متواطئاً مع قهر المرأة، مبرراً لانسحاقها، راضياً وقانعاً بالسير على ساق واحدة يظنها رابحة فى ماراثون المستقبل، لن أناقش عناصر العمل الفنية الآن، ولكنى لا بد أن أتقدم بالتحية لشركة العدل جروب على شجاعتها فى التصدى لهذه القضية الحساسة والمصيرية وهم يعرفون تمام المعرفة أنهم سيتعرضون للهجوم والنقد والتطاول والتكفير فى مجتمع هواه سلفى نتيجة تراكم ليس هنا المجال لذكره، تعرف جيداً دورها الوطنى والاجتماعى، وتدرك أن الفن ليس أفضل ماكينة بنكنوت ولكنه أفضل أداة تنوير، والتحية أيضاً لشركة المتحدة على رعايتها لهذا العمل والاهتمام بتقديمه فى أفضل صورة ورحابة الصدر وسعة الرؤية فى رفع سقف النقد للقوانين المكبلة للمرأة، فاتن أمل حربى ضحية مجتمع ذكورى، رسخ فى الرجل منذ نعومة أظفاره ثقافة التميز فى الكون لأنه يمتلك هورمون التستوستيرون! فهو الوصى والجلاد والسيد والشهريار والفحل، هو الفاعل وهى المفعول بها.

الميزة أن كاتب العمل إبراهيم عيسى هو مفكر له ثقل، مهموم بقضية التجديد والتغيير، تصدى لكتابة العمل بعقلية المثقف الواعى الملتحم بالناس والعارف جيداً لتبعات المعركة، ليس مجرد مقصدار مشاهد، ولكنه نحات أفكار ومواقف وشخصيات من لحم ودم. أدرك المشاهد أن المرأة المطلقة فى مصر هى «سيزيف» التى ما إن تصعد بالحجر إلى قمة الجبل حتى تتدحرج إلى أسفل القاع، لتبدأ الرحلة من جديد، ما إن يقع الطلاق حتى تجد الزوج قد نفض يديه عن الأولاد، لن تجد مطلّقاً معه عياله إلا فى النادر، المطلقة هى التى تطبخ وتكنس وتوصلهم إلى المدرسة وتدريبات النادى والمستشفيات...إلخ.

وهو الذى يناكف ويتهرب من النفقة ويناور فى المحكمة، فهو قد تربى على أنه قد انتهى من دوره بوضع النطفة فى الرحم، ليغتسل بعدها من أدرانه ومسئولياته ويبرئ ذمته، تظل تائهة ما بين قسوة زوج ولا مبالاة أقارب وتأفُّف أسرة وجشع محامٍ وكعب داير محاكم وثغرات قانون وسادية تراث فقهى، لن يرضى عنها الجميع إلا إذا تحولت إلى فتات امرأة وحطام أنثى وأشلاء إنسان.

مسلسل فاتن أمل حربى فرصة ذهبية لكى نعرف قيمة الدراما ومدى تأثير الفن وإعادة تقييم حجم قوتنا الناعمة وكيفية استغلالها وتنميتها ورفع سقف الحرية لعناصرها، الفن يحمى ولا يعمى، الفن بوصلة وقارب نجاة ومرآة حقيقة وصوت ضمير وليس فزاعة تخويف أو سوط إرهاب، الفن يحلّق بجناح الخيال ولا يكبلنا بقيود وسلاسل فى الجبال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاتن أمل حربى فاتن أمل حربى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon