بقلم :خالد منتصر
فوجئت أثناء توزيع جوائز معرض الكتاب بأن الجائزة أصبحت ٤٠ ألف جنيه لكل فرع، بدلاً من عشرة آلاف جنيه، وهذه قفزة كبرى فى ظل ظروف اقتصادية خانقة وميزانية متواضعة لوزارة الثقافة تكفى بالكاد مرتبات الموظفين، وعرفت أن الفضل يعود لكيان اقتصادى وصرح وطنى اسمه البنك الأهلى، وإلى شخص مثقف يتولى إدارته اسمه هشام عكاشة، وهو اسم ليس غريباً على عالم الثقافة والتنوير، فهو ابن أستاذنا مؤسس علم الطب النفسى فى مصر د. أحمد عكاشة، وعمه الذى كان يشغل المنصب نفسه، ويجلس على كرسى إدارة البنك نفسه، د. ثروت عكاشة، الذى صارت بصماته على وزارة الثقافة كالوشم، وصارت الصروح التى بناها شاهداً على عظمة بلد هو مهد الثقافة وفجر الضمير.
منح البنك الأهلى معرض الكتاب مليون جنيه هو دفع للثقافة ونهوض بها وتشجيع للمبدعين فى جميع المجالات، شىء يدعو إلى الفخر أن يكون الاقتصادى مثقفاً يتذوق الفنون والإبداع ويشجّع الثقافة ونشرها ونموها، لقد أثبت الرائع هشام عكاشة أن الاقتصاد ليس أرقاماً وإحصائيات، ولكنه فن وإبداع فى البداية والنهاية، ما فعله البنك الأهلى يعتبر خطوة بداية لكل المؤسسات والكيانات الاقتصادية ورجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدنى بالدخول إلى ساحة تشجيع ودعم الثقافة.
وزيرة الثقافة تفعل المستحيل لدعم الفعاليات الثقافية، هناك مهرجانات سينما ومسارح مهددة بالتوقف، تتدخل الوزيرة لإنقاذها فى آخر لحظة، هناك متاحف فنية تحتاج إلى تجديد وصيانة، هناك قصور ثقافة مسارحها ما زالت مغلقة وتحتاج إلى أموال لتطبيق توصيات الدفاع المدنى، هناك صالات سينما فيها تحتاج إلى فكر إدارى مختلف يجعلها تكسب لا تخسر، كل تلك الأشياء وغيرها تحتاج إلى رعاة من نوع جديد وصيغ جديدة وحس مختلف، وها قد بدأ البنك الأهلى الخطوة الأولى، ونتمنى أن تتبعه بنوك أخرى وهيئات أخرى، نقترح دعم وزارة الثقافة لإنشاء منبر إعلامى وقناة تليفزيونية وموقع كبير على الإنترنت، حتى يتم توصيل المنتج الثقافى إلى المواطن المستهلك بسهولة، مطلوب دعم أكبر لوزارة الثقافة وهيئة الكتاب، لأن التصنيع الثقافى الثقيل لن يتم أو يمر إلا من خلال هذه الكيانات الكبيرة، وزارة الثقافة والهيئة وبيت المسرح والأوبرا ومهرجانات السينما وفرق الفنون الشعبية والموسيقى وكلية الفنون الجميلة، مطلوب دعم النحاتين المبدعين الذين يعرضون تماثيلهم فى الخارج، لأنهم لا يجدون اهتماماً هنا، ووضع منحوتاتهم فى أهم ميادين مصر بدعم من مثل تلك البنوك الوطنية العظيمة.
جزيل الشكر للبنك الأهلى ورئيس مجلس إدارته المثقف المستنير هشام عكاشة.